ظهر الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، الإثنين، من جديد على شعبه، لكن كعادته لا يتحدث، بل تنطق رسائله بالنيابة عنه.
وفي رسالة مكتوبة منسوبة للرئيس الجزائري إلى الشعب، بمناسبة إحياء ذكرى عيد النصر، الموافق، أذيعت على قناة النهار الجزائرية، قال إن “الجزائر مقبلة على تغيير نظام حكمها وتجديد منهجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي على يد الندوة الوطنية الجامعة، التي ستعقد في القريب العاجل بمشاركة جميع أطياف الشعب الجزائري”.
ونوه بوتفليقة، خلال الرسال إلى أنه “سينفذ وعده بعقد الندوة الوطنية، التي ستحدد موعد الانتخابات الرئاسية ووضع مشروع دستور جديد للبلاد”.
وأكمل بوتفليقة، أن “مهمة هذه الندوة مهمة حساسة، لأنها هي التي ستتخذ القرارات الحاسمة الكفيلة بإحداث القفزة النوعية، التي يطالب بها شعبنا وخاصة أجيالنا الشابة، القفزة التي ستتجسد مـن خلال تعديل دستوري شامل وعميق سيبت فيه الشعب عن طريق الاستفتاء، تعديلا يكون منطلقا مسار انتخابي جديد مبتدأه الانتخاب الرئاسي الذي سيأتي البلاد برئيسها الجديد”.
وأضاف، أنه “سيخول للندوة الوطنية الجامعة أن تتداول، بكل حرية، حول المستقبل الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، مشيرا إلى أن هذا النهج سيسهم، في تحرير الجزائر من التبعية للمحروقات، ومن تذبذب السوق العالمية لهذه الثروة”.
منافس بوتفليقة يتحدث
وفي تصريحات هامة لقناة الغد، أكد رئيس الوزراء الأسبق، منافس الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية عام 2014، ورئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، أن “رسالة الرئيس بوتفليقة اليوم تمثل استفزازا جديدا من طرف قوى غير دستورية استولت على مركز صنع القرار، وتكتب رسائل باسم الرئيس الغائب، ولا يعلم الشعب أين يتواجد”.
وأضاف بن فليس ،”هناك قوى غير دستورية استولت على منصب الرئيس منذ سنتين وهم حاشية بوتفليقة وأصحاب المصالح والمال الفاسد”.
وأكمل أن “النظام السياسي الجديد الذي تحدث عنه بوتفليقة يجب أن يأتي من رئيس جديد، ومن حق الشعب اختيار مصيره بنفسه وانتخاب من يكتب الدستور نيابة عنه”.
وأوضح بن فليس، أن “الجيش الجزائري سينحاز للشعب ولن ينحاز للقوى غير الدستورية، التي استولت على مركز صنع القرار، فالجيش له تاريخ وهوية ويدرك أنه ملك الشعب، والشارع الجزائري يرى أن الندوة الوطنية حيلة وتحايل على مطالبه”.
وعن بديل نظام بوتفليقة حال رحيله، قال بن فليس، “البديل يأتي وفقا لإرادة الشعب في انتخابات نزيهة بعد إبعاد نظام بوتفليقة وحاشيته الفاسدة”.
وأكمل بن فليس، أنه “لا داعي للخوف على الجزائر، فهي ليست ليبيا ولا تونس ولا اليمن، فالشعب الجزائري له خصوصيته ويخاف على وطنه وحدوده”.
ورفض بن فليس، الإعلان عن نيته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلا “هذا قرار سابق لأوانه، وعندما يكون المناخ صالحا سأجتمع مع الحزب ونقرر من يترشح وفقا للقواعد الديمقراطية”.
وكان بن فليس قد أعلن انسحابه من الانتخابات الرئاسية قبل قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تأجيلها.
الجيش يتكلم
تصريحات بوتفليقة جاءت بعد وقت قصير من تصريحات رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، عبر التلفزيون الرسمي اليوم الإثنين، والذي أكد أن “الجيش يجب أن يكون مسؤولا عن إيجاد حل للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد”.
وأضاف صالح، أن “الجيش الوطني الشعبي سيكون دوما، وفقا لمهامه، الحصن الحصين للشعب والوطن في جميع الظروف والأحوال”.
وأكمل، “ثقتي في حكمة هذا الشعب، وفي قدرته على تجاوز كافة الصعاب مهما كانت طبيعتها، غير محدودة بل ومطلقة”.
وتابع قائلا، “لكل مشكلة حل، بل حلول، المشاكل مهما تعقدت لن تبقى من دون حلول مناسبة، بل وملائمة”.
وأضاف أن ذلك يتطلب “التحلي بروح المسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت”.
الاحتجاجات تزداد
لم تهدأ دعوات الاحتجاج في الجزائر بعد حيث دعا التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين، في بيان الإثنين، طلاب الطب على المشاركة في الاحتجاجات وإدانة “العصابات الحاكمة”.
وشهدت الجزائر الجمعة الماضية مظاهرات حاشدة تطالب برحيل النظام الحاكم وإجراء الانتخابات .
حملة ترويج للنظام في الخارج
نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة الخارجية، إنه من المتوقع أن يبدأ رمطان لعمامرة الذي عينه بوتفليقة نائبا لرئيس الوزراء جولة، الثلاثاء، في بعض الدول الرئيسية الحليفة للجزائر لشرح خارطة الطريق السياسية الجديدة. وستبدأ الجولة بزيارة لروسيا أهم حليف عسكري للجزائر.
وستشمل الجولة دولا في الاتحاد الأوروبي والصين التي استثمرت مليارات الدولارات في الجزائر.
