شهدت جلسة «العلاقة بين ملف الحريات العامة والمشاركة السياسية» بالمؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، 3 مداخلات صنعت حالة من الجدل في الوسط الصحفي ومواقع التواصل الاجتماعي، أولها مداخلة إبراهيم عيسى وانتقاده لمطالبات بعض الصحفيين بتقييد الحريات، إذ قال: “ليس من المنطقي أن يطالب صحفيون وإعلاميون بعقوبات سالبة لحريات نظرائهم من الصحفيين والكتاب”، وحديث البرلماني مصطفى الجندي عن حماية الجيش للمدنيين، وإشادة مكرم محمد أحمد بتفوق الصحافة المصرية على نظيرتها في الشرق الأوسط.
نيران صديقة
ندوة «تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابي» أدارها الإعلامى أسامة كمال، ضمن فعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب، وقاطع فيها الكاتب إبراهيم عيسى الإعلامى إبراهيم الجارحى، عقب حديث الأخير وقوله «الساحة الإعلامية شهدت تجبُّرا للإعلاميين»، لأنهم، وفقا لما قاله إبراهيم عيسى ظنوا فى أنفسهم أنهم ليسوا قادة رأى فقط، ولكن قادة سياسيين، ليتحول الإعلامي المؤيد للدولة إلى نيران صديقة.
إبراهيم عيسى والعفو عن الصحفيين والكتاب
من جانبه رد الكاتب المصري إبراهيم عيسى، قائلا «من قال.. أني قلت إنى شايف مصلحة الدولة أكثر من الدولة»، ليرد الجارحى: «لا يا فندم أنا بكمل كلامى»، مما جعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى ييقاطع ضاحكا: ” يا أستاذ إبراهيم.. ولكم كلكم.. إنتم بتتكلموا عن الرأى وتوعية الناس”.
ما استدعى إبراهيم عيسى لأن يوضح حديثه بمزيد من التفاصيل التي جاء فيها: «إن التنوع الخلاق يفيد في تقدم مصر، وهناك صحفيون وكتاب قيد الحبس في مصر حتى لحظتنا هذه بواقع قانون العقوبات الذي يدور حوله نقاشنا هذا بهدف تفعيله، وليس هناك دولة في العالم تسجن في قضايا النشر باستثناء 3 أو 4 دول في العالم، وهى مستبدة وديكتاتورية، لا يجب أن تكون مصر التى نحلم بها، ونتطلع إلى أن تكون دولة دستورية وديمقراطية أن تدرج في قائمة بها هذه الدول»، وأشار: «عاقبوا كما يعاقب العالم المتحضر، افرضوا غرامات قد تصل إلى مليون جنيه، تحركوا فى أي اتجاه قانوني، لكن ليس من المنطقي أن يقف إعلاميون يطالبون بعقوبات سالبة للحريات لصحفيين وكتاب، بل الصحيح أن نطلب جميعا بالعفو عن إسلام بحيري وأحمد ناجي، وألا يكون هناك مزيدا من التقييد».
مصطفي الجندي: الجيش حامي المدنية
من جانبه، وجه النائب مصطفى الجندي ، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان المصري، الشكر القوات المسلحة لوقوفها بجانب الشعب في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مضيفًا: «إنتوا كبارنا واللي ملوش كبير يشتري له كبير».
وقال «الجندي»، في كلمته بجلسة «العلاقة بين ملف الحريات العامة والمشاركة السياسية» بالمؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ والتي يشارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي إن «الشباب مظلوم، ولكل فعل رد فعل ، ثورة 30 يونيو قامت لوجود ثورة مضادة دوليًا، والجيش وقف معانا».
وأشار إلى أن «العدالة الاجتماعية محتاجة مجتمع من البشر، والإنسان محتاج 3 ميقولش عطشان ولا جعان ولا بردان، ربنا هيحاسبنا على اللي موجود ووزعناه بالعدل ياريس».
https://www.youtube.com/watch?v=NeROc3cEBLE&feature=share
وتابع: «إن شاء الله أنا شايف نور كبير قوى، أنتوا النور يا شباب»، مطالبًا بـ«وضع أيدينا في أيد بعض والنزول للمحليات، كلنا أيام الإخوان وقفنا عايزين الجيش يبقى الحامي للمدنية في الدولة، مضيفًا: «دا زمن الدروايش، البلد دي هتعدي»، ولم يفت رئيس لجنة الشؤون الأفريقية أن يروي للرئيس دعوات والدته له أثناء أدائها موسم العمرة.
مكرم محمد أحمد يشيد بالصحافة المصرية
أشاد الكاتب الصحفى الكبير، مكرم محمد أحمد، المؤتمر الوطنى الأول للشباب والمنعقد فى مدينة شرم الشيخ، قائًلا: « المؤتمر واحد من أعظم المؤتمرات فيه جهد عظيم، فتوقفنا عن تلقين الشباب، وإن نكون أستاذة يسمعنا الصغار». مضيفا: «دلوقتى الشباب هو الموجود على المسرح واحنا بنسمعه وهذا إنجاز».
وأضاف الكاتب الصحفى الكبير خلال مداخلته بالجلسة الثانية للمؤتمر الوطنى الأول للشباب المنعقد فى مدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس السيسي، أن الصحافة المصرية بخير بالرغم من المشاكل المتراكمة عليها، فهى أحسن الصحافات الموجودة فى الوطن العربى والشرق الأوسط، وما من صحفى فى العالم العربى يستطيع أن ينتقد نظامه أو يتحاور مع رئيسه بهذا المستوى الندى إلا فى مصر، وهذا ليس منحة من أحد، بل هى تاريخ من تحرير سقط فيه عشرات الصحفيين، وألقى آخرون فى السجون، وأشار إلى أن الحرية مسؤولية، وليست فوضي، وأكد أننا نعيش في مجتمع فقير يحتاج إلى الجهد والوحدة الوطنية، وأن نكون صوتا واحد فى الشدائد، ورغم أن التنوع مطلوب لكن لا ينبغي أن يصل بنا لتفكيك المجتمع.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي افتتح فاعليات المؤتمر الوطنى للشباب، الثلاثاء الموافق 25 أكتوبر، تحت شعار “ابدع.. انطلق” فى ختام عام الشباب المصرى، المنعقد في مدينة شرم الشيخ، ويستمر لمدة 3 أيام، ويشارك في المؤتمر 3 آلاف شاب، بالإضافة إلى عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، وشباب الجامعات والرياضيين والمثقفين والإعلاميين، وشباب الأحزاب ، وطلائع البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.
ويعد المؤتمر قناة اتصال بين الحكومة والشباب من جميع أنحاء الجمهورية، فضلا عن مشاركة شباب الجامعات والقوى السياسية والإعلاميين والأحزاب وشباب الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، كما أن المؤتمر ملتقى للحوار المباشر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة مع مجموعة من الشباب المصرى الذى يطمح فى مستقبل أفضل لوطنه من خلال الرؤية والتخطيط والحوار البناء.
