في إشارة إلى معاناة أطفال فلسطين وأمهاتهم، اختارت الفنانة التشكيلية أسماء الجعيثني 24 عامًا، عملا فنيا عبارة عن ” علبة نيدو”، لتوصل رسالتها الإنسانية من خلال الفن إلى العالم.
وقالت الفنانة التشكيلية الجعيثني خلال حديثها لموقع قناة الغد: “إن عملها يتناول استهداف الأطفال وأمهاتهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان آخرها استشهاد الطفلة صبا أبو عرار البالغة من العمر عامًا واحدًا وشهرين، وأمها فلسطين أبو عرار (37 عاما) ، و التي كانت حاملا بولد عندما استُشهدت متأثرة بجراحها في القصف الإسرائيلي في العدوان الأخير الذى استهدف قطاع غزة قبل شهرين”.
وأضافت أن هذا العمل هو رسالة للإنسانية لنظهر لهم كيف يموت أطفال فلسطين قبل ما أن ينتهوا من تناول “علبة حليب نيدو”، وقبل أن يعرفوا معنى الحياة، وأن المحتل الإسرائيلي يستهدف الأجنة في بطون أمهاتهم دون رحمه أو شفقة”.
رسالة فنية فلسطينية
بدورة، قال رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية يسري درويش، إن المعرض تتويج لمجموعة من الفنانين أمضوا عامًا ونصف العام عبر مشروع اسمه “روابط معاصرة”، بمعنى ترك المجال للتأمل والإبداع من خلال التفكير بمضمون هذه اللوحات، موضحا أن الفنانون أبدعوا من خلال مجهوداتهم وريشهم ومنحوتاتهم المختلفة.
وأضاف درويش في حديث لموقع قناة الغد، أن أعمال الفنانين المشاركين في المعرض كانت متنوعة مثل”التصوير الفوتوغرافي، والنحت، والرسم، وفنون بصرية، أداء استعراضي، وفن الفيديو، والتركيب”.
وقال إن المعرض يجمع أعمالا فنية مختلفة، تقول توحي بأن الحياة لدى الفلسطينيين رغم كل المعاناة حاضرة ويستطيعون عبر هذا الفن إيصال رسالتهم للعالم، بأنه رغم المعاناة والألم الذى يتعرضون له من الاحتلال الإسرائيلي، فإن هناك وجها حضاريا و ثقافيا لفلسطين”.
صعوبات وأمل
وحول الصعوبات التي واجهت الفنانين المشاركين، قال الفنان التشكيلي شريف سرحان، أحد المشرفين على المعرض إنه من خلال هذا المعرض الذي استمر التجهيز له والعمل عليه عاما ونصف، واجه صعوبات كبيرة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، خاصة في جلب المواد المطلوبة للأعمال الفنية والاستعانة بمدربين من الخارج والتواصل معهم عبر الاتصال بالاسكايب.
وأوضح سرحان في تصريح خاص أن الحركة الفنية التشكيلية في قطاع غزة، شهدت تطورا كبيرا، لافتا إلى إبراز أكبر عدد من الفنانين الشباب والدمج مع جيل الرواد.
وأشار إلى أن عدد الفنانين المشاركين 64 فنانا، لافتا إلى تخطى كل العقبات التي كانت تعترض عملهم حتى وصلوا لهذا الشكل الجميل والمختلف عن معارض أخرى في غزة.
وتابع: على مدار 4 أيام سيجتمع 64 فنانًا تشكيليًا على أرض منتجع الشاليهات في قطاع غزة، ليجسدوا في لوحاتهم الفنية المعاصرة التي امتدت إلى 160 عملا، لوحات و منحوتات تجسد المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال”.
ويأتي معرض “غزة آرت”، بدعم من هيئات فنية خاصة، هي مؤسسة عبد المحسن القطان، وتنفيذ محترف شبابيك، ودائرة الفنون البصرية التابعة للاتحاد العام للمراكز الثقافية.
