أثار حادث سقوط الطائرة المصرية MS 804 التكهنات حول احتمالات متزايدة بأن يكون «الإرهاب» هو السبب الرئيسي لإسقاطها، كما أثار التساؤلات حول معايير تأمين المطارات الأوروبية، خاصة في الوقت الذي تشهد فيه المطارات الفرنسية تشديدات أمنية مكثفة فيما بعد هجمات باريس الإرهابية.
وكانت طائرة مصر للطيرات من طراز إيرباص A320 اختفت عن أجهزة الرادار في الساعات الأولى من صباح أول أمس الخميس خلال رحلتها القادمة من مطار شارل ديجول الفرنسي إلى مطار القاهرة، حيث اختفت بعد مغادرتها المجال الجوي اليوناني ودخولها المجال الجوي المصري بعدة دقائق، فيما تم أعلنت التحقيقات الجارية في فرنسا عن أن الطائرة أطلقت رسائل آلية بوجود دخان على متنها قبيل انقطاع بث البيانات.
ووفق مراقبون فإنه لا يمكن تأمين المطارات بنسبة 100%، فعملية التأمين تشبه «السلسلة» التي تبقى قوية بقوة جميع حلقاتها، وهو مالم يمكن تحقيقه بشكل كامل.
وتخضع مطارات أوروبا إلى قانون الاتحاد الأوروبي إلا أن بعض المطارات والخطوط الجوية قد تلجأ إلى تكثيف إجراءات تأمينها، كما حدث في مطارات بجيكا وفرنسا في أعقاب الحوادث الإرهابية الأخيرة.
أمريكا تتأهب
وبد يومين من حادث سقوط الطائرة، قال مدير إدارة أمن النقل TSA بيتر نيفنجر، أن «تغييرات جديدة قد تطرأ على أمن المطارات بعد الحادث، نعتقد أننا بحاجة لزيادة طاقة العمال في المنظمة لمواجهة الطلب المتزايد على السفرفضلا عن تغييرات أخرى قد نراها مناسبة بالتزامن مع المعلومات الجديدة التي قن نحصل عليها في حادث الطائرة».
وأضاف مدير الإدارة التي تم إنشائها في أمريكا بعد حادث 11 سبتمبر عام 2001، أنه «في الوقت الذي يشعر المسافرون الأمريكيون بالإحباط من الإجراءات الأمنية المشددة، فإن حادث الطائرة بمثابة إنذار يشير إلى أهمية العمل الذي نقوم به»
بلجيكا وفرنسا
بعد التفجيرات التي وقعت في بلجيكا مارس الماضي، لم يعد يسمح بالدخول إلا من يحمل هوية نافذة وتذكرة للسفر، فيما كثفت مطارات باريس خططها لتأمين المسافرين، ونشر قوات من آلاف الجنود، وحرس الحدود، ورجال الأمن في المطارات الثلاث الرئيسية في فرنسا وذلك بعد هجمات نوفمبر التي خلفت ما يقرب من 130 قتيل.
النموذج الإسرائيلي الأقوى
في أعقاب حادث الطائرة المصرية، أعلنت إسرائيل أن مطارها بن جوريون سوف يشارك خبراته في تأمين الطيران مع 33 دولة في العالم من بينهم بريطانيا وفرنسا.
ووصف صحيفة CNN البريطانية إسرائيل بأنها «النموذج الذهبي» لتأمين المطارات، مشيرة إلى أن عملية صارمة من المراقبة تجري داخل مطاراتها، فضلا عن أن الإجراءات الأمنية التي تتبعها حيال المسافرين تبدأ منذ شرائهم تذاكر السفر من وإلى تل أبيب، بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية، وإجراءات التأمين التي لا يراها المسافرون.
ووضعت السلطات الإسرائيلية العديد من نقاط التفتيش على طول الطريق المؤدي إلى أكبر مطاراتها، مطار تل أبيب الدولي.
وقارنت الصحيفة بين مطار بن غوريون الإسرائيلي، ومطار شارل ديجول الفرنسي، مشيرة إلى أن الأول شهد 16.3 مليون مسافر العامل الماضي، فيما شهد الثاني 65 مليون مسافر في العام نفسه، في إشارة إلى أن المطار الإسرائيلي أكثر تأمينا على الرغم من عدد المسافرين المضاعف.
