بعد أربعة عشر عاما من معاناتها البطالة إثر تخرجها في الجامعة تخصص تأهيل معاقين، إضافة لرغبتها في تحسين الوضع المادي لأسرتها، لجأت السيدة الفلسطينية ربا أبو العيش لافتتاح مخبز صغير لإنتاج الخبز البلدي بطريقة أقرب للخبز البيتي.
السيدة أبو العيش والتي تعد أول امرأة في قطاع غزة تفتتح هذا المشروع قالت عن بدايتها في حديث لقناة “الغد”: “بعد التخرج بحثت عن فرص عمل كثيرا، لكن بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة لم أجد، وحينما درست في الجامعة كنت متزوجة ولدي اثنان من الأبناء، وكان ذلك بهدف تحسين من وضعي الاقتصادي، وبعد سنوات كثيرة جاءت الفرصة حينما وجدت مخبزا بلديا يعرضه صاحبة للبيع، ففعلت المستحيل لشرائه من أجل تحسين وضعي الاقتصادي لأن هدفي كان هو العمل”.
الاستدانة لفتح المشروع
وهذا المشروع لم يكن سهلا على سيدة لا تمتلك المال، لذا لجأت السيدة ربا لأن تستدين الجزء الأكبر من ثمن الفرن، كي تستطيع أن تكمل مشوارها، خاصة أن من دفعها للعمل وفق ما قالت هو حبها له ولتقدر على سداد ما عليها من ديون، كي تعيش حياة كريمة وتحسن من وضعها المادي لأنها تطمح للأفضل.
وحول ما يميز مخبر ربا قالت : “مخبري ما يميزه هو أنه يصنع الخبر الأقرب من خبز البيت، وهو المفضل لدي سكان قطاع غزة، الذين يعتمدون على المخابز الآلية، لآن الخبز الذي يصنع في البيت له جودة ونكهة خاصة يحبها ويفضلها سكان قطاع غزة، ويعتمد به على الشغل اليدوي أكثر من شغل الآلات، من حيث العجن والتقطيع والخبر، ونستخدم “الرقاقات” فقط في الشغل الآلي.
وبعد عامين على مشروع مخبر السيدة ربا، تغيرت حياتها في ظل انتشار البطالة والفقر بين صفوف الفلسطينيين في قطاع غزة، وبدأت الحياة أفضل لها لأنها تعتمد على ذاتها في كسب قوت يومها، وحققت جزءا من النجاح، حيث تأمل هذه السيدة أن تطور مشروعها وأن تشغل العدد الأكبر من الأيدي العاملة به.
بطالة النساء المزمنة
وحثت السيدة ربا، النساء على بذل الجهد من أجل تحسين أوضاعهن الاقتصادية، خاصة أن الإحصاءات الوطنية تشير إلى أن قوائم العمالة في فلسطين يصل لمليون و13 ألف عامل وعاملة (21% منهم نساء) تفترس البطالة ثلثهم تقريباً، بينما ترتفع في غزة وترتفع في صفوف العاملات لتصل إلى 51% وهو ما يضع الأسئلة دفعة واحدة حول ظاهرة بطالة النساء المزمنة.
ويبلغ عدد السكان المقدر في فلسطين منتصف 2020 نحو 5.10 مليون نسمة؛ منهم 2.59 مليون ذكر بنسبة 51%، و2.51 مليون أنثى بنسبة 49%، أي هناك 103 ذكور لكل مئة أنثى، وفق بيان دائرة الإحصاء الفلسطين .
وترأس النساء نحو 11% من الأسر الفلسطينية، بواقع 12% في الضفة الغربية، و9% في قطاع غزة، حسب بيانات مسح القوى العاملة للعام 2019.
وحافظت المشاركة في القوى العاملة على المعدل نفسه مع وجود فجوة واضحة في نسبة المشاركة بين النساء والرجال في سوق العمل في العامين 2015 و2019، وبلغت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة 18% من مجمل النساء في سن العمل لعام 2019، وهي النسبة نفسها لعام 2015.
مع العلم أن نسبة مشاركة الرجال في القوى العاملة بلغت 70% لعام 2019، وهي النسبة نفسها لعام 2015. مع وجود فجوة واضحة في معدل الأجر اليومي بين النساء والرجال، إذ بلغ معدل الأجر اليومي للنساء 98 شيكلا مقابل 102 شيكل للرجال.
كما بلغ معدل البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة 41%، مقابل 21% بين الرجال للعام 2019.
