عمرو موسى لـ«الغد»: جرائم إسرائيل لن تمر دون عقاب.. وتهجير الفلسطينيين يعني تصفية قضيتهم

كشف وزير الخارجية المصري الأسبق، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عن تداعيات الحرب التي تشنها إسرائيل ضد غزة، كما تطرق في لقائه مع قناة الغد، اليوم السبت، للحديث عن الموقف الغربي الذي لا يبشر بأي أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية.

يرى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية أن الحكومة الإسرائيلية الحالية «فقدت صوابها منذ فترة، بعد ما ارتكبته في الضفة الغربية من إزالة وتدمير قرى بكاملها، وتهجير للسكان، وخطة التفريغ من المدنيين الفلسطينيين».

كما أشار إلى قيام الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالذهاب إلى المسجد الأقصى لإهانة المصلين المسلمين، في الوقت الذي تقع فيه حوادث عنصرية متكررة كالبصق على المصلين المسيحيين عند الكنائس.

وأضاف: «نحن في القرن الحادي والعشرين، وهذه التصرفات همجية لا يمكن قبولها وأنا أثق أن عددا من الإسرائيليين لا يقبلون بهذا الوضع».

 

 

ويرى وزير الخارجية المصري الأسبق أن حرب أكتوبر 1973 كانت لحظة فارقة في التعامل مع إسرائيل، فقال إن «الوضع الحالي مختلف، وكما قلنا وكنا على حق أن 6 أكتوبر 1973 كانت بداية مرحلة جديدة، أنتجت انسحاب إسرائيل من سيناء، وأنتجت السلطة الفلسطينية التي كانت خطوة إلى الأمام، هناك فصل بين ما كان هناك قبل 1973 وما بعدها، ثم الحقيقة أن إسرائيل أمعنت في سياسة فرض الأمر الواقع، وهو الاحتلال، وإخضاع الإدارة الفلسطينية والتأكد من أن مفهوم الأمن الفلسطيني سيكون جزءا من مفهوم الأمن الإسرائيلي».

وأشار إلى أن «إسرائيل المتطرفة» لا توافق على إقامة الدولة الفلسطينية، وغير مستعدة لقبول الدولة الواحدة، وبالتالي فإن الحل الثالث هو الإبقاء على الأمر الواقع.

وتابع موضحا التطور في السياسة الإسرائيلية بعد وصول الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية التي تسعى إلى «الاستيلاء على الضفة الغربية المحتلة وإنهاء قصة الدولة الفلسطينية».

وتابع أنه «بالنسبة لقطاع غزة، كان الإسرائيليون مستعدين لإقامة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة، وتوسعتها وضم جزء من أرض مصر للفلسطينيين، ضمن خطط تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن سياسة الأمر الواقع تعتمد على إدارة الأرض المحتلة لتفريغها من سكانها».

وقال عمرو موسى إن «من ضمن نتائج ما حدث أن كل هذا كُشف، وأصبح أمام الناس، والموقف الغربي في قمة القاهرة للسلام كان غير مقبول، إذ كانوا يظنون أنه من الممكن أن يتم تمكين إسرائيل من خططها»، لافتا إلى أن «الخطوة الدبلوماسية التي تجلت من خلال دعوة مصر إلى عقد هذا المؤتمر كانت جيدة جدا لأنها كشفت الأمور».

وشدد على أن «هناك بعض الوعود اللطيفة والانتقادات الغربية، أدت إلى الكثير من الاضطراب في الصفوف العربية لأن ذلك كان هناك نوعا من الثقة في ما يقال من الغرب وفي الابتسامة التي فتنت البعض وإذا بها خادعة».

 

 

وأكد عمرو موسى أن الغرب لم يكن صادقا في حديثه مع العرب بشأن حل القضية الفلسطينية، فقال إن «الموقف الغربي يتحلل، والرأي العام يتغير بشأن استمرار الوضع الراهن الذي بات مستحيلا».

وتابع موضحا أن الاتجاه في البداية كان يركز على الناحية الإنسانية في التعامل مع العدوان على غزة، ثم أصبحت موضوعات أخرى مطروحة على الطاولة مثل الدولة الفلسطينية المستقلة والأفق السياسي والتعامل مع الاحتلال.

وتابع أن «ما حدث هو نتيجة للسياسة الإسرائيلية العنيفة، ورغبة إسرائيل في أن يُنسى هذا الاحتلال وتصبح هي صاحبة السيطرة على كل الأراضي الفلسطينية، مع استمرار محاولات تفريغها من سكانها».

