علي الصراف يكتب: الشرعية المنقوصة لا تأتي بحلول

علي الصراف

 

أخيرا، وجد الكولونيل من يُكاتبه.
سلطة الرئيس محمود عباس التي جعلت من نفسها من لزوم ما لا يلزم، بعد قرار تأجيل الانتخابات (أو إلغائها بالأحرى)، حصلت على فرصة لتعويمها من جديد.
حرب الأحد عشر يوما هي التي أوجدت هذه الفرصة، ولكن ليس لأن سلطة الرئيس عباس هي التي خاضت الحرب، بل لأنها لم تخضها حصرا. فأصبحت مفيدة للإسرائيليين والامريكيين الذين وجدوا أنها تنفع من حيث إنها لا تنفع.
لقد حصلت على دور، في عملية إعادة إعمار غزة، وفي البحث عن هدنة دائمة، وفي السعي الى العودة الى دائرة المفاوضات.
ولكن هذا الدور إشكالي من جوانبه الثلاثة.
إعادة إعمار ما بعد حرب العام 2014 لم تحقق الكثير ليس بسبب الفساد الذي رعته إدارة رام الله فحسب، بل بسبب عجزها التقليدي في أن تكون سلطة فاعلة وقادرة على أن تخدم شعبها من منطلق غير فئوي.
هذا هو السبب الذي دفع الفصائل الفلسطينية في غزة الى اقتراح تشكيل هيئة وطنية مستقلة لإدارة عمليات إعادة البناء.
هذه الفصائل تقر بأنها لا تريد أن تحقق أي فائدة من تلك العمليات. وتقول إنها ليست بحاجة الى قرش واحد من الأموال المخصصة لها. ولكنها لا تريد للفساد الإداري وسلوكيات العجز والعشائرية السياسية أن تكون سببا في إطالة أمد الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وبمساكن الآلاف من مواطني القطاع.
وسيكون من عميم الفائدة لو أن طرفا مستقلا آخر، مثل مصر، هو الذي يتولى الإشراف على هذه العمليات، لا سيما وأنها تعهدت بمساهمات هي الأكبر من بين كل الأطراف الدولية الأخرى.
ويحسن بالمرء أن يلاحظ أن “إعادة الإعمار” هذه المرة، ليست مجرد مشروع هندسي لإزالة ركام، وإعادة رصف الحجارة.
إنها هذه المرة مشروع سياسي يريد أن يؤسس لما بعده. له إملاءاته. وله امتداداته على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها. وذلك بما أن الجميع يريد لإعادة البناء هذه أن تكون الأخيرة.
دور سلطة الرئيس عباس في تحديد قواعد وأسس الهدنة لا يتعدى كونها شاهد زور. فالحرب التي لم تكن من شغلها، لا توفر لها المبرر من الأساس، في أن تكون طرفا في الهدنة. مكانتها في هذا الأمر لا تزيد عن مكانة أي طرف خارجي يتحدث من قارة أخرى، أو من كوكب آخر.
مؤسف هذا الواقع. ولكن الله غالب. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وذلك ليس لمجرد أنها سلطة تعمدت، في هذا الشأن بالذات، أن تكون من لزوم ما لا يلزم، بل لأنها ليست من النوع الذي يستحق أن يكون طرفا في نصر لم تساهم فيه ولا في المعادلات التي نشأت عنه، ولا في الاتجاه الذي يفرضه على الأجندات الدولية المعنية بوضع حد للصراع.
هذه الحرب قالت “إن العدوانية الإسرائيلية يجب أن تتوقف، بالقوة لو لزم الأمر”. هذه هي الجملة الأساس. ولكن سلطة الرئيس عباس لا تتبنى قولا كهذا، بل أنها تستنكره.
“إسرائيل ليست من القوة بحيث تفرض سياسات احتلال واستيطان إلى الأبد”. هذه هي الجملة التالية. وهي ليست مما تؤمن به سلطة الرئيس عباس، حتى وإن فرضتها الوقائع.
وهي ما يعكس موقفا سياسيا شديد الهزال، لكي لا نقول إنه موقف يستخذي الاحتلال ويستمرئ بقاءه.
ماذا يعني ذلك بالنسبة لمساعي استئناف المفاوضات؟
إنه يعني أن هذه السلطة لا تمتلك من الشرعية المعنوية ولا السياسية ولا الأخلاقية ولا الاستراتيجية ما يؤهلها لأن تكون ممثلا لتطلعات الفلسطينيين وحقوقهم.
لا أحد كان يرغب بذلك. ولكن هذا هو ما صنعته سلطة الرئيس عباس لنفسها. وعندما اختار “أبو مازن” أن يلغي الانتخابات لكي يهرب من استحقاق إعادة بناء الشرعية الفلسطينية، فإنه نزع شرعيته بنفسه عن نفسه.
وتعود القاهرة لتحاول استكمال “المصالحة” بين الفصائل الفلسطينية. ولكن يجرؤ المرء على القول إن الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ليسوا “زعلانين على بعض” لكي يتصالحوا ويبوسوا لحى أحدهم الآخر.
لقد فعلوا ذلك مئة مرة من قبل، وانتهى الأمر الى أن سيادة الرئيس ظل يجرؤ على تعطيل النتائج.
ما من أحد يستطيع، بشرعية منقوصة، أن يأتي بحلول. هذه هي القضية.
إذا كانت المصالحة مسألة تبويس لحى، فلا داعي لها أصلا.
العقدة إنما تكمن في السؤال التالي: هل تملك سلطة الرئيس عباس القدرة على تمثيل مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني من موقفها السياسي الراهن، ومن موقعها القادم من كوكب آخر؟
هناك معادلة جديدة على الأقل. كيف يمكن لمن لا يقبل بها، أن يلعب دورا؟
لقد وجد الكولونيل من يُكاتبه. المشكلة في الرد!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]