غزة.. عزف على العود ودروس تعليمية وسائل مقاومة الحجر المنزلي
في ظل استمرار الحجر المنزلي في قطاع غزة تزداد معاناة سكان القطاع لا سيما الأطفال، لذلك أخذ بعض كبار السن على عاتقهم تخفيف هذه المعاناة عن الأطفال كل على طريقته الخاصة، فمنهم من اختار العزف على العود بين أزقة المخيم للترفيه عن سكانه، وأخرى اختارت تقديم خبراتها العلمية لتدريس أبناء المخيم.
واختار توفيق شناعة ( 60 عاما) وسيلة للترفيه عن أبناء مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، من خلال العزف على العود، وذلك لإدخال البهجة والسرور على أبناء المخيم لاسيما الأطفال منهم، وذلك لتغيير أعباء الضغط الذى يتعرضون له بسبب الحجر المنزلي.
شناعة بكمامته الطبية وعوده يؤدي أغاني من التراث الفلسطيني، قال خلال حديثه لقناة “الغد”: “كل يوم أجلس أمام البيت في المخيم، وأعزف على العود أغاني يحبها الأطفال، وذلك من أجل التخفيف عنهم والتسلية أيضا، لأن فترات الحجر طويلة وكسر لحالة الملل أيضًا”.
وحول تقبل أبناء المخيم ما يقوم به، أوضح شناعة أنه يشعر بالسعادة الكبيرة وهو يجلس بين الصغار و الكبار ويقوم بالعزف، كونه يجد التشجيع من الجميع لمبادرته الترفيهية، قائلا:”أعزف وأغني بعض الأغاني العاطفية القديمة، والكبار في السن يحبون طرب الزمن الجميل زمن أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهما من مطربي زمان”.
وفي الوقت الذى يأمل به شناعة أن تتحسن الأوضاع وأن ينتهي كابوس فيروس كورونا، لتعود الحياة إلى طبيعتها، هناك في مدينة خانيونس جنوب القطاع أيضا نجد السيدة إكرام الأسطل ( 80 عاما)، وهى معلمة رياضيات اختارت أن تكسر روتين الحجر المنزلي بتقديم الدروس المجانية لأبناء حيها.
مساعدة الطلاب
تقول الأسطل خلال حديثها لقناة “الغد”، :”فترات الحجر ومنع التجول طويلة جدا، والطلاب يذهبون للمدارس بسبب فيروس كورونا، فأحببت تقديم المساهمة بتقديم المساعدة لطلاب المدارس من خلال تدريس مادتي الرياضيات والعلوم لأبناء الحي مجانا دون أي مقابل، خاصة لدي القدرة على العطاء في مجالي”.
وواصلت حديثها، “وحولت صالة في منزلي إلى فصل دراسي، فيأتي أبناء الجيران في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وأشرح لهم دروسهم، خاصة أنهم يتلقون دروسا عبر التعليم الإلكتروني، ما يزيد من صعوبة عملية الشرح من قبل المدرسين، وأنا أكمل لهم هذا الدور بشكل مباشر”.
وتشجع المعلمة إكرام الأسطل على متابعة التعليم الإلكتروني كونه سمة العصر في ظل التطور التكنولوجي، مشددة في الوقت نفسه على دور أولياء الأمور في متابعة أبنائهم و تقديم لهم المساعدة لا سيما في الصفوف الأولى من التعليم.
وانقطع طلبة غزة، عن الدوام المدرسي، يوم 24 أغسطس/ آب الماضي، بعد اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا، داخل المجتمع، وإعلان حالة طوارئ قصوى في القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الإثنين تسجيل حالة وفاة و73 إصابة جديدة و65 حالة تعافٍ من فيروس كورونا، لافتة إلى أنها أجرت 1877 فحصا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت أن إجمالي المصابين بكورونا في قطاع غزة منذ شهر مارس/آذار بلغ 3427 إصابة، منها 1403 حالات نشطة، و23 وفاة، فضلا عن تعافي 2001 حالة.
