لم تستسلم لكبرِ السن، بل استخدمته كحافز للقيامِ بمغامرات جديدة، السيدة السبعينية ڤيينا كاما روتا، التي عملت دليلة بيئية وسياحية حتى الخامسة والستين من عمرها، قررت بعد تقاعدها قطع آلاف الأميال سيرا على الأقدام.
وتُطلّ السيّدة السبعينيّة فيينا كامّاروتا على وادٍ في قلب منطقة جبال الأپنين في مسافة الـ ١٣٢ كيلومتراً التي قطعتها سيرًا على الأقدام في خمسة أيام متواصلة في مسار أطلقت عليه الطريق من الحرير إلى الصوف.
وتوقعت كامّاروتا أن رحلتها القادمة ستستغرق ثلاثة أعوام، وتنطلق من مدينة البُندقيّة، أي فينيسيا إلى العاصمة الصينيّة بكين، على ذات المسار الذي مرّ فيه ماركو بولو ما بين عامي1271 و1295 ميلاديّة.
قالت ڤيينّا كامّاروتا “أنا أعشق العالم العربي، لأنّ العرب أضافوا الكثير إلى التاريخ الإيطالي”.
وأضافت أنها “خلال رحلتها شاهدنا بقايا لآثارٍ تركتها الذئاب في بعض المناطق، مشيرة إلى أنه سأنطلق في نهايات أبريل من فينيسيا وسأصل إلى بكين وسأمرّ بسلوفينيا وكرواتيا وصربيا وبلغاريا باتّجاه إسطنبول في تركيا، وأواصل السير في شمال تركيا باتّجاه جورجيا، ومن هناك سأنتقل إلى طاجيكستان وأوزبيكستان وإيران وقرغستان، مواصلة، على خط مسار ماركو بولو إلى منغوليا وصولاً إلى بكين.
وأوضحت أن ما تسعى إليه هو تشكيل شبكة من المسارات القادرة على توحيدنا والتقريب بين الشعوب، كما ترغب في السير على خطى ابن بطّوطة.
لا أحد يعلم ما إذا كانت السيّدة كامّاروتا ستُحقّق الحلم بالسير على خُطى ابن بطّوطة، لكنّ ما هو مؤكّدٌ هو أنّ هذه السيّدة المقدامة والمعطاء، بدأت السير، ولو ذهنياً، على الخُطى التي سطّرها أبي عبد الله محمد ابن بطوطة في كتاب «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار».
