غزة.. زوجان مقعدان يصنعان الدمى لإسعاد المرضى

بروح يملؤها التفاؤل يعمل الزوجان المقعدان نهاد جربوع ( 37 عاما ) وزوجته زينب ( 35 عاما ) بقطاع غزة، في مجال صناعة الدمى اليدوية من أجل رسم الابتسامة على الأطفال من ذوي الإعاقة ومرضى السرطان، لإشعارهم بوجود من يهتم بهم ويرى ضحكاتهم تجلجل في كل مكان.

إلا أن هذا التفاؤل والروح المشبعة بالأمل بدأت تخبو بشكل متدرج منذ أن بدأت جائحة كورونا تضرب العالم وتضرر منها قطاع غزة، وفق ما قاله نهاد الذى يقطن في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهذا ما سبب الألم لنهاد وزوجته زينب.

يترأس نهاد فرقة “راف الفنية” وهو فريق متطوع لا يتبع لأى جهة أو يتلقى الدعم من أحد، يعمل على إدخال البسمة والفرح للأطفال عن طريق الدمى.

وقال نهاد: “الفريق يعمل مع الحالات الإنسانية من أطفال الإعاقة ومرضى السرطان و كذلك الأطفال الذين يغسلون الكلى، وأيضا السيدات من مرضى السرطان، حيث يقدم الفريق عروضا ترفيهية لهم باستخدام الدمى المحببة للجميع”.

رسالة إنسانية

وأضاف نهاد، في تصريحات لقناة الغد، إن هذا الأمر يساعد في إرسال رسالة إنسانية وحملات التوعية بكل المخاطر التي تحيط بهؤلاء الناس الذين يحتاجون لدعم نفسي خاص من خلال الترفيه عنهم.

وحول فكرة صناعة الدمي قال: “إنها جاءت نتيجة غلاء الأسعار، لأن الدمى المستوردة قيمتها باهظة، موضحا أن سعر الدمية الواحدة يصل إلى ( 500 شيكل) أي ما يعادل ( 146 دولارًا)، ولكن عندما تمكنا من صناعتها محليا باتت أسعارها أوفر بكثير من المستورد قد لا تتعدى الـ( 200 ) شيكل ما يعادل ( 58 دولارًا)، وهذا فرق كبير.

ويضيف، “تمكنت أنا و زوجتي من صناعة الدمى واحدة تلو الأخرى حتى صنعنا 10 دمى وكنا نعمل على الطلب من المؤسسات والجمعيات ورياض الأطفال، ولكن وبكل صراحة بعد تفشي فيروس كورونا والحصار هذا أثر علينا كثيرا فقد اختفى عملنا ولم نعد نصنع الدمى أو نؤجر دمى للاحتفالات لأن الأمور صعبة.

لقمة عيش وترفيه

ويتلقى نهاد التشجيع والدعم المتواصل من زوجته زينب جربوع التي لديها طفلان “رهف وإياد”، تعبر عن سعادتها بعملهم قائلة: “أنا سعيدة وفخورة جدا بعملي هذا، لأنه يدخل السعادة والفرحة والبسمة على الصغار والكبار من الفئات المهمشة لأنهم يحتاجون من يدخل البسمة والترفيه”.

إلا أن وراء هذا الفرح والابتسامة معاناة أيضا من قبل الزوجين اللذين أرهقتهم صعوبة الحياة، فنهاد وزوجته زينب يعيشان في غرفة في بيت العائلة بأوضاع معيشية صعبة، بها حمام ومطبخ، وهذا كان الدافع لهم لصناعة الدمى من أجل كسب لقمة عيش والترفيه عن الصغار والكبار الذين ينهشهم المرض”.

وتقول الزوجة زينب: “في البداية كنا نواجه الكثير من الصعاب كيف يمكن أن نصنع الدمى ونحن لا نمتلك أي خبرات، و حينما لجأنا لمشاهدة فيديوهات حول عمليات تصنيع الدمى، سهل الأمر علينا كثيرا واخترنا أن نصنعها يدويا لأنها أقل تكلفة لنا، والحمد لله نجحنا بذلك”.

جسم بلا روح

ويطمح الزوجان المقعدان أن يستطيعا تطوير مشروعهما البسيط في صناعة الدمى يدويا، وذلك من أجل المساهمة في تنفيذ فكرتهم الأساسية بتقديم الدعم النفسي والتوعوي لفئات مختلفة من المجتمع، وكذلك ليكون مصدر دخل لهم لمساعدتهم على صعوبة الحياة بدلا من انتظار يد المساعدة من أحد.

يذكر أن صناعة الدمى البسيطة والتقليدية بدأت منذ القدم في مختلف أنحاء العالم، بقصد المرح والتسلية وتنمية مهارات الأطفال الاجتماعية عند مشاركتهم اللعب فيها معا بتناغم ومحبة، والدمى هي جسم بلا روح يمثل طفل إنسان أو أي شكل آخر له علاقة بالإنسان، وأحيانا تحتوي على ملامح مستوحاة من الحيوانات أو مخلوقات خيالية.

وظهرت الدمى إلى الوجود منذ بدايات الحضارة البشرية وتمت صناعتها من العديد من المواد كالحجر، الخزف، الخشب، العظم، الورق والقماش، البورسلين، المطاط والبلاستيك، و الدمى تقليديا تستخدم كلعب للأطفال، لكن أيضا يتم جمعها من الكبار لقيمتها الحنينية، جمالها، قيمتها التاريخية أو المالية، وتعتبر الدمي أحيانا من الديكورات التي تتواجد في المنازل بكثره لجمال شكلها وألوانها.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]