يؤكد خبراء اقتصاد، أن الكل يتجاهل معاناة قطاع غزة بعد أن دخل «غرفة الإنعاش».. سواء من قبل السلطة الفلسطينية، أو الدول العربية، أوالمجتمع الدولي، وكأن «غزة» موجودة في «قاع» الكرة الأرضية لا يعبأ بمصيرها أحد !!
«اقتصاد غزة» لم يستفد من الوعود العربية، التي لم يتحقق منها سوى أقل 30 % من الدعم وإعادة التعمير، ولم يستفد أيضا من الوعود الدولية والعربية بتخفيف الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ العام 2007 ما أدّى لشلل شبه تام في معظم قطاعات الحياة.. والنتيجة على لسان مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لصحيفة «هآرتس» العبرية، أن «اقتصاد غزة على وشك الانهيار التام، وأن الوضع في غزة ما بين الصفر وتحت الصفر !!
الغرفة التجارية الصناعية في قطاع غزة، رسمت صورة سوداوية قاتمة، للأوضاع في القطاع، وقالت الغرفة في تقرير أصدرته قبل يومين، إن «معدلات البطالة ارتفعت إلى 46 في المئة، وإلى 67 في المئة في صفوف الخريجين الجامعيين، فيما بلغ عدد العاطلين من العمل ربع مليون، وتجاوزت معدلات الفقر 65 في المئة، وانعدام الأمن الغذائي لدى الأسر 50 في المئة»..فيما يستعد القطاع الخاص لخوض إضراب شامل بعد غدٍ الإثنين احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وحذر الخبير الاقتصادي المصري، د. فاروق عطية، من كارثة محققة في قطاع غزة، في ظل أجواء مأساوية يعاني منها القطاع .. وقال أستاذ الموارد الاقتصادية، للغد، هناك صورة مأساوية على المستوى الإنساني، تواجه باهمال دولي «متوقع» واهمال عربي «غير مبرر وغير منطقي»، وهناك أسباب واضحة تخنق القطاع من الحصار الإسرائيلي، وهو في واقع الأمر بدأ منذ العام 2006 ، مع الغموض المحيط بمعبر رفح من الجانب المصري، فالقطاع يحصد نتائج أوضاع سياسية فلسطينية داخلية، والعدوان الإسرائيلي المتواصل، وطائرات إسرائيل تحلق على مدار الساعة في كل أجواء غزة، وسفنها تطبق على بحر غزة، وهذا الحصار يطبق على مساحة قطاع غزة «الصغيرة جدا» حيث لا تتجاوز 362 كم2، وفي حقيقة الأمر فإن المساحة الفعلية المتاحة أقل من ذلك، حيث تقتطع إسرائيل 87 كم2 أي ربع مساحة القطاع وتعتبرها مناطق عازلة، ويعيش في القطاع نحو مليوني فلسطيني مما يجعله واحداً من أشد مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان.
وأضاف للغد : نحن أمام «حالة خاصة» لمساحة محدودة يوجد بها أكثر من 70% من اللاجئين الفلسطينيين، الذين هجّروا من وطنهم عام 1948، حيث تشير سجلات وكالة الغوث (الأنروا) إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها بنحو 5.6 مليون لاجئ (وهو الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين) من بينهم 24.1% في قطاع غزة، أي نحو 1،4 مليون لاجىء، بينما نجد الولايات المتحدة، أعلنت انها لن تصرف مساعدات غذائية قيمتها 45 مليون دولار تعهّدت الشهر الماضي بتقديمها للفلسطينيين، في إطار الجهود التي تقودها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقالت إنها ستعلّق مبلغاً منفصلاً قيمته 65 مليون دولار كانت تعتزم تقديمه للوكالة التي تخدم الفلسطينيين، وبينما تعاني (الأونروا) من عجز في الميزانية يصل إلى نحو 60% مما يزيد معاناة القطاع، وفي نفس الوقت لم يفِ عدد من المنظمات الدولية بمتطلبات إبقاء عشرات آلاف الفقراء والمرضى والجرحى والمعوقين والأيتام على قيد الحياة، ونجد أيضا أن 96% من مياه غزة غير صالحة للشرب، إما بسبب التلوث أو الملوحة.
ويرى اقتصاديون أن التراجع الحاد في القوة الشرائية بالأسواق؛ يكشف الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها سكان غزة، ولذلك فإن حركة واردات البضائع إلى القطاع تراجعت في الفترة الأخيرة بنسبة تصل إلى 60%، في ظاهرة غير مسبوقة.. ومن جانبه قال ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة في غرفة تجارة وصناعة قطاع غزة، في تصريح خاص لـ «الخليج أونلاين»: إن غزة حالياً دخلت فعلياً في مرحلة الانهيار الاقتصادي، وأن القطاع الخاص داخل غزة «اقترب من الانهيار الاقتصادي المحتوم».
