علي الصراف يكتب: أخي الفلسطيني.. لحظة من فضلك

علي الصراف

 اتهام الرئيس محمود عباس بأنه يسعى إلى إلغاء الانتخابات الفلسطينية المزمعة في الثاني والعشرين من مايو المقبل، لأنه يخشى الخسارة، اتهام باطل من كل وجه.

لا داعي لخلط الطغيان بما هو أطغى منه.

سلطة الرئيس عباس لم تحقق إلا الفشل. وقد حان الوقت لكي تنزاح عن الطريق. على الأقل لأنه كان مسؤولا عن تمزق فتح، وعن خسارتها المحتملة للانتخابات. إلا أن ذلك لا يكفي لتبرير توجيه الاتهام له، بأنه يسعى إلى إلغاء الانتخابات.

كارهو سلطة الرئيس عباس يجب أن يعترفوا له بالشجاعة. فهو يعرف الهزيمة ويقبلها. وفي انتخابات العام 2006، ذهب ليناطحها رأسا برأس، رغم أنه كان يعرف النتيجة.

هذه المرة هو يعرف النتيجة أيضا. حركة فتح، بقائمتها الرسمية، لن تكسب أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني. ويحسن القول إن حركة حماس التي فازت بأغلبية مقاعد الانتخابات السابقة، لن تفوز هي الأخرى هذه المرة.

أقل ما يمكن أن يعنيه وجود 36 قائمة انتخابية، هو أن الأصوات سوف تتمزق، وأن تحالفات ما بعد الانتخابات هي التي سوف تحدد الصورة النهائية. ولن يكون هناك فائز مطلق. تلك الأيام مضت، ربما الى غير رجعة.

يعرف الرئيس عباس إنه سوف يخسر الانتخابات الرئاسية أيضا أمام الأسير مروان البرغوثي. والقول إنه يريد أن يلغي الانتخابات لكي يبقى في سلطته، ليس صحيحا بالضرورة، ولكنه حتى إذا صح، فإنه يصب الماء في طاحونة إسرائيل، وهذا ما لا يليق بأي فلسطيني أن يفعله.

“أنا وأخي على ابن عمي” قاعدة تنفع هنا أيضا. ذلك لأنها تُفضي إلى الاتجاه الصحيح: “أنا وابن عمي على الغريب”.

إسرائيل هي التي لا تريد للفلسطينيين أن ينتخبوا برلمانهم وحكومتهم. وأهم من ذلك، فإنها هي التي لا تريد لفلسطينيي القدس أن يشاركوا في هذه الانتخابات.

وعندما يقول الرئيس عباس إنه “لا انتخابات من دون القدس”، فإنه لا يقصد حماية سلطته بالضرورة، ولكن حماية وجه مقدس من وجوه القضية الفلسطينية.

الرئيس عباس يستحق كل الانتقادات الممكنة. ولكنه ليس من ذلك النوع الذي يضع سلطته فوق المقدس. القول بهذا، ظلم شديد.

ضع قدمك على قدم الرئيس، وسترى أن أي فلسطيني، في السلطة أو خارجها، سوف يتبنى الموقف نفسه، حيال مشاركة المقدسيين في الانتخابات.

الطغيان الحقيقي هو طغيان الاحتلال، وليس طغيان المكاسب الثانوية التي قد يحرص عليها أي فريق. وعندما يتصادم هذا بذاك، فالخيار الأخلاقي والسياسي الصحيح يجب أن يكون واضحا، لا لبس فيه.

أسباب إسرائيل لمنع الانتخابات الفلسطينية لا تحتاج إلى عبقرية من أحد لمعرفتها.

“الديمقراطية الوحيدة في المنطقة” (حسب الزعم السخيف) لا تريد أن ينافسها الفلسطينيون بعمل ديمقراطي. كما لا تريد للسلطة الفلسطينية أن تتصرف كدولة، ولا أن ترسي لنفسها أسسا شرعية. ولا أن يخوض الفلسطينيون منافسة نزيهة على خيارات وبرامج سياسية مختلفة، لكي لا يكتشفوا الطريق المؤدي الى بناء دولة مؤسسات وقانون وحقوق. وحيث أنها تريد للسلطة الفلسطينية أن تظل كما هي كسلطة عشوائية تليق بوضعها الراهن كسلطة حكم ذاتي، فمن المناسب لإسرائيل أن تظل سلطة غير منتخبة ومصابة بإعاقة ذاتية فوق الإعاقة التي يفرضها عليها الاحتلال.

أما القدس فإنها عقدة العقد بالنسبة لإسرائيل. ولكن ليس لأنها “العاصمة الأبدية الموحدة”، بل لأنها تضم أكبر كتلة سكانية فلسطينية قياسا بأي مدينة فلسطينية أخرى. فهناك أكثر من 435 ألف فلسطيني يعيشون في القدس. بينما يبلغ سكان نابلس 388 ألفا، ورام الله والبيرة 328 ألفا، وخان يونس 370 ألفا، وشمال غزة 368 ألفا، وجنين 314 ألفا…

القدس عاصمة الوحدة الفلسطينية من الناحية الدينية أيضا. إنها رمز الشراكة الوطنية التي تعلو على تمايزات الدين، بينما تعجز العلمانية الإسرائيلية المزعومة أن تفعل الشيء نفسه.

وإسرائيل لا تعرف ماذا تفعل بشأن هذه الكتلة البشرية الضخمة. لا هم مواطنون، ولا هم تحت حكم ذاتي خاص بهم، ولا هم مرتبطون بسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني، وما من هوية تحدد لهم أي حقوق. أنصاف بشر في عين العنصرية الإسرائيلية، خاضعون للاحتلال فحسب. وها هنا يكمن أصل العقدة.

مشاركة فلسطينيي القدس في الانتخابات التشريعية يحسم لهم نوعا من وضع ديمغرافي وسياسي. وهو ما يتناقض مع ما تسعى إسرائيل الى أن تمليه على المدينة، رغم أنها لا تعرف ماذا يجب أن تفعل حيال هذا الجزء الضخم من سكانها.

منع مشاركة المقدسيين في الانتخابات التشريعية، لا يقصد تدمير المسعى لربط الجزء الشرقي من القدس بالحل النهائي، فحسب، ولكنه يقصد تدمير الفكرة من وراء إقامة دولة فلسطينية تربط بين سكانها، أيضا.

ضع هذه المشاركة في سياق ما تخطط له إسرائيل لمصير القدس وما تراه من نهايات لمصير النزاع برمته، وستعرف أن توجيه الاتهام للرئيس عباس بأن له مصلحة في إلغاء الانتخابات يصب الماء في طاحونة الرغبة الإسرائيلية بمنع الانتخابات. إنه محاولة لذر الرماد في العيون، أو لحرف الأنظار عن الهدف.

إسرائيل هي التي تريد تدمير الانتخابات الفلسطينية. لا مصلحة للرئيس عباس في الغاء الانتخابات. ولا أحد يستفيد من إلقاء هذه التهمة عليه إلا إسرائيل. وهي ليست مجرد تهمة. إنها باطل الأباطيل. وهي ظلم يقصد خلط الحابل بالنابل، وضرب الفلسطينيين بعضهم ببعض.

الرئيس عباس حتى إذا تصرف كحاكم فرد، فالكل يعرف أن إسرائيل أطغى عليه، وعلى شعبه من أي شيء.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]