دكتور حسام بدراوي، سياسي مصري مثير للجدل، اختلف السياسيون على اختلاف اتجاهاتهم حول شخصيته، وتجد من بين أقطاب نظام مبارك من يحمل منه موقفًا سلبيًا، وتجد من بين المعارضة من يكن له تقديرًا واحترامًا.
ثمة من يرى أن حسام بداروي كان رجلًا مناسبًا في زمان ومكان غير مناسبين، وهناك من يقسو على الرجل، ويعتبر أن صفحته طويت حين غرق المركب الذي صعد على متنه بإرادته.
النشأة السياسية
وفي بداية حواره مع برنامج (عكس التيار) على شاشة الغد، قال إنه نشأته السياسية تنتمي لحقبة ما بعد عام 1973، ولكن كان لي نشاط في اتحادات الطلاب الذي بنيت عليه الركيزة لي للاهتمام السياسي لكن الاهتمام الحقيقي بدأ في الثمانينيات.
وأضاف بدراوي: “كنت متأثرا جدا بعد فترة هزيمة 1967 لأن الإعلام والتعليم كان يمجد في طرق واحد، وكنت مع العدالة الاجتماعية والاقتصاد الحر في آن معًا وهو ما أثر في مستقبلا دون أن أشعر، وبعد عام 1973 وبعد نشوة الانتصار كانت تركيزي في الطب والمهنية، وكنت متوجسا من توجه الرئيس الراحل محمد أنور السادات المتسامح مع الإسلاميين.
بداية العمل السياسي
وقال الدكتور حسام بدراوي إنه كانت لديه رغبة كبيرة في أن يشارك في تغيير مجتمعي، وكون “جمعية النداء الجديد” مع الدكتور سعيد النجار ومن هنا تعلم أصول الليبرالية والديمقراطية، وتابع: “كنا متعددين ولكن كنا نحترم الاختلاف”.
وأشار الدكتور حسام بدراوي إلى أنه كان يرى أن المجتمع المصري بحاجة إلى تغيير من الداخل، ولكن آخرين كانوا يرون أن التغيير يكون بالتغيير، ورغم ذلك كانت العلاقة بينهم قوية.
واستكمل قائلا: “بعد دخولي الحزب الوطني عام 2000، عقب نجاحي في انتخابات البرلمان رأيت أنه يمكن تكوين حجم حرج من الناس داخل الحزب الحاكم التي تطالب بالتغيير من الداخل، وكانت وجهة نظري أننا أمامنا طريق، والطريق يبدأ من النظام الموجود وليس من خارجه”.
وأكد بدراوي أنه عام 1995 دخل الانتخابات مستقلا، وكذلك انتخابات النادي الأهلي، وفاز وارتفع لمستوى ظن الناس”.
وتابع: “من عام 1997، إلى 2000 كنت ألتقى جمال مبارك، نجل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وكنا نمثل مع مجموعة من الشباب رغبة في التغيير للمستقبل لكن دون انتماء حزبي”.
الحزب الوطني
وقال بدراوي إن الحزب الوطني في عام 1995 عمل ضده وأسقطه في الانتخابات، ولكن في عام 2000 كون قاعدة انتخابية في دائرته، والتقى صفوت الشريف، وكمال الشاذلي، وطلبوا منه الانضمام للحزب ونجح في الانتخابات بدائرته”.
وأكد الدكتور حسام بدراوي أن مهنته الأساسية هي التعليم والطب، قائلا: “أعتقد أنني تركت أثرا في مجال الطب والتعليم، وفي عالم الثقافة أصبحت هاويا، وفي عالم السياسة حاولت أن أغير”.
وأكد بدراوي أنه لا يوجد حزب حاكم في الدول النامية، موضحا أن المجتمع تتغير ثقافته، والأشخاص يميلون إلى أن يكونوا أقرب من السلطة التنفيذية، ويجب إعادة النظر في كيفية مشاركة المجتمع في إطار جديد.
أخطاء سياسية
وأكد الدكتور حسام بدراوي، أنه وقع في أخطاء سياسية بدأت عندما صدق بقيم الأمريكان قبل ثورة 2011، قائلا: “اتضح لي أن قيم الحرية والديمقراطية وتداول السلطة التي تتحدث عنها واشنطن مجرد حديث فقط”.
كما أكد بدراوي أن استمرار إعلانه عن أمور تخالف النظام الحاكم، جعل السلطة الحاكمة تخشى وجوده داخل الإطار التنفيذي، وقال: رغم ذلك: “رفضت أن أكون وزيرًا للتعليم والصحة لمدة 3 مرات في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، ومرتين بعد عام 2011”.
جدير بالذكر أن الدكتور حسام بدراوي، هو سياسي مصري، وطبيب وأستاذ جامعي، ولد في مدينة المنصورة المصرية عام 1951، وتخرج في كلية الطب عام 1974، وعين معيدا في الكلية، وأكمل دراساته العليا في تخصصه الطبي في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أسس مع مجموعة من الخبراء والمستشارين منتدى مصر الاقتصادي الدولي عام 1998.
كما انتخب عضوا في مجلس الشعب عن دائرة قصر النيل ورئيسا للجنة التعليم عام 2000، وترأس لجنة الحقوق الاجتماعية وعين في المجلس القومي لحقوق الإنسان عام 2004، كما أسس المجلس الوطني للتنافسية مع مجموعة من مؤسسي إصلاح المجتمع عام 2004.
وعين في مجلس الشورى عام 2007، وعين أمينا عاما للحزب الوطني خلال ثورة يناير 2011 لكنه استقال بعد خمسة أيام، وبرر استقالته بعدم الاستجابة لمطالب الشباب، وأطلق عليه لقب العاقل داخل الحزب الوطني لطروحه الإصلاحية.
