غزة على مشارف كارثة بسبب نقص معدات الحماية من كورونا
في الوقت الذي يواجه فيه قطاع غزة فيروس كورونا، يواصل الحصار الذي فرضته إسرائيل قبل 14 سنة، تقويض كل الإمكانيات اللازمة لمحاربة الوباء، إذ أكدت وزارة الصحة في القطاع أن المختبر المركزي يعاني من نقص شديد في المعدات الطبية المستخدمة في الكشف عن الفيروس.
وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنها تعاني نقصاً حاداً في 65% من لوازم المختبرات وبنوك الدم، مما يؤثر على الفحوصات الأخرى التي يحتاجها مرضى كوفيد 19.
وحذر مختصون في المجالات الطبية والحقوقية خلال أحاديثهم لقناة ” الغد”، من التأثيرات الخطيرة لنقص الإمكانيات, وطالبوا الجهات المعنية محليا وإقليميا ودوليا بضرورة دعم المنظومة الصحية في قطاع غزة، داعين إلى ضرورة رفع الحصار المفروض على القطاع، خاصة أن هذه الأزمة ستؤثر سلبا على عملية التقصي الوبائي في القطاع.
استهلاك الرصيد المطلوب
وقال مدير عام الخدمات الطبية المساندة بوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أيمن الحلبي “منذ اكتشاف انتشار الحالات لفيروس كورونا في قطاع غزة، زاد الطلب على الفحص مما أدى إلى استهلاك الرصيد المطلوب.. وفي ظل الظروف التي يمر بها قطاع غزة والحصار، أصبح هناك نقص في المسحات الطبية “.
وأوضح الحلبي، أن منظومة الفحص تبدأ باستخلاص الحمض النووي المرتبطة بالتعرف على الفيروس، بالإضافة إلى المستهلكات المستخدمة، وجميع هذه البنود تعاني من شح في المختبر المركزي.
وأكد أن المختبر المركزي، سيتوقف عن العمل إذا لم يتم دعمه بمستلزمات كورونا، لافتا إلى أنه تم إطلاع وفد الحكومة الفلسطينية على مستلزمات القطاع الصحية، محذرا “نحن أمام أزمة خطيرة ونطالب بمساعدة عاجلة للمختبر المركزي”.
100 ألف مسحة
من جهته، قال بسام زقوت مدير المشاريع في الإغاثة الطبية “إن قطاع غزة يقبع تحت الحصار والإمكانيات ضعيفة جدا خصوصا الموازنات المقدمة لوزارة الصحة، ويوجد نقص كبير في المسحات الطبية، لأنه في الأمور الطبيعية نحتاج إلى 2000 مسحة يوميا في المختبرات، أي نريد 50 ألف مسحة شهريا وهي تكلف مليون دولار شهريا، إذا افترضنا ان وتيرة الحالة للفيروس ستبقى كما هي”.
وأوضح زقوت، أنه حال زيادة الوباء سيكون هناك حاجة لعدد أكبر للمسحات اليومية إذا تم فتح المدارس، وقد يصل إلى 100 ألف مسحة وذلك حسب الحالة الوبائية، وأضاف قائلا “هذا يعني أننا بحاجة من 2 إلى 3 مليون دولار تكفله للمسحات فقط.. بينما تأتي المسحات بشكل تبرعات، و لا يوجد إلا جهازين للفحص وفي حال تعطل أحد الأجهزة سيكون هناك تعطل كبير في القدرة على الكشف والرصد الوبائي”.
فك الحصار ودعم الجهاز الصحي
وحمل الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فضل المزيني، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية توفير الاحتياجات لقطاع غزة قائلا “إن المسؤولية الأولى تقع على الاحتلال الإسرائيلي في توفير كافة الاحتياجات الأساسية في قطاع غزة، فهو مطالب بفك الحصار وإدخال المواد المخبرية والأدوية المتعلقة بفحص كورونا”.
وأضاف المزيني “نشعر بالقلق الشديد في ظل نقص المواد المخبرية التي تحتاجها وزارة الصحة في قطاع غزة لإجراء فحص فيروس كورونا، هذا النقص قد يؤدي إلى كارثة حقيقية في قطاع غزة، لا سيما أن الجهاز الصحي في القطاع هش ويعاني من مشاكل عديدة، كذلك هناك نقص في الكادر الصحي المتخصص “.
ودعا الباحث الحقوقي، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، بالضغط على إسرائيل من أجل فك الحصار ودعم الجهاز الصحي في قطاع غزة لتحاشي كارثة صحية قد تؤثر على سكان قطاع غزة.
2791 إصابة بالكورونا
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، تسجيل حالتي وفاة و66 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية.
كما ذكرت الوزارة أنه تم تسجيل 66 إصابة جديدة بفيروس كورونا بعد إجراء 2243 فحصا، بينما تعافى 115 حالة جديدة من كورونا.
وأشارت إلى أن إجمالي المصابين منذ مارس/آذار الماضي بلغ 2791 إصابة، منها حالات نشطة حاليا 1595 حالة، وتعافي 1175 حالة ووفاة 21 حالة.
