عمدة لندن يثأر لبطل فيلم «اسمي خان»

أن يصعد رجلا مسلما من المتهمين بالإرهاب ليصبح عمدة لندن أهم مدينة في القارة الأوروبية، فهي إذن مفارقة غريبة، ربما كان الحدث سببا في طمأنة العرب والمسلمين بأنهم ليسو مضطهدين كما يزعم البعض.

وفورا تصدر الخبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية احتفالا بعضو حزب العمال البريطاني كأول مسلم يفوز بالمنصب، بعد هزيمة منافسه زاك جولدسميث «41 عاما» ابن الملياردير جيمي جولدسميث، بحصوله على 1310143 صوتا تمثل 57% من الأصوات، مقابل 994614 صوتا لجولدسميث، بحسب النتائج النهائية التي اعلنت رسميا ليل الجمعة السبت، لينهي بذلك 8 سنوات من سيطرة المحافظين على المدينة.

وسيكون فوز الرجل الباكستاني إشارة مهمة إلى أن الأمور تسير في أوروبا وفقا للديمقراطية، وليس للون والجنس دخل في صعود الرجال المناسبين للمناصب التي يستحقونها، على الرغم من أن مدن أوروبية فتحت أبوابها للاجئين السوريين ولاجئين من دول إسلامية أخرى تعاني من اضطرابات وأزمات سياسية، وفي نفس الوقت تتعرض المدن الأوروبية لهجمات إرهابية من مهاجرين مسلمين ينتمون إلى تنظيمات إسلامية متطرفة.

صادق خان
صادق خان الذي أصبح أول مسلم منتخب لمنصب عمدة لندن، لم يصعد لمنصبه بسبب سلطات أو جاه أو جنسية فهو ابن لمهاجر باكستاني، كان يعمل سائقا لحافلة، وعملت امه في خياطة الملابس، وبالرغم من بساطة نشأته لكنه لا ينكر هذا ولكنه يقف فخورا بأصوله الباكستانية وعقيدته الإسلامية، ولم يخجل من إظهار معتقداته، حيث قال في خطاب له إن والده كان يعلمه أحاديث النبي محمد وتحديدا أنه «من رأى شيئا خطأ فعليه محاولة تغييره». لكنه عانى في طفولته من العنصرية بسبب ديانته، كما أنه يواجه الآن اتهامات من معارضيه خاصة رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، بأنه يدعم المتطرفين الإسلاميين وهو ما ينفيه دائما.

ربما تكون مشاهد العنصرية التي عانى منها خان هي التي دفعته لأن يبدأ حديثه فور انتخابه بعبارة لفتت الأنظار نحوه حيث قال «اسمي خان ولست إرهابيا أنا عمدة لندن الجديد» ليصبح بذلك تجسيدا حيا لقصة الفيلم الهندي الشهير الذي يحمل نفس العنوان «اسمي خان ولست إرهابيا» من إنتاج عام 2010 وإخراج كاران جوهر وفارون دهاوان وبطولة شاروخان.

my-name-is-khan-shah-rukh-khan-

وهو الفيلم الذي يصور وجيعة المسلمين من الاضطهاد والاتهام بـ«الإرهابي»، والذي يصور قصة رجل هندي مسلم مصاب بالتوحد، يتزوج من هندوسية، في الولايات المتحدة الأمريكية، إبان أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، لكن أمريكيين قررو ا الانتقام لضحاياهم فقاموا بقتل ابنه من تلك السيدة التي رفضت دخوله المنزل بعد مقتل ابنها وطلبت منه أن يذهب إلى كل القرى والمدن ويذهب إلى الرئيس الأمريكي ويقول له «أنا اسمي خان مسلم ولست إرهابيا».

قصة الفيلم تتشابه كثيرا مع بعض التفاصيل في حياة عمدة لندن الجديد فبطل الفيلم رجل مسلم بسيط مصاب بالتوحد متهم بأنه إرهابي، وعمدة لندن رجل نشأ في أسرة متواضعة تحلى بالشجاعة والإرادة ليثبت حسن نيته، مثلما فعل تماما، رضوان خان بطل الفيلم الذي لم ييأس في مطاردة موكب الرئيس الأمريكي محاولا إيصال صوته، وعندما تتاح له يومًا ما فرصة الوقوف بين الجمهور الأمريكي الذي ينتظر الرئيس السابق بوش كي يقول له ما طلبته منه زوجته، ويردد عبارة : «سيدي الرئيس.. أنا اسمي خان، أنا مسلم ولست إرهابيًّا» تلتقط آذان حراس الرئيس كلمة واحدة فقط «إرهابي».

«إرهابي» هي التهمة التي عانى منها شاروخان النجم الهندي وبطل فيلم «اسمي خان» وهي نفس الوصمة التي تقلق صادق خان، وكليهما استطاع في نهاية المطاف أن يثبتا للعالم أن المسلم شخص عادي لديه انتماءات دينية مختلفة ليس شرطا أن تقترن الديانة بالرغبة في القتل والإيذاء، فبطل الفيلم تعرض للسجن والتعذيب دون رحمة بعد أن اقتاده حراس الرئيس الأمريكي، لتقف المصادفة في صالحه عندما يبلغ شخص ما عن «رضوان خان» بأنه مواطن صالح أبلغ عن مسلم إرهابي ذات يوم فيتم إطلاق سراحه ويحصل على البراءة، لكنه يستمر في إسداء الخير، ومساعدة الناس، وإنقاذ الأسر المسيحية. ولا يتوقف عن مطاردة الرئيس الأمريكي ليلقي عليه ذات السؤال «لماذا يدفع بعض المسلمين ثمن ما يرتكبه بعض المتطرفين»، «سيدي الرئيس، اسمي خان، أنا مسلم ولست إرهابيا» ليرد عليه الرئيس في أحد الأيام «نعم أعرف».

من المؤكد أن صادق خان عمدة لندن الجديد أكمل قصة رضوان خان بطل الفيلم الذي ظل مسلما فاقدا لابنه ومصاب بالتوحد، وزوجته غير راضية، لقد ثأر صادق خان لبطل الفيلم وأثبت أنه من الممكن أن يتولى الرجل المسلم إدارة بلدة مهمة مثل لندن.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]