علي باباجان.. الرجل الذي يقود جنازة حزب أردوغان في تركيا

لم يكن انشقاق السياسي التركي علي باباجان عن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان في يوليو/تموز الماضي، انشقاقا عاديا، مثلما حدث من قبل مع قيادات تاريخية مثل أحمد داود أوغلو أو عبد الله جول، إذ يعد “باباجان” صندوقا أسودا ليس فقط للحزب الحاكم ولكن أيضا للنظام الحاكم الذي يستمد مرجعيته من “العدالة والتنمية”.

ويستكمل السياسي المخضرم ما أحدثه من صدمة مؤخرا بأن أعلن عن تأسيس حزب يأتي بالأفكار الحقيقة التي قام عليها “العدالة والتنمية” والتي خرج عنها أردوغان، بحسب باباجان.

ثلث نواب العدالة والتنمية 

باباجان لديه الكثير، ولذلك كان انشقاقه صدمة كبرى لـ”أردوغان” الذي قام بتفصيل دستور على مقاسه منذ عامين لمنع المعارضة من المنافسة في أي انتخابات، وأن يكون رئيسا مدى الحياة.

وبرحيل باباجان عن الحزب الحاكم فإن قماشة أردوغان ستضيق عليه، لأن باباجان هو المسؤول التنظيمي الأول للعدالة والتنمية، ويعتبر أبا روحيا لكوادر الحزب الشبابية التي باتت متحكمة في الأجهزة المحلية بالمحافظات، فضلا عن تحكم باباجان بثلث نواب الهيئة البرلمانية لـ”العدالة والتنمية”، الأمر الذي يجعله قادرا في الانتخابات البرلمانية القادمة أن يكون شريكا في الأغلبية عبر حزبه الجديد، والأهم أن الحزب الوليد لـ”باباجان” مؤهلا من خلال التحالفات مع بعض تيارات المعارضة لأن يشكل الحكومة، فهذه تهديدات مبدئية في جعبة “باباجان”.

ما يملكه باباجان من أدوات، أثار أحاديث في كواليس السياسة التركية حول أنه قد يكون صانع جنازة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.

المصلح المؤسس

علي باباجان، هو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، ووزير الاقتصاد التركي السابق، ووزير الخارجية السابق، كما أنه كان المفاوض في ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وقبلها كان وزيراً للشؤون الاقتصادية منذ نوفمبر 2002 ، وكان أصغر عضو في مجلس الوزراء وعمره 35 سنة، كما ساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي في تركيا محققاً الانتعاش الاقتصادي بعد سنتين من مباشرة عمله، فوضع في قالب المصلح في تركيا، بعيدا عن تصدير أردوغان لهذه الصورة ،داخليا أو خارجيا.

المهدد الأول لأغلبية أردوغان

انشق في 8 يوليو/تموز الجاري عن الحزب الذي ساهم في تأسيسه، ليؤسس حزبا جديدا مع مجموعة من نواب العدالة والتنمية المستائين من سياسات الرئيس أردوغان، إلى جانب نواب من الأحزاب الأخرى الممثلة في البرلمان، وهو المهدد الأول لخسارة أردوغان أغلبيته، ومن ثم إسقاط حكومته على المدى القريب.

ومن أهم ممتلكات باباجان داخل صندوقه الأسود، أن لديه خريطة القاعدة الانتخابية ومراكز القوة والضعف والتصويت والفئات العمرية والاجتماعية والطبقية، ليس بالنسبة لأعضاء العدالة والتنمية فقط، بل على مستوى الناخبين الأتراك.

 

رفض “سيف أردوغان وذهبه”

ولذلك فإن إعلان باباجان في يوليو/تموز الماضي الاستقالة من حزب العدالة والتنمية بسبب خروجه عن مساره وابتعاده عن مبادئه وقيمه التي تأسس عليها، جاء مصاحبا لسلسلة من الانشقاقات داخل الحزب، الأمر الذي أزعج الرئيس التركي كثيرا، بعد أن استخدم معه أردوغان كل شئ للعدول عن الاستقالة ما بين إغراءات “سيف المعز وذهبه”، وتقديم صفقات من جانب أردوغان تعتبر بمثابة انكسار سياسي له أمام “باباجان” لعدول الأخير عن الاستقالة، وكل هذه لم يكن له أثرا على عدول الأخير.

لم يطلق باباجان اسمًا بعد على مشروع الحزب الجديد، وما زال يسعى إلى جمع قطاعات كبيرة من السكان، موضحا أنّ الحزب “سيكون حركةً سياسية رئيسية”.

وتساءل الإعلام التركي ما إذا كان الرئيس السابق عبدالله جول الذي نأى بنفسه أيضًا عن أردوغان، سينضمّ إلى حزب باباجان الجديد.

وقال باباجان في هذا الصدد إنّه يُشاطر جول مخاوفه وإنّ نظرتيهما لمستقبل تركيا تتلاقيان، لكنّه شدّد على أنّ الأخير لن يكون جزءًا من الحزب الجديد.

وأشار إلى أنّ غول “يدعمنا من الخارج بمعارفه وخبرته (..) لكنّنا نحن الذين نتّخذ القرارات النهائيّة”.

وردًّا على سؤال خلال حديث مع أحد وسائل الإعلام التركية، عمّا إذا كان وزراء سابقون من حزب العدالة والتنمية أمثال وزير العدل السابق سعد الله ارجين سيكونون جزءًا من التشكيل الجديد، أوضح باباجان أنّه يعمل “عن كثب” معهم، غير أنّه أشار إلى أنّ الحزب لن تُهيمن عليه شخصيّات سابقة في حزب العدالة والتنمية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]