عملية القدس.. أول اختبار لحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة

شكلت عملية القدس، التي أودت بحياة 7 إسرائيليين حتى الآن، صفعة قوية لحكومة اليمين المتشددة، بقيادة بنيامين نتنياهو، خصوصا في ظل نغمة «العنجهية» التي أظهرها وزراء الحكومة، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

وتمثل تلك العملية أول اختبار حقيقي لحكومة نتنياهو الجديدة، التي سبق وحذر دول كثيرة من توجهها اليميني «المتشدد»، إذ بات عليها أن تتخذ خطوات لتهدئة الجبهة الداخلية والناخبين الذي اختاروا تلك الأسماء، وفي ذات الوقت مراعاة ما تفعله أمام أنظار المجتمع الدولي.

كما أعقب هذه العملية، وقوع إطلاق نار جديد، صباح اليوم السبت، في حي سلوان بالقدس المحتلة ما أدى إلى إصابة شخصين. ويأتي هذا بينما أعلن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى.

رد على جريمة جنين

على صفحات جريدة «يديعوت آحرونوت»، كتب المحلل العسكري والأمني للصحيفة، رون بن يشاي، إن هذه العملية بلا شك تأتي انتقاما من العملية الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية.

وأشار بن يشاي إلى أن منفذ العملية هو أحد سكان القدس، ولم يكن له سجل أمني، إلا أن تلك العملية تبدو اختبارا لرد فعل إسرائيل، وهو الأصعب عن أي وقت مضى.

 

 

ورأى أنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية التحرك لمنع وقوع مثل تلك العمليات، بالإضافة إلى منع اليهود المتطرفين في القدس أو الضفة، مشيرا إلى أن أن المتبع في تلك الحالة هو «إشباع المنطقة بقوات الأمن» بحسب وصفه.

وأكد رون بن يشاي أن أحداث القدس وجنين تنذر برفع مستوى العنف، الذي تراجع نسبيا خلال الأشهر الأخيرة إلى مستوى الانتفاضة التي سيشارك بها جموع الفلسطينيين وأخرى من اليهود المتشددين.

اختبار حقيقي للحكومة

وسيعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) بتشكيله الجديد، الذي يضم العديد دون الخبرة وغالبيتهم من ذوي الآراء القومية المتشددة، اليوم السبت، جلسة لبحث الرد على عملية القدس.

وحذر بن يشاي من أنه بدلا من اتخاذ إجراءات جذرية للتعامل مع التصعيد وتهدئة المنطقة، سيصدرون قرارات من شأنها تأجيج النيران أكثر.

وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، سيصل يوم الإثنين إلى المنطقة، ومن المحتمل أن يضغط على نتنياهو لعدم اتخاذ إجراءات من شأنها تصعيد العنف، كذلك العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، سيتدخل، خصوصا وأن الملف يمس القدس، وسيكون هذا أول اختبار للحكومة اليمينية الجديدة.

عملية القدس تغير الواقع

وفي صحيفة «يسرائيل هايوم»، قال المحلل السياسي يؤاف ليمور، إنه وفقا للافتراض، سكون هناك مطالب من أعضاء الكنيست والحكومة باتخاذ إجراءات «قاسية»، لكن هذه العملية في الأساس تثير قلقا خطيرا بشأن التصعيد على الساحة الفلسطينية.

وأكد ليمور أن هذه عملية القدس تثبت أن الساحة الفلسطينية تسير في اتجاه «التصعيد»، مشيرا إلى أنه حتى الآن لا يوجد رابط مباشر بين هذه العملية وما سبقها من اقتحام جنين واستشهاد 9 فلسطينيين، لكن في حالة إثبات وجود صلة بين المنفذ و«الجهاد الإسلامي» فإن إسرائيل ستواجه معضلة كبيرة، خصوصا وأن هذا الفصيل الفلسطيني متواجد في الضفة وقطاع غزة، وهما جبهتان يمكن أن يكون لأي نشاط عملياتي بهما «عواقب بعيدة المدى».

 

 

ورأى ليمور أن الافتراض هو أن عملية القدس ستحفز المزيد من الفلسطينيين للقيام بعمليات مماثلة، ما يستدعي تعزيز القوات الإسرائيلية بشكل كبير في القدس والضفة الغربية، وهو الأمر الذي يعني وقوع المزيد من الاحتكاك، وكلما زاد عدد الضحايا، استمر العنف والتصعيد.

ضغوط داخلية

ولفتت وسائل الإعلام العبرية، إلى أنه مع وصول بن غفير لموقع الحادث أمس، تعالت هتافات قائلة: «إنها في فترتك»، في إشارة إلى أن الحادث وقع خلال توليه حقيبة الأمن وانتظار رد فعل من جانبه، خصوصا لما يبديه من مواقف متطرفة تجاه غير اليهود، حيث تعالت هتافات أخرى: «الموت للعرب والموت لليسار»، وهو ما تداركه بن غفير الذي حاول وقف الهتافات.

ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن أحد الإسرائيليين قوله لبن غفير: «اعتنِ بهم، لقد اخترناك»، ليرد عليه الوزير: «أتمنى أن نغير في القريب سياسة ترخيص السلاح، يجب أن يكون هناك المزيد من السلاح للمواطنين».

كذلك أشار موقع «والاه» نقلا عن شهود عيان، إلى أن المواطنين أكدوا انهم اتصلوا بالشرطة دون رد، حتى وصلوا بعد 15 دقيقة من بدء إطلاق النار.

من ناحية أخرى، كانت أبرز تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته أمس لموقع الحادث: «نحتاج إلى التصرف بحزم وهدوء».

معضلة أمنية

حاليا، يبدو أن المعضلة الآن للنظام الأمني الإسرائيلي ​​هي الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات لزيادة الشعور بالأمن لدى المواطنين، خصوصا وأن منفذ عملية القدس تصرف بمفرده ومن تلقاء نفسه، أي أنه لا توجد ما يمكن اتخاذ خطوات ضد أي فصيل أو جهة.

وأكدت القناة 13 من التلفزيون الإسرائيلي أن جيش الاحتلال «يستعد للتصعيد»، حيث أصدر رئيس أركان الجيش أوامر بتعزيز القوات في الضفة وعلى خطوط التماس.

 

هل هي فرصة؟

لكن هناك من يرى أنها قد تمثل فرصة سانحة لتلك الحكومة لتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة.

فنتنياهو، الذي اعتاد في السابق استخدام ورقة التصعيد العسكري في توجيه دفة السياسة الإسرائيلية، قد يلجأ لحلول أمنية أو عسكرية موسعة لأسباب عدة، أهمها على الإطلاق هو صرف الانتباه عن موجه الاحتجاجات الداخلية التي تطالب الإطاحة به وبحكومته، والحد من سرعة مساعي محاكمته في قضايا الفساد لحين إصدار قوانين وتشريعات من شأنها حمايته عبر السيطرة على السلطة القضائية.

 

 

وكالمعتاد، يحتاج نتنياهو لرد ليثبت لجموع الإسرائيليين قدرته على توفير الأمن والحماية لهم من أية تهديدات، سواء داخلية (من الفلسطينيين) أو خارجية (باستخدام الفزاعة الإيرانية).

وإذا توجه نتنياهو لهذا الخيار، فإن الفرصة لصالحه، لا سيما في ظل حكومة يغلب عليها الطابع اليميني المتطرف، ووجود شخصيات متطرفة على رأسهم بن غفير وسموتيرش.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]