تحفل حياة الداعية عمر عبدالكافي الذي عاود اسمه للظهور خلال الساعات الماضية بعد شائعة وفاته فى عدد من المواقع الاجتماعية والإخبارية، بالعديد من المتناقضات، بداية من كون يعد «الأب الروحي» للدعاة الجدد، لعلاقاته بالفنانات المحجبات، وصولا للأسباب الغامضة حول إبعاده عن مصر في نهاية التسعينيات من القرن الماضي.
بدأ الشيخ عبد الكافي حياته في مجال الدعوة رغم أنه كان يدرس بكلية الزراعة وحصل على درجة الدكتوراه فى مجال العلوم الزراعية، ثم تدرج بعد ذلك فى الدرجات العلمية والمناصب الوظيفية وعمل باحثا فى المركز القومى للبحوث.
في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، بدأ «عبدالكافي» الاهتمام بمجال الدعوة الدينية وبدأ يخطب ويلقي دروس وعظ ديني في مسجد «أسد بن الفرات» بمحافظة الجيزة، وجمع حوله العديد من المريدين، لسلالة أسلوبه في الخطابة وخروجها عن المألوف في تناول الحياة العامة والخاص، مما مهد فيما بعد لخروج ظاهرة «الدعاة الجدد»، مثل عمر خالد ومصطفى حسني ومعتز مسعود، والذين اتبعوا منهج «عبدالكافي» في الخطابة سواء في الخروج عن المألوف واستخدام ألفاظ عامية، وموضوعات دارجة.
ورغم أن عبد الكافي ينتمى لصعيد مصر، وهو بيئة معروف عنها المحافظة، والتقليدية، فإنه تمكن عبر الأسلوب المرن في الخطابة، مما جعله يجذب قطاعات من طبقات اجتماعية أكثر ثراء وأرستقراطية، بعد أن عقدت له ندوات دينية في الأندية الاجتماعية في القاهرة والجيزة، وكان الشيخ عبدالكافي سبباُ في إقناع العديد من الفنانات المصريات في اعتزال الفن وارتداء الجحاب مثل سهير رمزي وسهير البابلي وغيرهما، مما جعله يعد من الشيوخ الذين يوصفوا بـ«صديقي الفنانات المعتزلات».
بحلول عام 1998 منعت ندوات وخطب عمر عبدالكافي في النوادي الاجتماعية، بشكل غامض ولم يفصح عن أسباب المنع، مما اضطره فيما بعد أن يغادر مصر، ويتنقل في العديد من الدول العربية والإسلامية ولكن استقر في مدينة دبي، وعمل عضواً في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ومديراً لمركز الدّراسات القرآنيـّة لجائزة دبي الدّولية للقرآن الكريم، بالإضافة لإلقائه خطبة في أحد مساجد دبي، كما عمل عضواً في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهو اتحاد يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي وله علاقاته قوية بتنظيم الإخوان، مما يثير استفهامات حول علاقة «عبدالكافي» بالإخوان، خاصة أنه عاد لمصر عقب ثورة 25 يناير، وكان من المؤيدين لمحمد مرسي قبل توليه منصب الرئاسة.
يذكر أن مواقع إلكترونية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت شائعة وفاة الشيخ عبد الكافي، ونفي الموقع الرسمي له الخبر.
ونشر الموقع، تسجيلًا صوتيًا للدكتور عبد الكافي، يشكر فيه مريديه ومحبيه على سؤالهم عنه في الفترة الماضية ويبلغهم السلام، نافيًا ما تردد من أخبار وفاته.