تجددت الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية وسياسة فرض الضرائب وغلاء الأسعار في عدة مدن فلسطينية خاصة مدينة دير البلح وسط القطاع.
شارك المئات من المواطنين الغاضبين في التظاهرات التي بدأت بعد صلاة الجمعة، حيث أشعل المتظاهرون الإطارات المطاطية ورفعوا لافتاتٍ تطالب بخفض الأسعار وإلغاء الضرائب التي تفرضها الحكومة في غزة على المواطنين.
وتداول النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي صورا لتظاهرات في عدة ميادين بقطاع غزة، تضمنت إشعال الإطارات ومواجهات مع أفراد الأجهزة الأمنية التي استخدمت العنف في تفريق المتظاهرين.
كما وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وأنصار لحركة حماس في وسط مدينة دير البلح ، حيث اشتبك الطرفان بالأيدي والحجارة.
وكانت المظاهرات انطلقت أمس الخميس، في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، بدعوة من مجموعة من النشطاء والشبان للتظاهر ضد الأوضاع الاقتصادية تحت عنوان حراك #بدنا_نعيش.
وطالب النائب عن كتلة التغيير والإصلاح ، يحيى موسى، حركة حماس للخروج بمؤتمر صحفي تعلن استجابتها و استعدادها لتلبية رغبة الجماهير في التنحي عن إدارة الشأن العام وإعطاء مهلة شهر لتحقيق ذلك، وعلى الفصائل وقوى المجتمع المدني والشخصيات الوطنية أن تحدد الطريقة المناسبة لتسلمها الإدارات الحكومية.
وقال موسى في تغريده له على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك “لسنا في حاجة لمظاهرات ولا لتدخلات أمنية خشنه لقيادة الشعب الفلسطيني وإنما نحن خدم للشعب الفلسطيني البطل.”.
وأضاف : من حق الجميع أن يعبر عن رأيه، وأن يعتصم، وأن يتظاهر سلميا، ومن واجب الأمن أن يوفر الحماية والأمن له.
بدورها، طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، اليوم الجمعة، بوقف أشكال قمع ومطاردة نشطاء “الحراك المدني”.
وأوضح بيان للجبهة الديمقراطية، أن الحراك المدني يسعى لإقامة حياة كريمة للفلسطينيين، والوقوف ضد سياسة فرض الضرائب الجائرة، التي لا تأخذ بالاعتبار حصار القطاع والأوضاع المتردية التي يعانيها اقتصاده، مع ارتفاع نسبة البطالة، خاصة بين الشباب.
وأضافت الجبهة “الشعب لا يحتاج لإذن من أحد كي يعبر عن مواقفه بكل حرية، فالشعب هو مرجعية كل القوى، وكل السلطات”.
ودعت الجبهة الديمقراطية في بيانها ، إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، ورفع العقوبات عن غزة وتحمل المسؤولية الوطنية من أجل رفع الحصار نهائياً عن القطاع.
من جهته دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، رباح مهنا، القوى الوطنية الفلسطينية لاجتماعٍ سريع وعاجل، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والقمع الذي مارسته الأجهزة الأمنية بحق المتظاهرين الذين خرجوا يوم الخميس رفضًا للغلاء والضرائب في مخيم جباليا.
وأضاف “أدعو القوى الوطنية الفلسطينية لبحث موضوعيْن، الأول العدوان الإسرائيلي الواسع وكيفية التصدي له وإعادة النظر في محاولة الاتفاق على تهدئة مع العدو، أما الثاني فهو قمع حماس للجمهور الفلسطيني”.
كما طالب مهنا في هذا السياق قيادة حماس بالاعتذار الشديد للجمهور الفلسطيني عن هذا الفعل المشين ووقف كل الإجراءات القمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
كما طالب مهنا بتعهدٍ من حركة حماس بوضع آليات لعدم تكرار السلوك، قائلا “حتى نتوحد في مواجهة عدونا واستمرار معركتنا من اجل الحريه والاستقلال”.
