علي الصراف يكتب: نواة الدولة ونواة الوهم

علي الصراف

أحد أكبر المعضلات التي تحول دون رأب الانقسام الفلسطيني هو العجز عن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.

وبعد الكثير من الاتفاقات على التفاصيل، انتهى الرئيس محمود عباس الى القول إنه ما لم يكن الناخبون الفلسطينيون في القدس جزءا من الانتخابات، فإنها لن تجرى أبدا.

هذا كان يعني، ببساطة، شيئين، الأول، أن قرار الانتخابات أصبح إسرائيليا، أي الى حين توافق إسرائيل على السماح لفلسطينيي القدس بالمشاركة في الانتخابات. والثاني، هو أن الانتخابات لن تجرى في الأمد المنظور.

قد تعتقد السلطة الفلسطينية أن شرعيتها فوق المساءلة. إلا أن هذا الاعتقاد، حتى ولو كان له ما يبرره، فإنه غير صحيح، وغير أخلاقي.

عوامل الانقسام والخلل الإداري، والفشل في بناء مؤسسات دولة، وفك الارتباط المتواصل بين السلطة ومواطنيها، والاكتفاء بمرجعية ضيقة تتخذ كل القرارات، ولا يحاسبها أحد، يعني أن مشروع الدولة الفلسطينية لم يعد له ما يتأسس عليه. أو بعبارة أوضح، إنه بات مشروعا وهميا، لا يخدم القضية ولا يخدم أهلها كما لا يخدم السلطة الفلسطينية نفسها.

هناك من يقول إن الرئيس عباس، يريد عبر هذا السبيل أن يبقى رئيسا الى الأبد، من دون انتخابات. أو أنه لا يريد شريكا منتخبا في صنع القرار، مثل المجلس التشريعي، يدرس خيارات، أو يملك سلطة المساءلة، أو يحاسب فاسدين.

ويقول آخرون إن هذا غير صحيح، وأن هناك مؤسسات، مثل اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، لا تزال قادرة على أن تلعب دور التخطيط والمشاركة في صنع القرار والمحاسبة.

ولكن لا هذا ولا ذاك، ينكر أهمية إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، لتجديد بنية المؤسسة الوطنية الفلسطينية، ونفخ الروح فيها، وبعث الحياة في العلاقة بين السلطة وشعبها.

ثم أنه لخلل سياسي كبير، أن تحاول سلطة غير منتخبة، أن تفرض خيارات أو تتبنى سياسات أو تدخل في مفاوضات وهي غير خاضعة للمساءلة وتدقيق الحساب. والأمر لا يتعلق فقط بشرعيتها حيال شعبها، ولكنه يتعلق أيضا بشرعيتها حيال الطرف الآخر، وحيال المجتمع الدولي كله.

الناخبون الفلسطينيون في القدس، يمكن أن يدلوا بأصواتهم عن طريق الانترنت، أو عن طريق الهاتف المحمول.

وجود سجل إلكتروني وطني لناخبي القدس، بل ولكل الناخبين الفلسطينيين، سوف يتيح لهم المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم على نحو مضمون، عبر الدخول الى موقع الانتخابات.

هذا الموقع يتعين أن يكون محصنا، ومحفوظا على سيرفرات موصولة وغير موصولة، ويمكنه أن يقدم أكثر من مجرد خدمة التصويت. بمعنى أن يكون موقعا انتخابيا شاملا، يعرض المرشحين، وبرامجهم، وتصريحاتهم، ومقابلاتهم، على نحو يتسم بالعدل والمساواة.

هذا عمل قد يستغرق إعداده وتحصينه بعض الوقت، ولكن يمكن إعداد النواة المتعلقة بناخبي القدس في غضون وقت قصير.

إسرائيل لن تقدر على منع الناخبين الفلسطينيين من الإدلاء بأصواتهم، عن طريق الانترنت. ولو أنها اصطنعت عوائق، فان وجود سجل “ذكي”، سوف يسمح للناخبين أن يدلوا بأصواتهم، عن طريق الهاتف أيضا، وذلك بافتراض أن هناك رقما وطنيا لكل ناخب، ورمزا خاصا به، وكلمة سر، ووسيلة تعرف.

المصارف توفر حماية معقولة لبطاقات الائتمان التي تصدرها لزبائنها. ويمكن لمؤسسة السجل الوطني للناخبين، أن تصدر بطاقات مماثلة، وأن توفر لها نظاما يسمح بالتيقن من صواب عملية التصويت، بما يشمل بصمات الأصابع أيضا.

سيكون ذلك عملا عظيما بحق، ويوفر خدمة جبارة، ويربط مؤسسات السلطة بشعبها على نحو لم يسبق له مثيل. كما أنه يمكن أن يمتد الى فلسطينيي 48، وفلسطينيي الشتات أيضا، إذا ما تم التوافق على إنشاء هيئات تمثيلية لهم توازي المجلس التشريعي، أو أن تكون غرفة ثانية له.

الرئيس الفلسطيني نفسه، يجب أن يكون منتخبا ليس فقط من الملايين الخمسة داخل فلسطين، وإنما من الـ 12 مليون فلسطيني في أربع جهات الأرض.

إذا شئت إجراء الانتخابات لتحل واحدة من أعقد المشكلات التي تواجه مؤسسة السلطة الفلسطينية، فلا يوجد مستحيل. الاستعدادات يمكن أن تتم في غضون أسابيع، ليكون للفلسطينيين رئيس منتخب وبرلمان جديد، ونواة دولة حقيقية بدلا من نواة الوهم القائمة الآن.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]