علي الصراف يكتب: معركة الرئاسة المقبلة

علي الصراف

العديد من الشركات الأمريكية الكبرى مثل “أمازون” و”جنرال إلكتريك” و”أي-تي آند تي” و”أمريكان إكسبريس” و”كومكاست” و”سيسكو سيستيمز” و”ماستركارد”، أعلنت أنها سوف تتوقف عن تمويل النواب والشيوخ الجمهوريين الذين رفضوا الإقرار بفوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة.

الرئيس دونالد ترامب نفسه خسر تعاقدات مع بعض كبريات الشركات الأمريكية التي تنظم مسابقات الجولف في استخدام ملاعبه.

الخسارة ليست راهنة فحسب. إنها خسارة أكبر في الأفق.

الجمهوريون الذين انساقوا وراء مزاعم ترامب حول تزوير الانتخابات، نظروا، في الواقع، إلى حقيقة أن هذا الرجل استقطب تأييد 75 مليون ناخب أمريكي. ولقد اعتبروا أنهم إذا ما عارضوه في مزاعمه، فإنهم سوف يخسرون قاعدتهم الانتخابية. فحتى وإن لم يكن هناك أي أمل بأن ينجح ترامب في تغيير النتيجة، أو إقناع الكونجرس بالانقلاب عليها، أو إثبات مزاعم التزوير، فقد ظل هناك أمل بأن يعود ترامب بعد أربع سنوات ليخوض حملة انتخابات جديدة من أجل العودة إلى البيت الأبيض. وهذا يعني أن الجمهوريين الذين وقفوا ضده لن ينجوا من العاقبة وسوف يتعرضون إلى أسوأ انتقام ممكن.

يثبت الآن أن هذه المخاوف لا مبرر لها. بل يثبت أكثر من ذلك، أن الشركات الكبرى التي تتوقف عن تمويل حملاتهم، وتوفر لهم الرعاية والثروات الجانبية، والوظائف “الاستشارية”، سوف تتركهم في العراء، ليخسروا كل شيء، إلا مخاوفهم وجبنهم.

“الأربعاء الأسود”، يوم اقتحم رعاع ترامب مبنى الكونجرس غيّر الكثير من الانطباعات والقناعات.

لقد ثبت أن هناك نواة صلبة من اليمين المتطرف هي التي استدعاها ترامب الى التظاهر قبل أن يدفعها إلى اقتحام المبنى. هذه النواة الصلبة ليست هي كل القاعدة الجمهورية، رغم أنها نواة استقطاب مؤثرة. ولكنها هي التي تسمُ بوسمها الآن كل تلك القاعدة. وهذا ما سوف يشكل عبئا ثقيلا عليها.

التحقيقات الفيدرالية، والاعتقالات والبحث عن الأجهزة التي فقدت خلال الاقتحام، سوف تلقي على أكتاف الناخبين الجمهوريين ككل جانبا من مشاعر المسؤولية. وما لم يُبالغ الديمقراطيون في الملاحقات فيخسرون الضفة الأخلاقية العالية، فإن كتلة الناخبين الجمهوريين سوف تتقلص من دون أدنى شك.

ما تحول إلى فضيحة يدفع الآن الكثير من القاعدة الجمهورية الى التبرؤ من رعاعيات ترامب ويمينه المتطرف. وإعادة محاكمته، أو ملاحقاته باتهامات جنائية تجعل عودته إلى الانتخابات أقرب الى المستحيل. واليمين المتطرف أصبح هو نفسه موضع الاتهام والملاحقة.

لوقت طويل، اعتمد ترامب على إثارة المخاوف من اليسار المتطرف لاستقطاب جمهوره المحافظ. وحتى وإن لم تتوافر أدلة على تزوير الانتخابات، فإن الكثير من الجمهوريين يقولون إن اليسار المتطرف يخطط لسرقة البلاد. وتحت تأثير هذا الاعتقاد، فقد قبلوا فكرة أن الرئاسة سُرقت من ترامب.

ولكن، وحيث انتهت الأمور إلى ذلك “الأربعاء الأسود”، فقد أصبح بوسع الجميع، بمن فيهم القاعدة الجمهورية الواسعة، أن يروا أن هذا اليسار لم يرتكب شنيعة كشنيعة اقتحام الكونجرس على الأقل.

القادة الجمهوريون يحتاجون قاعدتهم الواسعة ليس لمواجهة جو بايدن. فهذا الرئيس جزء من قالب “المؤسسة” الوطنية، وأمضى جل حياته في قلبها. المواجهة الأهم إنما مع نائبته كامالا هاريس التي يعتقد أنها هي التي سوف تتولى الرئاسة حال عجز بايدن، وهي المرشح الأول للانتخابات المقبلة.

المعركة هناك. وكل ما يجري الآن هو مجرد تفاصيل وتراكمات لما سيحدث بعد أربع سنوات.

هل خسر الجمهوريون هذه المعركة سلفا؟

ليس بالضرورة. فالتحديات التي تواجه الولايات المتحدة كبيرة. وهي في الواقع أكبر بكثير من تحديات “الكساد الكبير”، لأنها تتزامن مع منافسة استراتيجية ضارية مع الصين، وتوترات مع روسيا وإيران، ومشكلات في العراق ومع تركيا في المتوسط، إلى جانب الأزمات الكبرى: كورونا والمناخ والإرهاب.

سوف يتعين الاعتراف، بأن جانبا كبيرا من هذه الأزمات هو من صنع سياسات اليمين، أو مما أهمل اليمين معالجته. والرعاعية الترامبية زادته سوءًا.

معالجة الاختلالات التي نجمت عن تلك السياسات سوف تتطلب جدول أعمال يساريا فعالا وناضجا. ولو تحقق ذلك، فإنه ما من كابوس أثقل على صدور الجمهوريين من هذا. إنه معركة كل يوم، ابتداءً من العشرين من يناير، وحتى الثالث من نوفمبر 2024.

فضيحة اليمين، وخسارة دعم الشركات الكبرى تعنيان أن كفة الميزان تميل إلى هاريس. واليسار المتهم بالتخطيط لسرقة البلاد، يمكن أن يكسبها في ذلك الحين بالفعل.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]