عميد «صبراتة» لـ«الغد»: تونس «تصدّر الدواعش» إلى ليبيا
تطور جديد شهده غرب ليبيا بعدما تمكنت قوة أمنية أمس، الجمعة، من تحرير رهينتين إيطاليين كانا محتجزين لدى تنظيم «داعش» منذ يوليو/تموز الماضي، في مدينة صبراتة الواقعة على بعد 70 كيلومترا من العاصمة طرابلس وكذلك الحدود الليبية- التونسية.
وقال حسين الذوادي عميد بلدية صبراتة إن الموطنين الإيطاليين اللذين تم تحريرهما أمس، الجمعة، من قبضة خاطفيهما لايزالان في المدينة، مشيرا إلى أن هناك تواصلا دائما مع السلطات الإيطالية لتنسيق تسليمهما وإجلائهما إلى روما.
وأضاف الذوادي في تصريحات خاصة من صبراتة لـ «الغد» أن الهدوء الحذر يسيطر على المدينة لليوم الأول بعد سلسلة تطورات شهدتها على مدار الأيام العشرة الماضية، مؤكدا استمرار عمليات مداهمة مخابئ الإرهابيين ومقاتلي تنظيم «داعش» المنتشرين فيها.
وأشار عميد بلدية صبراتة إلى أن مركز المدينة أصبح آمنا إلى حد كبير بعد تطهيره من مواقع كانت تابعة لمن أسماهم بـ«الدواعش»، قائلا: «استمرت على مدار الأيام الماضية، بعد الغارة الأمريكية، عمليات مداهمة واعتقالات للدواعش أسفرت عن مقتل عشرات منهم وأسر عدد كبير آخر، لكن تظل هناك خلايا نائمة لهم على أطرافها».
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» نفذت في 19 فبراير/شباط الماضي، غارة جوية على معقل لتجمع مقاتلي تنظيم «داعش» في مدينة صبراتة، أسفرت عن مقتل نحو 50 شخصا، ممن يشتبه في انتمائهم للتنظيم، على حد تعبير الوزارة، وكانت صربيا احتجت رسميا لدى السلطات الأمريكية، لمقتل اثنين من مواطنيها في الغارة، كانا مختطفين لدى مقاتلي التنظيم الذين احتجزوهما في المقر الذي قصفته الطائرات الأمريكية.
وفي بيان له أمس، الجمعة، قال مجلس بلدية صبراتة إن الغارة «كشفت اللثام عن الخلايا المندسة لهذا التنظيم داخل صبراتة، الأمر الذي دعا المجلس للتنسيق مع الأجهزة الأمنية في المدينة وخارجها لتشكيل غرفة عمليات ميدانية لملاحقة عناصر هذا التنظيم وكافة المتورطين معهم ومن يأويهم».
ونفذت غرفة عمليات قوات «فجر ليبيا» الخاضعة لسيطرة حكومة الغرب الليبية، غير المعترف بها دوليا، عمليات أمنية واسعة في المدينة عقب الغارة الأمريكية لتطهيرها من التنظيم، فيما رجحت السلطات الإيطالية مقتل اثنين من مواطنيها اللذين كانا يعملان لدى شركة إنشاءات، بينما تم تحرير اثنين آخرين أمس، الجمعة.
وحول انتشار مقاتلي «داعش» في المدينة، اتهم الذوادي السلطات التونسية بعدم إحكام قبضتها كليا على حدودها، واصفا إياها بمصدر «تصدير المقاتلين الأجانب» إلى ليبيا، قائلا: «تعد السيطرة على الحدود من الجانب الليبي أمرا شبه مستحيل، بينما يمكن لتونس ذلك من جانبها، لكن الإشكالية كلها تكمن في هذا الأمر، فمعظم المتطرفين في غرب ليبيا قدموا عن طريق تونس».
وقررت كل من ألمانيا وبريطانيا إرسال قوات لمساعدة الجيش التونسي في ضبط الحدود مع ليبيا، وهو ما كان متوقعا بالنسبة لعميد بلدية صبراتة، الذي قال: «هذه تحركات متوقعة جدا لمحاولة فرض السيطرة على الحدود، ونتمنى ذلك فعلا».
وكان المجلس أضاف في بيانه الذي صدر أمس، الجمعة، إن قوات غرفة العمليات الميدانية «تمكنت من القضاء على أكثر من 20 شخصا ينتمون لداعش جنوب صبراتة، جُلهم يحملون الجنسية التونسية، بعد هروبهم إلى منطقة الجفارة، ذات الطبيعة الصحراوية والخالية تقريبا من السكان»، مشيرا إلى أن الغرفة لا تزال تعمل بالتنسيق معه لتخليص المدينة من التنظيم، موضحا: «لا زالت القوات تعمل على ملاحقة المتورطين في إيواء عناصر التنظيم، وتمكنت من القبض على عدد منهم كانوا مسؤولين عن استجلاب عناصر من تونس».
