على طريقة «أحجار الدومينو».. هواجس التفكك تضرب القارة العجوز

كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية، أن قمة بروكسيل اليوم الثلاثاء، أول قمة أوروبية بعد الاستفتاء البريطاني، تعقد يومي 28 و29 الشهر الجاري، معنية أولا بمواجهة هواجس التفكك التي تضرب القارة العجوز.

وأوضحت المصادر، أن القمة الأوروبية ستناقش تقييم نتائج تصويت بريطانيا، خاصة وأن الدول الـ19 الأعضاء في منطقة اليورو، تحتاج لمناقشة سبل حماية نفسها في الأشهر المقبلة التي ستشهد فترات مضطربة على الأرجح.

1-852283-599x400

تداعيات «الصدمة المدوية»

وإذا كان البريطانيون، قد وضعوا حدا لسنوات من «التشكيك» بالاتحاد الأوروبي وسجالات رافقت تحفظهم عن تعميق أواصر الوحدة تجسدت برفضهم اعتماد العملة المشتركة أو الانضمام إلى معاهدة حرية التنقل في ما يعرف بـ«فضاء شنجن»، وحتى حسم الاستفتاء التاريخي في المملكة المتحدة النتيجة لمصلحة الانسحاب، فإن ما يشغل اهتمامات الدوائر السياسية ومركز الدراسات والأبحاث، في الغرب، هو دق نواقيس الخطر في باقي عواصم الاتحاد الأوروبي ،للبحث في كيفية التعامل مع «الصدمةالمدوّية»،على حد وصف رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، ولمناقشة الترتيبات الإجرائية لتلك «النقطة الفاصلة للوحدة الأوروبية».

56c313b83d4e2

سياسيون مغامرون يطالبون بالانفصال

وهكذا تبدو الارتدادات السياسية المرتقبة، للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، أكثر خطورة، وعنوانها العريض «تفكك أوروبا»، القارة العجوز، التي  اهتزت جدران قصور حكامها، منذ أن بدأ يظهر شعار «الخروج» بلونه الأحمر، على الشاشات التي كانت تنقل تباعا نتائج الاستفتاء على العضوية الأوروبية، والتي تسمّر أمامهاالملايين منذ اغلاق صناديق الاقتراع، وحتى ساعات الفجر الأولى.

وبات مؤكداً، أن ثمة قلقا عالميا إزاء «تأثيرالدومينو» للاستفتاء البريطاني على باقي دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعدما سارعت العديد من أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية -وإلى حد ما اليسارالأوروبي السيادي- إلى المطالبة باستفتاءات مماثلة، في حملة منظمة،قادها سياسيون مغامرون، أمثال “غيرت فيلدرز” في هولندا، و”مارين لوبن” في فرنسا، و”كريستيا نثولسن” في الدنمارك، و”جيمي اكيسون” في السويد، و”حركة الخمسة نجوم” و”الرابطة الشمالية” في إيطاليا.

وحدة بريطانيا على المحك

ويرى المراقبون، أن القلق لايقتصرعلى أوروبا وحدها، بل يشمل بريطانيا، نفسها، بعدما أظهرت النتائج التفصيلية للاستفتاء، تبايناً حاداً على المستوى الجغرافي، بين أسكتلندا وايرلندا الشمالية، اللتين اختارسكانهما التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي بواقع 62% و55.7% على التوالي، ومن أول المؤشرات على أن وحدة بريطانيا قد باتت على المحك، استقبال رئيسة وزراءاسكتلندا، نيكولاستارجون، نتائج الاستفتاء بتصريح مثير للجدل، ألمحت فيه إلى إجراء استفتاء جديد على الاستقلال عن باقي بريطانيا، فيما دعت أحزب «شينفين»، الواجهة السياسية لـ «الجيش الجمهوري الإيرلندي»، إلى استفتاء على توحيد ايرلندا، وأمّا اسبانيا فاعتبرت أن الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي يتيح لها استعادة جبل طارق الذي صوّت سكانه بغالبية 90 في المئة لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي.

936

انهيارات على طريقة أحجار الدومينو

وإذا كانت نتيجة الاستفتاء لم تشكل فقط «ضربة موجهة إلى أوروبا»، كما اعتبرتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بل أيضا شكلت هزة قوية لتماسك المملكة المتحدة التي بدأت تترنح مع تجدد مطالبة الإسكتلنديين والإرلنديين بتقرير مصيرهم (الاستقلال) بعيداً من بريطانيا بعدما اختارت الأخيرة مستقبلها بعيداً من أوروبا.. فإن الصورة المثيرة للقلق تخيم على أنحاء أخرى من أوروبا. وعلى رغم محاولات المسؤولين في بروكسيل التركيز على إيجابيات انسحاب بريطانيا باعتبار أنه ينتج «اتحاداً أقوى»، أبدت مجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي مخاوفها من سلسلة «انهيارات على طريقة أحجار الدومينو» تقوّض الاتحاد في غضون خمس سنوات.

57846968

نسبة مؤيدو الانسحاب من أوروبا مرشحة للتزايد

وكان للتصويت البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، ضغوطات هائلة على حكومات السويد وإيطاليا وألمانيا وفرنسا لإجراء استفتاءات مماثلة، وأظهرت استطلاعات في تلك الدول أن نسبة مؤيدي الانسحاب من أوروبا مرشحة للتزايد بشكل مضطرد مع خروج بريطانيا، وثمة توقعات مماثلة بتنامي الضغوط المعادية للاتحاد في الدنمارك وهولندا، ولم يتأخر قادة اليمين المتطرف الأوروبي في استغلال قرار البريطانيين، إذ بادر كل من رئيسة «الجبهة الوطنية» الفرنسية مارين لوبن ،والنائبان الهولندي غيرت فيلدرز، والإيطالي ماتيو سالفيني، بالدعوة إلى استفتاءات في بلادهم.

وستكون الأشهر المقبلة طويلة وصعبة ومليئة بالمطبات السياسية والاقتصادية، فهي المرة الأولى في تاريخ الاتحاد الأوروبي الذى تقرر فيه دولة مغادرة الاتحاد.

y3mPV7aAAV20PiCDImFl6L8yIyxdBUjENacYRZEeAamba8TlHApebP-vMettoYvqdF2ZIvXvFHnUW12Zg_Qksrz96sH82q2rQcPPjs1Lzwowr7h9GACUrSgXtD2pIp_qP_3

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]