أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها إزاء التطورات الأمنية الجارية في طرابلس وتحركات مليشيات مسلحة تتبع جهات مختلفة، والتي وصفتها بأنها تخلق حالة من التوتر.
ودعت البعثة الأممية إلى حل أي خلافات سياسية أو عسكرية عبر الحوار لا سيما في هذه المرحلة.
يأتي ذلك فيما أصدرت مفوضية الانتخابات قرارات اعتبرها محللون تمهيدا للتأجيل، حيث أعلنت المفوضية إلغاء حالة الطوارئ الخاصة بمهمتها في التنفيذ والإشراف على الانتخابات، بالإضافة إلى عودة العمل بالدوام العادي.
بالتزامن، بحث عدد من المرشحين للرئاسة الليبية في بنغازي سبل دفع العملية السياسية، ومناقشة الخيارات المتاحة في حال تأجيل الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر.
وضم الاجتماع المشير خليفة حفتر، بالإضافة إلى أحمد معيتيق وفتحي باشاغا والعارف النايض وعبد المجيد سيف النصر والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب.
في هذا السياق، قال الأكاديمي والسياسي الليبي، الدكتور أحمد عبود، إن لقاء عدد من المرشحين للرئاسة الليبية في بنغازي للتباحث طوى صفحة من الخلافات، والتي حضرها كذلك بعض الشخصيات السياسية، دعما لجهود المصالحة الوطنية وإطلاق حوار سياسي وتوجيه رسالة الدعم للشعب الليبي.
واعتبر أنه لقاء مهم للغاية ويؤسس لمرحلة العبور للمستقبل التي أساسها الاتفاق على طي صفقة الماضي والبدء بصفحة جديدة أساسها الاتفاق على إعلاء المصلحة الوطنية العليا واحترام السيادة الليبية والمواطنين وكرامتهم، معتبراً أنه اللقاء الأهم خلال العام.
وأضاف عبود أن هذا اللقاء سيكون له مردود إيجابي في تحديد مستقبل الخارطة السياسية في ليبيا.
وأوضح أن تلك الشخصيات البارزة، التي حضرت الاجتماع، تستطيع انتاج مصالحة وطنية وبدء حوار “ليبي ليبي”.
ورأى عبود أن ما يحدث في طرابلس هي تجهيزات للابقلاب على المسار السياسي بالكامل، وتتجه الأنظار للمجتمع الدولي الذي أعلن أنه سيعاقب المعرقلين للعملية السياسية في ليبيا، مشيراً إلى أن تلك الميليشيات في طرابلس هي من عرقلت عملية الانتخابات واعتدوا على المفوضية العليا للانتخابات وأحرقوا مراكز الاقتراع.
وحذر من حالة احتراب قد تنشب في أية لحظة بين تلك التشكيلات المسلحة، مؤكداً أنه لا حوار من كل من عطل العملية السياسية وأفشلوا المراحل الانتقالية وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته بمعاقبة المعرقلين للعملية السياسية الليبية.
فيما رأى الكاتب والباحث السياسي الليبي والأستاذ بجامعة بنغازي، الدكتور جبريل العبيدي، أن اللقاء هو حدث كبير، وأن لقاء هذا العدد من المرشحين الرئاسيين، خاصة أنهم أطراف فاعلة على الأرض، ويعد دفعة كبيرة للسلام والاستقرار في ليبيا.
وأعرب عن اعتقاده بأن عملية السلام قد بدأ فعلياً، وأن ما تم الاتفاق عليه في بنغازي اليوم هو ما سيحدث.
وأشار العبيدي إلى أن التحركات العسكرية التي حدثت في طرابلس لا تحمل جدية، ولا مشكلة من تأجيل الانتخابات الليبية، حيث أن التقارب بين الأطراف هو المهم، وأن تلك التقاربات قد تكون بداية مشروع استقرار “ليبي ليبي”.