علي الصراف يكتب: تعقيب على تسريب

علي الصراف

خدعة “التسريبات” التي أطلقها محمد جواد ظريف، لم تنطل على أحد، ولا هي نفعته في شيء.

حتى وليه الفقيه لم ينتقده عليها بالاسم. لأن “التسريب” لم يحدث في الواقع إلا بالاتفاق معه، بقصد الإيحاء أن هناك تيار سياسي داخل إيراني يريد العودة الى الاتفاق النووي بتغليب الدبلوماسية، بينما هناك تيار آخر يريد تغليب العمل العسكري.

هناك تيار واحد في إيران. وكل الباقي تمثيليات عرجاء لأشخاص يخدمون المشروع نفسه وولي الأمر المطلق نفسه.

أحد أوجه الفائدة التي كان ينتظرها ظريف هي أن يلقى معاملة مختلفة. وهي ذات الفائدة التي كان يأمل أن يحصل عليها يواخيم فون ريبنتروب وزير خارجية هتلر، باعتباره “دبلوماسي”.

ريبنتروب عمل وزيرا لخارجية الرايخ الثالث من 4 فبراير 1938 إلى 30 أبريل 1945. وقبل ذلك شغل منصب سفير ألمانيا لدى بريطانيا من 1936 إلى 1938. أي أنه لم يحمل مسدسا ولا ذهب ليحارب بنفسه. إلا أنه كان يخدم بدبلوماسيته نظاما مجرما. وخلال محاكمات نورمبيرغ، نفي أن تكون له أي مسؤولية عن معسكرات الاعتقال النازية. ولكن حكم عليه بالإعدام في عام 1946 بتهمة التآمر وارتكاب جرائم ضد السلم وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، أي أن المحكمة أثبتت ضده كل التهم الرئيسية الأربع التي واجهت “قادة الميدان” النازيين. وكان ريبنتروب أول من تم إعدامه ليلة 16 أكتوبر 1946 في الساعة 1:01.

لا يخدعن ظريف إلا نفسه عندما يعتقد أنه برئ من جرائم نظامه. بما فيها أعمال الاغتيالات التي تمارسها مليشيات إيران في العراق. ولكن لا حاجة أيضا الى الإشارة الى أن بعض “دبلوماسييه” يمارسون أعمال إرهاب مشهودة وهم تحت قيادته المباشرة. وأسد الله أسدي الذي أدين بمحاولة تفجير مؤتمر للمعارضة الإيرانية في إحدى ضواحي باريس عام 2018 وحكم عليه بالسجن لعشرين عاما في بلجيكا، واحد من هؤلاء.

من يستمع الى نصوص ذلك التسريب يمكنه أن يدرك أن ظريف كان في الواقع يعمل بتوجيهات من قاسم سليماني، وينفذ له ما يريد. ولئن بالغ البعض في ما بدا أنه شكوى من ضغوط قاسم سليماني، إلا أن هذا البعض تجاهل الباقي، لكي يشيع وهم الفكرة القائلة أن هناك “تيار آخر” في إيران.

و”التسريب” هو مقتطفات من محادثة مسجلة جرت في مارس الماضي بين ظريف وسعيد ليلاز في مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للرئاسة.

ويعترف ظريف صراحةً بأن الجهاز الدبلوماسي للنظام بأكمله يعمل في خدمة الحرس الثوري، وأن دبلوماسيي النظام عملوا كواجهة لقوات الحرس، وسهّلوا تنفيذ سياساتها وأهدافها.

وشدد ظريف على أنه كان يلتقي بسليماني قبل أهم اجتماعاته مع المحاورين الأجانب للحصول على تعليمات حول كيفية المضي قدمًا وما هي القضايا التي يجب طرحها.

يقول ظريف في أحد جوانب “التسريب”: “لقد أنفقنا الكثير مما كان يمكن أن نضعه في الحصول على المزيد من خطة العمل الشاملة المشتركة أو بعد خطة العمل الشاملة المشتركة لتعزيز عملنا في الميدان (العسكري).. وحددت السياسة الميدانية ما يجب أن تكون عليه سياسة البلد”.

لقد بدا ذلك وكأنه انتقاد، ولكنه يشير بوضوح الى أن الاتفاق النووي كان مفيدا لإيران من ناحية تدخلاتها العسكرية. وهو ذاته الهدف الذي تعمل عليه إيران بالسعي للعودة الى الاتفاق النووي من جديد. أي لكي يخدم سياساتها “في الميدان” (والمقصود ميدان النزاعات وحروب المليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن).

يقول ظريف: “مشكلة هيكل وزارتنا أنه هيكل أمني… منذ بداية الثورة، كانت المهمة المحددة لوزارة الخارجية مهمة سياسية – أمنية ولم يتم تحديد مهمة اقتصادية لوزارة الخارجية. وفي تسعينيات القرن الماضي، أُغلقت المديرية الاقتصادية وأُنشئت المديريات الجهوية (الإقليمية)، التي كان لها توجه سياسي – أمني أكثر”.

يقول أيضا إنه: “لولا تدخل الجنرال سليماني، لما كنت لأصل إلى أي مكان في مفاوضات 2001 مع الولايات المتحدة بشأن أفغانستان”.

ويضيف: “لو لم يكن الجنرال سليماني متورطًا ولم تكن لدينا معلوماته الاستخباراتية، لما تمكنت من الوصول إلى أي مكان في مفاوضات 2003 مع الولايات المتحدة بشأن العراق. لقد تمكنا من التنسيق بيني وبين الجنرال سليماني، وكنت مسؤولاً عن هذا العمل… كان سماحة المرشد (خامنئي) في الواقع هو المنسق. لقد وضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض وعملنا مع بعضنا البعض”.

يحسب وزير خارجية الولي الفقيه أنه “دبلوماسي”، ويتعين أن يتم النظر إليه في المستقبل على أنه برئ من أفعال نظامه. وإنه يقف على مسافة من أعمال الحرس الثوري الإيراني.

“التسريب” نفسه يثبت عكس ذلك. كما يثبت أن ظريف فعل أكثر بكثير مما فعل ريبنتروب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]