غارة أمريكية تنهي حياة قيادي بالقاعدة في المغرب العربي

أعلنت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) عن مقتل القيادي بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، موسى أبو داوود في غارة جوية نفذتها القوات الأمريكية بالقرب من أوباري جنوبي غرب ليبيا، حيث قتل أبوداوود واحد المرافقين له.

ولد موسى أبو رحلة وهو اسمه الحقيقي في الجزائر عام 1976، وانضم مبكرا لجماعة الدعوة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال والتي عرفت بعد ذلك باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ سنة 1992 وأصبح عضوا قياديا مهما.

ومنذ انضمامه إلى تنظيم القاعدة، اكتسب أبو داود خبرة واسعة في القتال حيث تلقى تدريبات في أفغانستان وقاتل إلى جانب تنظيم القاعدة في العراق، وبعد اندلاع ثورات الربيع العربي انتقل إلى ليبيا وبدأ في تجنيد المقاتلين لتعزيز صفوف التنظيم.

تولى أبو داود خلال السنوات الأخيرة إمارة الصحراء التي تمتد بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد وحتى الحدود التونسية الجزائرية، وتعرف لدى التنظيم بـ صحراء الإسلام الكبرىن والتي تعد جزءا هاما من التنظيم الهيكلي لقاعدة المغرب الإسلامي، التي تضم كذلك إمارتي الشرق والمتوسط، وتنضوي تحتها 12 كتيبة مسلّحة أخطرها التي تأتمر من أبو داود وهي “كتيبة طارق بن زياد” و”كتيبة المرابطون” التي يتزعمها مختار بلمختار.

“أمير الصحراء” اللقب الذي اشتهر به أبو داوود، من خلال النشاط الذي كان يقوم به في تونس وما جاورها من بلاد، حيث لم يقتصر نشاطه على القيادة و حسب ، بل كان واحدا من المنظرين للتنظيم.

دخل أبوداوود تونس في عام 2012 والتقى بزعيم أنصار الشريعة “أبو عياض”، قبل أن يشرف على تدريبات عناصر القاعدة في بلاد المغرب العربي داخل معسكر “درناية” داخل المنطقة الحدودية بين تونس والجزائر ومعسكرات التدريب في شمال مالي.

وقد كان هذا اللقاء مخصّصا لاجتماع سرّي بين أبو عياض وأبوداوود ، وكان حضور أبو داوود في اطار مهمة خاصّة مكلف بها من قبل أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي أبو مصعب عبد الودود.

وبحسب القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، فقد قام أبوداود كذلك بتدريب المجنّدين في تنظيم القاعدة في ليبيا، وقدّم الدعم اللوجستي والمالي والأسلحة إلى التنظيم، ما مكّن المجموعة من تهديد ومهاجمة المصالح الأميركية والغربية في المنطقة.

وأكدت أفريكوم على أن أبو داود هو المسؤول عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية للجيش التونسي بجبل الشعانبي والذي أودى بحياة 9 عسكريين تونسيين، كما تورط في هجوم على ثكنة عسكرية للجيش الجزائري في مدينة خنشلة شرقي البلاد، والذي تسبب في جرح عدد من الجنود، إضافة لكونه من قام بالتخطيط  للعملية التي وقعت في مدينة جندوبة وراح ضحيتها 4 من قوات المن الوطني وأحد المدنيين، إضافة إلى دوره في تجنيد وتدريب أعضاء جدد من مالي وتونس وشمال إفريقيا لصالح التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي.

في مايو 2016 وضعت المخابرات الأمريكية اسم أبو داوود ضمن قائمة الإرهابيين الأكثر خطورة، و ذلك بناء على تقارير أمنية تونسية واعتبرته قياديا مهما في تنظيم القاعدة.

ويعد تنظيم إمارة الصحراء الذي كان يتزعمه موسى أبوداوود خيطا ممتدا بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا والتشاد، والتي عرفت بين التنظيم جميعها تحت مسمي صحراء الإسلام الكبرى، وحاولت في الفترة الأخيرة الولوج للداخل التونسي.

وتعد إمارة الصحراء واحدة من ضمن 3 إمارات كما ذكر رفيق الشلّي الكاتب العام للمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل ، تمثل الهيكل لقاعدة المغرب الإسلامي التي تضمّ أيضا إمارتي الشرق والوسط، وتحتكم هذه الامارات الثلاث على 12 كتيبة مسلّحة ومقاتلة.

ويضيف : “أشرس هذه الكتائب وأكثرها عنفا وتعطّشا للدماء هي تلك التي تنظوي تحت امرة موسى أبو داوود، وهي كتيبة طارق بن زياد وكتيبة المرابطون أو الموقعون بالدماء”.