تتواصل التظاهرات في قطاع غزة لمناهضة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، فقد خرج فلسطينيون اليوم، الإثنين، أمام مقر الأمم المتحدة، احتجاجا على السياسات الأمريكية الإسرائيلية، التي تستهدف الحقوق الفلسطينية بما فيها المسعي لتصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وتخلل التظاهرة، التي دعا إليها حزب الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى 36 لتأسيسه شعارات تطالب بعدم الرضوخ للضغوطات الأمريكية.
وقال طلعت الصفدي، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، “إن الشعب الفلسطيني يعيش واقعا شديد الخطورة في ظل متغيرات إقليمية ودولية، ومحاولات مشبوهة لتصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني على أرضه”، مضيفا “أن حكومة الاحتلال تفرض وقائع جديدة على الأرض من خلال الاستيطان ونهب الأراضي وتهويد القدس واستباحة المسجد الأقصى المبارك يوميا من قبل المستوطنين المتطرفين، وملاحقة المواطنين المقدسيين في حياتهم اليومية، واستمرارها في حصار قطاع غزة”.
وأشار إلى محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وإغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف المساعدات عن السلطة الفلسطينية، ووكالة الغوث على طريق تصفية قضية اللاجئين وإسنادها المطلق للاحتلال في كافة المؤسسات الدولية بما فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، معتبرا هذه الخطوات تعكس تحديا كبيرا لمنظمة التحرير وللسلطة الفلسطينية وللقوى الوطنية والإسلامية ومكونات المجتمع المدني وكل أحرار العالم.
وشدد أن الشعب الفلسطيني يرفض السياسة الأمريكية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، التي تستهدف سلب حقوق الشعب وتُعيق الحق في تقرير المصير وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدا على تمسك حزب الشعب الراسخ بهدف الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لافتا إلى أنه ينظر بخطورة إلى المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وشدد الصفدي على ضرورة تعزيز النضال ضد السياسة الإسرائيلية الأمريكية، والوقوف بحزم ضد محاولات تصفية “الأونروا” وقضية اللاجئين، ومحاولات التوطين أو خلق بدائل عن فلسطين الأرض والهوية والوجود.
وطالب الصفدي الدول بمناصرة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والضغط على الاحتلال لإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية، مثمنًا في الوقت ذاته التحركات السياسية والدبلوماسية للقيادة الفلسطينية على الساحة الدولية.
وشدد حزب الشعب على أن تزايد حجم المخاطر المحدقة بالقضية الوطنية تتطلب اصطفاف الشعب الفلسطيني موحدا من خلال تجسيد الوحدة الوطنية عبر منظمة التحرير ببرنامجها الوطني، وتعزيز مقومات الصمود على الأرض، داعيا إلى استمرار الجهود لإنهاء الانقسام وآثاره المأساوية، والعمل الجاد على رفع الحصار عن قطاع غزة من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة والديمقراطية والمساواة.
من جهته، أشاد زكريا الأغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، بالصمود الفلسطيني أمام الضغوط والابتزاز الأمريكي، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته من أجل إنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من إنجاز استقلالها، وممارسة سيادتها الكاملة على أراضيها بما فيها العاصمة القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
وقال: “إن استمرار الاعتداءات يتطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أراضي دولة فلسطين المحتلة (الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة) وذلك عملاً بقرارات مجلس الأمن الدولي، وإنفاذ اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بخصوص حماية المدنيين وقت الحرب، إلى جانب استمرار العمل على تعزيز مكانة دولة فلسطين في المحافل الدولية،وتفعيل طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتقديم الإحالة حول مختلف القضايا كالاستيطان والأسرى والعدوان على قطاع غزة للمحكمة الجنائية الدولية، ومواصلة الانضمام للمؤسسات والمنظمات الدولية، وكذلك طالب بتفعيل قرار قمة عمّان لسنة 1980 الذي يلزم الدول العربية بقطع علاقاتها مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتنقل سفارتها إليها، وكذلك الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي القيام بالمثل، والتمسك بمبادرة السلام العربية رفض أي محاولات لتغييرها أو تحريفها، والاحتفاظ بأولوياتها، والعمل مع الأشقاء العرب (الجامعة العربية) والدول الإسلامية (منظمة التعاون الإسلامي) وحركة عدم الانحياز لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإطلاق عملية السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين دولة فلسطين وبعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 من ممارسة استقلالها وسيادتها وحل قضية اللاجئين استناداً للقرار الدولي 194 وباقي قضايا الوضع النهائي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بسقف زمني محدد.
وأشار الأغا إلى وأشار الأغا إلى تصاعد الضغوط الأمريكية مؤخرا على الفلسطينيين، ومنها إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة واشنطن في نوفمبر من العام الماضي، كذلك قطع المساعدات التي تقدّمها الولايات المتحدة سنويًا للسلطة الوطنية الفلسطينية لإجبار السلطة على وقف صرف المساعدات المالية لعائلات الشهداء والأسرى، وكذلك تخفيض مساهمة الولايات المتحدة في موازنة الأونروا الى حد كبير.
وأضاف “فقد بات واضحا أن العجز الذي يتكرر سنويا في موازنة الأونروا يعود لأسباب سياسية وليست مالية، وذلك لتصفية الوكالة الدولية التي تمثل الشاهد الدولي على نكبة اللاجئين الفلسطينيين، علاوة على الاحتياج الملح لخدماتها في ظل استمرار تردي الأوضاع المعيشية في جميع مواطن اللجوء، مما يؤكد بأن هذه الإجراءات تأتي في إطار التقليص التدريجي على الخدمات وصولا الى تصفيتها بشكل نهائي، خاصة في ظل حملة حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف الى نقل صلاحياتها الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وإن تقليص الإدارة الأمريكية الى حد كبير لمساهمتها، يأتي في إطار الابتزاز والضغوط التي تصاعدت مؤخرا على الفلسطينيين”.
وأكد الأغا على مواصلة الجهود بالعمل مع المجتمع الدولي من أجل إنهاء حالة التمويل غير المستدام وغير المؤكد لوكالة الأونروا، وعلى هذا الصعيد وأنه تم توجيه الدعوة لعقد مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية لتحمل مسؤولياته في مواجهة هذه التحديات الخطيرة التي تواجهها الأونروا.