تداخلت السياسة مع مشاعر الجماهير العربية في متابعة انتصارات المنتخب المغربي في مونديال قطر لكأس العالم 2022.. ومع مبادرة قمم الهرم السياسي بتهنئة المغرب بما يتحقق من إنجازات تاريخية غير مسبوقة فإن وسائل الإعلام الفرنسية تركزت على المباراة بين المنتخب الفرنسي والمنتخب المغربي في نصف نهائي مونديال قطر، ووصفت المواجهة الكروية بـ «المباراة الدبلوماسية».
- وأشارت وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن العالم العربي بدون استثناء يدعم المنتخب المغربي إلى جانب جماهير قارة برمتها (قارة أفريقيا)، وأن الحشود الجماهيرية الكبيرة سوف تلعب لصالح المغرب ضد المنتخب الفرنسي، وبتشجيع «انفعالي وشبه مهووس» بإنجازات الفريق العربي المغربي.
المباراة الدبلوماسية
ويقول المحلل الرياضي الفرنسي، طييو موي، في صحيفة «لاكروا»، إن المواجهة الكروية للمنتخب المغربي ضد فرنسا تحمل آمال القارة الإفريقية والعالم العربي، كما أن الجالية المغربية تعدّ من بين أكبر الجاليات التي تعيش في فرنسا، وقد يشكل ذلك نوعا من الحساسية لدى الجماهير.
- إضافة إلى أن هذه المباراة تأتي قبل ساعات فقط من زيارة كاترين كولونا وزيرة الشؤون الخارجية إلى المغرب، من أجل تهدئة العلاقات الثنائية، ومناقشة ملفات الاقتصاد والأمن التعليم ومسألة التأشيرات مع نظيرها المغربي.
ومن هنا يبدو الوجه الدبلوماسي لمباراة المنتخبين المغربي والفرنسي في نصف نهائي كأس العالم!
وتساءل « طييو موي»، عن إمكانية حدوث لقاء غير مخطط له بين الرئيس الفرنسي وملك المغرب محمد السادس، في مدرجات ملعب البيت القطري؟
قضية سياسية وتاريخية وثقافية
ومن جهة أخرى، لفتت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، إلى حشود المشجعين للمنتخب المغربي، باعتبارهم أغلبية تفوق المشجعبن والمراقبين الفرنسيين. ومن هذه الزاوية تساءلت الصحيفة : من سيشجع مزدوجي الجنسية غدا الأربعاء.. بلد أجدادهم أم البلد الذي ولدوا فيه؟
- والصحيفة الفرنسية «لوباريزيان» لا تقصد بمزدوجي الجنسية المناصرين المغاربة فقط، بل المناصرين من أصول جزائرية وتونسية وإفريقية، حيث تحول نصف نهائي مونديال قطر لدى البعض إلى قضية سياسية وتاريخية وثقافية.
واستعرضت وسائل الإعلام الفرنسية، مشاعر الجماهير العربية، التي عبرت عن نفسها بـ «نكهة سياسية»، ونقلت عن مواطنين مغاربة، أنهم لا ينظرون إلى رحلة المغرب إلى الدور نصف النهائي على أنها نصر وطني فحسب، بل انتصار لأفريقيا والعالم العربي بأسره، وعلى وجه الخصوص للفلسطينيين.
مؤكدين، أنه كما هو الحال بعد المباريات الأخرى، بدلاً من التقاط صور مع العلم المغربي، رفعت أسود الأطلس العلم الفلسطيني، لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية.
وتضيف صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، أنه في ساحة عرفات برام الله، رقص الآلاف أو وزعوا الحلوى عندما انطلقت صافرة النهاية، فيما انطلقت أبواق السيارات وانطلقت الألعاب النارية خلال الليل. وتكرر المشهد في بلدات وقرى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
- وقالت امرأة فلسطينية ثلاثينية كانت تحتفل بفوز المغرب مع زوجها وطفليها «إنه مثير للغاية. نحن فخورون بشكل خاص بالطريقة التي يمثلون بها فلسطين. هناك الكثير من الدعم».
