عملية عسكرية تركية مرتقبة شمالي سوريا.. و4 سيناريوهات للمواجهة

تترقب دمشق وموسكو، تحركات عسكرية «عدوانية» تركية داخل الأراضي السورية، بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأول، أن بلاده ستشرع قريبا باستكمال إنشاء «مناطق آمنة بعمق 30 كيلومترا، على طول حدودنا الجنوبية (مع سوريا)»، وهو الأمر الذي حققت أنقرة جزءا منه، عبر عمليات عسكرية شنتها في الشمال السوري، كان آخرها عملية «نبع السلام» أواخر عام 2019.

  • أردوغان حدد المناطق التي ستأتي على رأس أولويات العمليات العسكرية التركية المرتقبة، مشيرا إلى أنها المناطق التي «تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة»، وذلك في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية، التي ترى فيها أنقرة «واجهة» لحزب العمال الكردستاني.. وقد أكد أن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن.

 

هدف تركيا: إقامة منطقة عازلة شمالي سوريا

كانت تركيا قد طرحت، فكرة إقامة منطقة عازلة شمالي سوريا، منذ بدايات الأزمة السورية، وبهدف معلن هو حماية المدنيين، وبهذه المزاعم شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية في الشمال السوري، هي: «عملية درع الفرات» (بين مدينيتي أعزاز وجرابلس) عام 2016، وعملية «غصن الزيتون» ( في عفرين) عام 2018 وعملية «نبع السلام» (بين مدينتي تل أبيض ورأس العين) عام 2019، وكان هدف العمليات العسكرية الثلاث، القضاء على المسلحين الأكراد وإبعاد سيطرتهم عن المناطق القريبة من حدودها.

  • وتخضع المناطق التي كانت مسرحا للعمليات الثلاث الآن إلى سيطرة فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، وهي تجاور مناطق ما زالت خاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، ذات الأغلبية الكردية.

منطقة آمنة تستوعب مليوني لاجىء سوري !

ويرى مراقبون، أن العملية التي يريد أردوغان شنها في الشمال السوري، تنبع من رغبة تركيا في توفير منطقة آمنة بعمق 30 كيلو مترا، تمتد على طول خط الحدود الفاصلة بين سوريا وتركيا والتي تزيد عن 900 كم. ومن شأن هذه المنطقة، في حال تمت السيطرة عليها، أن تكون كافية لإقامة منطقة عازلة تحفظ لتركيا أمنها بعيدا عن مدى أي قذائف صاورخية يمكن أن تسقط داخل الاراضي التركية.

  • وهي كفيلة أيضا باقامة منطقة قادرة على استيعاب مليوني لاجئ سوري، يريد أردوغان ان يعيدهم “طوعا”، كما يقول إلى بلادهم، لتخفيف العبء السياسي والاقتصادي الذي يواجهه قبل موعد الاستحقاق الانتخابي المقلق بالنسبة له بعد نحو عام.

 

التوقيت مناسب للعملية العسكرية التركية !

ويرى محللون، أن الرئيس التركي حينما أعلن عن عملية عسكرية مرتقبة لتدشين «منظقة عازلة» على الحدود مع سوريا، فإنه  اختار التوقيت  المناسب، فالعالم ينشغل بالحرب الروسية – الأوكرانية، ويخشى من اتساع رقعتها وتداعياتها على المستويين السياسي والاقتصادي، وواشنطن بحاجة لموافقة تركية لتوسيع حلف الناتو، وهي لا تستطيع أن تقدم لأنقرة أكثر من السكوت وغض البصر عن عمليتها العسكرية المتوقعة، بدلا من أن تدفع ثمنا أكبر، قد لا تقوى لا هي ولا حكومات أوروبا على دفعه في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الجميع.

  • وروسيا تدرك تماما موقف تركيا التي تعارض فرض عقوبات على روسياا، رغم أنها  عضو في حلف الناتو.

موسكو التي تخوض حربا في أوكرانيا، تدرك أن استعداء صديقها التركي هو آخر ما تريده في هذه الأزمة، فهو المتحكم في مضائق البحر الأسود، بحسب اتفاقية مونترو الموقعة عام 1936، وهو الذي يسمح للغاز الروسي بالمرور إلى جنوب شرق أوروبا عبر أنابيبه العابرة للبحر الأسود، وهو الصوت الوحيد المعتدل داخل حلف الناتو.

الصفقة

وقد تفضل واشنطن أن لا تشكل عقبة في وجه العملية العسكرية التركية ضد المسلحين الأكراد، إذا كان السماح بانطلاق العملية هو الثمن الحقيقي الذي سيدفع أرودغان للقبول بتوسعة الحلف وفتح جبهة مع روسيا بعرض 1300كم عبر الحدود الفنلندية، تضمن حدود الحلف الشمالية الشرقية، وتبعد خطر روسيا عن أوروبا.

 

4 سيناريوهات متوقعة

ويرى الباحث الروسي، دميتري بولياكوف، أن وضع روسيا «صعب» في مواجهة عملية عسكرية تركية مرتقبة في سوريا.. متوقعا أربعة سيناريوهات لما سيحدث:

  • سيناريو ضد التصعيد الجديد.. اتفاق بين الدولتين: والخيار الأمثل هو اتفاق موسكو وأنقرة. ومن المرجح أن يكون ثمن الاتفاق مرتفعا بالنسبة لروسيا. فقد تطالب تركيا بأفضليات تجارية واقتصادية.
  • سيناريو التصعيد.. تبادل الأراضي: وسيناريو مبادلة جبل الزاوية في إدلب بهجوم القوات المسلحة التركية على المواقع الكردية محتمل تماماً. وسيكون الأهم بالنسبة لتركيا أن تحصل مقابل منطقة جبل الزاوية على إمكانية توحيد كل المناطق الخاضعة لها في منطقة واحدة..والآن، يمكن لتركيا، كونها في وضع أفضل بكثير من روسيا، أن تضع روسيا أمام عدد من الشروط، بحسب تقديرات الباحث الروسي,
  • سيناريو التجاهل.. دون ردة فعل من موسكو:  وقد تترك روسيا العملية التركية الجديدة دون رد. وبالتالي، يمكن أن تحصل أنقرة على أكثر مناطق «الإدارة الذاتية »، ولكن تركيا، لن تتوغل في أراضي «الإدارة الذاتية» خشية الاصطدام بالقوات الأمريكية.

و في ظل هذا السيناريو، يمكن لروسيا استخدام الموقف لإقناع الأكراد بالتفاوض مع حكومة دمشق الرسمية. كما لن تضطر موسكو إلى تقديم تنازلات لأنقرة. ودور تركيا في المفاوضات بشأن أوكرانيا سينخفض ​​بشكل كبير. هذا الخيار هو الأكثر واقعية بالنسبة لروسيا.

  • سيناريو الرد التناظري:  ويتضمن هذا الخيار عملية جديدة للجيش العربي السوري في إدلب رداً على العملية التركية. وبالنسبة لروسيا، من غير المربح تبديد مواردها العسكرية في هذه الظروف. بالإضافة إلى ذلك، لن تدخل موسكو بالتأكيد في مواجهة مباشرة مع أنقرة في إدلب.

ويقول الباحث الروسي، دميتري بولياكوف، إن تركيا سوف تحقق مكاسب في جميع السيناريوهات الموضحة أعلاه، في حين أن فرص روسيا في الخروج من هذا الوضع بنجاح أقل بكثير.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]