عمليات التجسس الأمريكي تطال الحلفاء قبل الأعداء

تعود فضيحة تجسس الولايات المتحدة على أقرب حلفاءها إلى الواجهة، الأمر الذي يؤشر إلى إمكانية اندلاع أزمة جديدة بين الشركاء التقليديين.

وكشف تقرير إذاعي أن المخابرات الدنماركية ساعدت نظيرتها الأمريكية في التنصت على عدد من السياسيين الأوروبيين، من بينهم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.

عملية التجسس الأمريكية الأخيرة ليست الأولى من نوعها ضد الحلفاء خاصة ألمانيا، ففي عام 2013 أثيرت اتهامات مماثلة حول تنصت أمريكي على هاتف المستشارة الألمانية.

ولم تكتف واشنطن بالتجسس على ألمانيا، بل قامت أيضا بالتجسس على اتصالات ثلاثة رؤساء فرنسيين بين عامي 2006 و2012، فضلا عن التجسس على عدد من الشركات الفرنسية التي تعمل في مجالات الطاقة والصناعات الإلكترونية والعسكرية.

ومن بين البلدان التي يستهدفها برنامج التجسس الأمريكي في درجته الأمنية الثالثة، ألمانيا وفرنسا واليابان.

وتقوم المخابرات الأمريكية بتحليل المكالمات الهاتفية والمراسلات بين الساسة الأوروبيين والتي تذكر فيها  كلمات مثل نواة أو ذرة أو صناعة أو تسليح أو عقود .

ولم تقف عمليات التجسس الأمريكية عند هذا الحد، بل امتدت لتصل إلى الحليف الأقرب والأوثق وهو إسرائيل، وهو ما يؤكد أن التجسس الأمريكي يطول الحلفاء قبل الأعداء أحيانا.

في ذلك السياق، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية الأمريكي، ديفيد دي روش، إن هناك تقارير تتحدث عن أهداف برنامج التجسس الأمريكي، لافتا إلى أن كل الدول، خاصة تلك التي لديها تواصل عالمي، لديها مسؤولية في معرفة ماذا يحدث وتبعات ذلك حتى بين الحلفاء.

وتابع دي روش، خلال لقاء ببرنامج مدار الغد، أنه لا ينبغي أن يكون الأمر مفاجئ بالكشف عن عمليات تجسس في مختلف أنحاء العالم.

وعن فشل واشنطن في الحفاظ على سرية برنامجها التجسسي، وأشار إلى أنه في الدول التي يوجد به حرية للصحافة والإعلام فإن هناك تبادل حر للمعلومات مع مسؤولين في العديد من المؤسسات، حتى المؤسسات الأمنية والاستخباراتية.

وأوضح دي روش أن حرية التعبير في الولايات المتحدة أكثر من أي بلد أخرى، ففي بلدان أخرى نجد الصحافة لا تتحدث عن عمليات أمنية أو استخباراتية بخلاف الولايات المتحدة، كبريطانيا، مشيرا إلى أن أغلب المصالح الأمنية والصراعات العسكرية ليست داخل الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن هناك اهتمام استخباراتي أكبر بإيران وكوريا الشمالية، إلا أن من “الحكمة” أن يكون هناك تجسس على الحلفاء تحسبا لوقوع أي تغييرات في التوجهات السياسية، ورأى أنه من الحكمة أيضا أن يكون لدى واشنطن المعلومات بدلا من أن تخاطر وتتفاجأ.

فيما قال مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في بون، جاسم محمد، إن الاستخبارات الأمريكية تبحث في توجهات السياسة الألمانية الداخلية والخارجية وأية قرارات محتلمة، خاصة باتجاه بعض القضايا الدولية والإقليمية.

وأضاف محمد أنه لا توجد دولة لا تقوم بعمليات التجسس وجمع المعلومات، في مجالات الأمن والصناعة وغيرها، لافتا إلى أنه خلال بداية فترة جائحة كورونا كانت هناك حملة من الاستخبارات الأمريكية على ألمانيا لمعرفة ماذا يجري داخل المختبرات العلمية التي تبحث عن اللقاحات.

وتابع أنه لا توجد معلومات تخفيها ألمانيا عن الولايات المتحدة، خاصة في ظل وجود قواعد عسكرية أمريكية في ألمانيا، إلا أن هناك واشنطن تهتم بمخططات برلين وأوروبا في إيجاد قوة عسكرية تدعم القرار السياسي الأوروبي في النزاعات الدولية.

وأعرب محمد عن اعتقاده بأنه لن يكون هناك رد فعل قوي من ألمانيا تجاه التجسس الأمريكي.

 

 

في السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي في باريس، محمد كلش، إن الرئيس الفرنسي طالب بإيضاحات من الولايات المتحدة بشأن التجسس على حلفائها، وهو أمر يثير الاستياء.

ورأى أن تلك مسألة لن تؤثر جوهريًا على علاقة الشراكة بين الدول الأوروبية الفاعلة وبين الولايات المتحدة.

وأعرب أن أجهزة المخابرات الأوروبية مجتمعة غير قادرة على مواجهة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، قائلا “مستحيل، فالولايات المتحدة متقدمة في حيازة الأدوات الاستخباراتية، ودول الاتحاد الأوروبي التي تنسق مع المخابرات الأمريكية تعتمد عليها في معلومات أمنية واستراتيجية”.

وأضاف أن العلاقة “الاستخباراتية التجسسية” بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لا تثير القلق الكبير أو الخوف قياسا بين دول الاتحاد الأوروبي وبين الصين وروسيا على المستوى الاقتصادي وحتى العسكري، إذ أن العلاقات بين أوروبا وأمريكا تعتبر “مكشوفة” تقريبا بجميع صورها.

وأشار إلى أن التجسس على القادة السياسيين الأوروبيين هو لفهم الاستراتيجية السياسية لهم، ورأى أن العلاقة بين الجانبين الآن مريحة إلى حد كبير وعادت إلى حالتها الطبيعية في عهد الرئيس جو بايدن، بعد أن كانت سيئة في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]