عنف المستوطنين يتصاعد ويستهدف جميع الفلسطينيين
ارتقت مسنة فلسطينية شهيدة، أمس الجمعة، في حادث دهس بالضفة الغربية، حيث صدمها مستوطن ولاذ بالفرار.
فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن السائق، الذي صدم الفلسطينية، غدير مسالمة، واصل قيادته إلى مستوطنة “شيلوح”، وأبلغ عن الحادثة، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الشرطة قامت باستجواب السائق لفترة وجيزة واحتجزت سيارته للتحقيق.
ولفتت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن السائق زعم أنه خشي التوقف بالقرب من مدخل القرية بالضفة الغربية بعد الحادث.
وندد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، بالحادثة، قائلا إن “هذه الجريمة تأتي في إطار الإرهاب الإسرائيلي المنظم الذي يهدف إلى ترهيب أصحاب الأراضي الحقيقيين في القرى التي تعاني من إرهاب المستوطنين”.
ووصفت حركة حماس الحادث بأنها “جريمة جديدة” تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
ليست تلك الواقعة بعيدة عن المستوطنين، الذين طالما اتسمت تصرفاتهم بالعدوان، وخاصة في ظل تزايد هجماتهم التي تشهدها المناطق الفلسطينية مؤخراً.
وعقب الحادث وهروب السائق، تجمع عدد كبير من الفلسطينيين وتم إغلاق الطريق أمام حركة المرور في كلا الاتجاهين.
وحاولت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية التغطية على الواقعة من دهس متعمد إلى وصفها بـ”حادثة طريق”، مثل صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فيما تغاضت عدد من وسائل الإعلام عن التركيز على الحادثة.
وتشهد الآونة الآخيرة تصعيد كبير من جانب المستوطنين ضد الفلسطينيين وأهالي البلدات العربية، حيث هاجم مستوطنون إسرائيليون، الخميس الماضي، منازل الفلسطينيين في نابلس وجنين بالضفة الغربية، وتتم غالبية تلك الاقتحامات على مسمع ومرأى من قوات الاحتلال.
كذلك، أفادت “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” الفلسطينية أن مستوطنين اعتدوا بالضرب على 3 مواطنين خلال اقتحامهم منطقة وادي قانا غرب سلفيت قبل أن يسارع مزارعون آخرون لصد المستوطنين.
حادثة أخرى تثبت قمع الاحتلال، حيث اعتدى جنود الجيش الإسرائيلي وأحد المستوطنين بالضرب على سيدة فلسطينية، تبلغ من العمر 65 عامًا، بالقرب من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، السبت الماضي.
فيما يتواصل عنف شرطة الاحتلال وقمعهم للشبان الفلسطينيين في العديد من المناطق والقرى بشكل يومي.
وقبل أقل من أسبوعين، خرج وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بارليف، بتصريحات انتقد فيها المستوطنين، معترفاً بأنهم يهاجمون الفلسطينيين ويعتدون على أملاكهم، في تصريحات لم يقبل بها اليمين المتطرف.
واعترف وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي بأن المستوطنين يعتدون على الفلسطينيين وأملاكهم، مؤكداً على أن هذا الاعتداء غير مقبول.
وكان بارليف قد التقى بمساعدة وزير الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، وندد خلال اللقاء بـ”عنف المستوطنين”، وهي التصريحات التي أثارت اليمين الاسرائيلي الذي هاجمه بحدة.
وأثارت تلك التصريحات عن عنف المستوطنين غضب اليمين الإسرائيلي، حيث علق عضو الكنيست المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، قائلا: “بارليف رجل صغير وحقير”، فيما قالت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، ايليت شاكيد، إن بارليف أخطأ “لأن اليهود هم من يتعرضون للعنف” – على حد زعمها.
ورفض بارليف التراجع عن تصريحاته، موجها انتقادات لليمين قائلاً: “من الصعب عليكم أن تسمعوا عن عنف المستوطنين المتطرفين”.
كذلك انتقد وزير الشؤون الدينية، ماتان كاهانا، تلك التصريحات من جانب بارليف، زاعما أن المستوطنين في الضفة ليسوا عنيفين.
بينما رحبت حركة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية بتلك التصريحات من جانب بارليف، مشددة على أن هذا هو الوقت المناسب للحديث عن عنف المستوطنين، مشيرة إلى أن 63% من حالات العنف تحدث بالقرب من البؤر الاستيطانية غير القانونية، وتحدث بهدف الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
