تكتسب مشاركة الشباب في الانتخابات أهمية كبيرة مستمدة من مساهمتهم في تشكيل السياسات العامة والتشريعات، إذ يواجه الشباب الفلسطيني في قطاع غزة تحديات كبيرة أمام فرص تمثيلهم في الانتخابات التشريعية المرتقبة.
ويفرض التنافس الحزبي بين الفصائل الفلسطينية إلى جانب القوانين الانتخابية عقبات سياسية ومالية أمام تشكيل قائمة مستقلة للشباب تلبي تطلعاتهم وتنهض بواقعهم المعيشي الصعب بعد خمسة عشر عاماً من الانقسام.
وبحسب إحصائيات لجنة الانتخابات المركزية فإن أكثر من مليون ناخب فلسطيني جديد في غزة غالبيتهم من الشباب ينتظرون للمرة الأولى حياتهم المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة إما بالاقتراع أو الترشح، معدل يعكس توق الشباب للتغير من واقع الانقسام والتهميش والهموم الاقتصادية.
فرص العمل
وقال الطالب الجامعي عبد العزيز قاسم ( 20 عاما )، “هذه أول مرة أشارك بها في الانتخابات، وقررت المشاركة من أجل أن يكون هناك صوت للشباب لتلبية مطالبهم وحقوقهم البسيطة والواضحة التي تتمثل بإيجاد فرص للعمل”.
ولعل مطالب الشاب قاسم لا تختلف كثيرا عن ما قالته الفتاة ليلي ( 21 )، بأن الشباب في قطاع غزة يدفعون ثمن الانقسام والحصار طول السنين الماضية، وحان الوقت من أجل أن تكون هناك حياة كريمة له من خلال المشاركة في العملية الانتخابية وإعلاء صوتهم”.
ورغم هذه التحديات الانتخابية فإن ثمة قطاعات شبابية تصر على خوض التجربة لكسر معادلة الاحتكار الفصائلي لأصوات الناخبين، عبر بحث الانضمام لقوائم من الشخصيات الوطنية المستقلة على أمل تجاوز الكثير من العقبات بحسب مراقبين.
تعزيز مكانة الشباب
وقال مدير الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي:” الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للشباب الفلسطيني مرير نتيجة المشاكل التي تواجه قطاع الشباب الفلسطيني، لذلك تعد الانتخابات من أهم مؤشرات قياس دور الشباب ومكانتهم وقدرتهم على إحداث التغيير، سواء عبر المشاركة في عملية الاقتراع أو الترشيح الفعلي، فقد شهدت الساحة الفلسطينية مشاركة كبيرة من الشباب في كل من الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية.
وأوضح عبد العاطي في حديث لقناة “الغد”، أن تعزيز مكانة الشباب الفلسطيني في صناعة القرار تكتسب أهمية خاصة بالمجتمع الفلسطيني الذي يتميز بكونه شاباً وفتياً الذي سيساعد عبر قيادة الشباب المساهمة في معالجة العديد من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية القائمة.
ارتفاع أعداد الشباب
وبحسب لجنة الانتخابات المركزية، ارتفعت أعداد الناخبين المسجّلين لدى اللجنة (ممن بلغوا 17 عاما فأكثر)، من مليون و300 ألف عام 2006، إلى ما يزيد على 2 مليون و200 ألف ناخب عام 2019.
ومن المقرر أن تعقد الانتخابات على 3 مراحل، التشريعية في 22 مايو/أيار، والرئاسية في 31 يوليو/تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/آب.
وأُجريت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي مطلع 2006، وأسفرت عن فوز حركة “حماس” بالأغلبية، فيما سبقها بعام انتخابات للرئاسة وفاز فيها “محمود عباس”.
ومنذ 2007، يسود انقسام بين حركتي “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة، و”فتح”، وأسفرت وساطات واتفاقات عديدة مطلع الشهر الجاري عن توافق الحركتين على شكل وتوقيت الانتخابات.
