علي الصراف يكتب: وهم الانتصار على ترامب

علي الصراف

الاعتقاد الراسخ بين المسؤولين الفلسطينيين يقول إن الرئيس جو بايدن سوف يقلب كل السياسات التي تبناها سلفه دونالد ترامب حيال القضية الفلسطينية.

ولكن ذلك لا يشكل انتصارا.. إنه خطوة إلى الوراء فحسب.

وبحسب تصريحات أعلنها بايدن في مايو الماضي فإنه يؤيد حل المسألة الفلسطينية على أساس إقامة دولتين، قائلا: “بغرض تحقيق السلام الفلسطيني-الاسرائيلي من الضروري أن تعود الولايات المتحدة إلى الحوار مع الجانب الفلسطيني والسعي لدى اسرائيل وحثها على عدم القيام بأي خطوات تقوض إمكانية إقامة الدولتين. سأعيد فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية ومكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن واستئناف المساعدات الأمنية والاقتصادية للفلسطينيين والتي اوقفتها ادارة ترامب”. وبرغم أنه لن يعود لينقل السفارة الأمريكية من القدس، إلا أنه سيلغي “صفقة القرن”، بكل ما كانت تعنيه. وترجح صحيفة “جيروزالم بوست” أن يقر بايدن بمطالب الجانب الفلسطيني فيما يتعلق بالقدس.

كل ذلك، إنما يُعيد الموقف الأمريكي الى ما كانت إدارة الرئيس باراك أوباما تتبناه. وهو ما لم يكن كافيا لتغيير واقع الأزمة.

سيكون هناك ميل أكبر نحو اليسار في إدارة الرئيس بايدن. ولو أنه عمد الى تعيين بيرني ساندرز كمبعوث خاص لحل النزاع، فان ذلك سيكون بمثابة خطوة مهمة، بالنظر الى الموقف المعتدل، أو الأكثر إنصافا، الذي يمثله شيخ اليسار في الحزب الديمقراطي الأمريكي. ولكن إسرائيل قد لا توافق عليه. وقد ترفض التعامل معه إذا تم فرضه عليها.

كمالا هاريس نفسها، نائبة الرئيس، تتبنى الموقف نفسه الى حد بعيد أيضا. زوجها اليهودي، يمكنه أن يمثل حائط صد مهما حيال أي اتهامات قد تتعرض لها من جانب إسرائيل.

كتلة ضخمة من ناخبي الحزب الديمقراطي يميلون أيضا الى حل القضية الفلسطينية على الأسس التي يقترحها بايدن.

إلا أن ذلك لا يكفي، للوصول الى تحقيق تقدم فعلي.

إسرائيل هي التي تملك مفاتيح المفاوضات. ولن تفتح الأبواب لها من دون أن تقع تحت ضغط شديد.

المسألة ليست مسألة أخلاقيات، ولا حتى قوانين دولية. إسرائيل لا تعترف بهذا ولا بذاك. ويتعين على المسؤولين الفلسطينيين أن يتحرروا من الأوهام الأخلاقية التي يعتقدون أن إسرائيل سوف تمتثل لها يوما ما. أو أن “المرجعيات الدولية” ستكون شيئا ذا قيمة بالنسبة لها.

الخطوة الأولى، في البحث عن خيارات، هي التحرر من هذا الوهم. بعبارة أخرى: ضع هذا الوهم جانبا، وقل للناس، ماذا ستفعل؟.

خارطة الواقع تقول التالي:

1ـ الولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على إسرائيل، لأي سبب من الأسباب. ولن تجبرها على أي شيء لا ترضاه.

2ـ الأوروبيون لن يتخذوا مواقف جريئة ضد إسرائيل، تجبرها على الامتثال لمطالبهم أو تقديراتهم حول سبل حل الأزمة. وقد يتخذون مواقف أخلاقية، ويعلنون تمسكهم بالمقررات الدولية. ولكننا قلنا للتو أنها لا تساوي شروى نقير بالنسبة لإسرائيل.

3ـ اتفاقات السلام الجزئية مع بعض الدول العربية تمثل بالنسبة لإسرائيل انتصارا مهما على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، يمكن أن يتواصل ويتكرس.

4ـ السلام مع الفلسطينيين، الذي كان يفترض أن يكون هو البداية في العلاقات مع الدول العربية، يمكن أن يكون هو الأخير، ليكونوا في أضعف حالاتهم.

5ـ ما تم فرضه على الأرض من استيلاء وعمليات استيطان وتوسع على حساب الأراضي الفلسطينية لن يتغير، إلا بأضيق الحدود.

كيف يمكن التحرك في ظل هذا الواقع؟.

هل تملك السلطة الفلسطينية الراهنة جوابا عمليا؟.

هل تستطيع التخلي عن الشعاراتية الفارغة، لكي ترسم خارطة طريق أخرى؟ ما هي الأدوات التي يمكن توظيفها لكي تشكل ضغطا حقيقيا على إسرائيل؟.

هل تستطيع، من الأساس، تشغيل هذه الأدوات؟.

هل تملك القدرة على تحريك انتفاضة جديدة، هي التي لم تستطع تحريك تظاهرة واحدة؟.

هل أدركت المغزى من فشلها هذا؟ وهل تعلمت منه أي درس؟ هل تخرج من القالب، لتبحث عن حراك نضالي من خارج الصندوق؟.

هل من سبيل لتقديم القضية الفلسطينية، كقضية إنسانية، بوسائل جديدة؟ هل تملك القدرة على ابتداع مبادرات كفاحية جديدة قائمة على الثقة بعبقرية الناس، لا “عبقرية” أمناء الفصائل؟.

الأجوبة الأرجح، هي لا، ولا، ولا. لأسباب يعرفها أهل الدار أكثر من غيرهم. فالجمود العقائدي الذي طغى عليها لعقود طويلة من الزمن، جعلها أعجز من أن تعثر على سبيل للتغيير.

قد يعود الأمريكيون خطوة الى الوراء. إلا أن ما سوف يبدو نصرا، سرعان ما يُصبح هو نفسه، جزءا من الوهم.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]