وأكد السياسي المصري البارز عمرو موسى على أن «المواقف المصرية الأردنية السعودية كنواة لموقف عربي واحد كانت ظاهرة إيجابية في ما يتعلق بالعمل العربي في مواجهة هذه المشكلة».

 

وعن الفرق بين هذه الحرب والحروب السابقة التي شنتها إسرائيل ضد العرب، أشار إلى أن رد الفعل العنيف من إحدى الفصائل الفلسطينية، كان بمثابة صدمة كبرى للإسرائيليين ومن يؤيدهم، لافتا إلى أن رد الفعل العنيف حظي بتأييد كبير في صفوف الشعب الفلسطيني، حين انتصرت المقاومة عسكريا  خلال اليوم الأول على الأقل، أما الفرق الثاني فالحرب الحالية بدأت في الداخل الإسرائيلي.

وأضاف «هناك تطور نوعي في الصراع، ومن الضروري البناء عليه»، مؤكدا أن الفلسطينيين خسروا آلاف الضحايا وتضرروا من هدم منازلهم وما إلى ذلك، «لكن الإسرائيليين خسروا استراتيجيا وسياسيا خسارة كبرى، إذ كُشفت كل أوراقهم وكُشف مدى عجزهم، وبات موضوع الأمن الإسرائيلي والردع مجرد كلام دبلوماسي يجب إعادة النظر فيه».

 

وقال عمرو موسى إن «وجود أنصار للسلام في إسرائيل أمر صحيح، وأنا أعرف منهم الكثيرين، ربما لا نتفق في الأبعاد، لكن لديهم ما يكفي لإطلاق عملية سلام، ومنذ فترة التقيت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، وأخبرني بأنه عرض على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعض الأمور، عندما نقارنها مع الإطار العام للموقف العربي كما حُدد في بيروت عام 2002، نجد أن فيه كلاما معقولا».

وردا على سؤال: هل الحرب الحالية تغير من آليات واستراتيجية تعامل العرب مع إسرائيل، ودمجها في المنطقة. قال: «لا يصح أن يتم ذلك مجانا».

وأضاف: «يجب أن نتحدث مع إسرائيل إن كانت ترغب في الاندماج.. إذ عليها أن تحل القضية الفلسطينية وأن تقبل بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها في القدس الشرقية».

 

ويرى عمرو موسى أن وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي من المعسكر المستعد للعمل من أجل السلام، لكنه عاد وقال: «هو في النهاية إسرائيلي، ولن نعتمد على كلام، وإنما نعتمد على مفاوضات إسرائيلية فلسطينية، يكون خلالها الفلسطينيون مسنودين عربيا مثلما ستكون إسرائيل مسنودة غربيا».

وأشار إلى أن الموقف الغربي موقف سلبي لا يساعد على البناء والنجاح في التوصل إلى أفق سياسي معقول مقبول.

وعن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، قال: «هذه خطة أساسية في الفكر الصهيوني الذي أقام دولة إسرائيل»، متسائلا: «وماذا عن الدولة الفلسطينية؟»، مؤكدا أننا «طوال الوقت كنا نتكلم عن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل، وإذا بالموقف الإسرائيلي يتطور لعدم قيام الدولة الفلسطينية، ومهمتنا اليوم هي التأكيد على أن الحل الوحيد هو حل الدولة الفلسطينية».

 

وبشأن احتمالات خروج الصراع أبعد من جغرافيته الحالية، قال: «طبعا هو أمر وارد إذا استمرت إسرائيل، وإذا استمر إيتمار بن غفير ممارساته في القدس، وهدم المنازل».

وأضاف أن ما ارتكبته إسرائيل من جرائم لن يمر دون عقاب، مشيرا إلى أن العالم يتطور والهياج في الرأي العام الغربي أصبح أمرا واضحا، والرأي العام العربي بات أكثر وعيا بأنه لا يمكن أن يكون العرب شركاء في تصفية القضية الفلسطينية.

 

 

وقال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن السلطة الوطنية الفلسطينية ليس لها أي دور في المأساة الحالية على الأرض، لكنها لها دور سياسي لأنها هي من قادت النقاش في الأمم المتحدة.

ويرى عمرو موسى أن السلطة الفلسطينية لا بد أن تعيد النظر في طريقة تعاملها مع إسرائيل، مشيرا إلى أن اتفاق أوسلو حدد كل هذا، فأخذت إسرائيل كل ما يصلح لها.

وطالب موسى السلطة الفلسطينية بأن تلعب دورا أكثر جرأة أكثر مما هي عليه الآن، موضحا أنها مقدمة للدولة الفلسطينية، ولا بد أن ترتب الأمور وطريقة حكم البلاد وما إلى ذلك.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]