غزة.. محللون يقللون من جدية تهديدات إسرائيل بشن حرب على القطاع
قلل محللون سياسيون في قطاع غزة من جدية التهديدات الإسرائيلية بشن حرب حاسمة على القطاع، مرجعين ذلك لأسباب عدة بينها ما يرتبط بمصالحها الأمنية على الجبهة الشمالية.
كما اعتبر المحللون أن هذه التهديدات غالبا ما تكون مرتبطة بمحاولات كسب أصوات الجمهور اليميني في إسرائيل قبيل الانتخابات العامة المقبلة.
وصعدت إسرائيل في الفترة الأخيرة من لغة التهديد والوعيد بشن حرب قاسية ضد غزة للقضاء على القوة المسلحة لحركة حماس والجهاد الإسلامي، واستنفرت هيئة الأركان جنودها عبر تدريبات مكثفة استعدادا لحربٍ قد تكون طاحنة على أكثر من جبهة، إلا أن هذه المعطيات ربطها مراقبون في غزة من حيث التوقيت بالصراع الانتخابي داخل إسرائيل.
وأكد المحللون الفلسطينيون أن تهديدات زعيم حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس، بأن الحرب القادمة ضد قطاع غزة ستكون الأخيرة، والجيش مستعد لشن عملية واسعة النطاق بالقطاع تأتي في سياق اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية.
وقالوا في تصريحات لقناة الغد إن الفترة المقبلة لا يوجد فيها أي مؤشر على شن حرب واسعة مع قطاع غزة وستبقى حالة التوتر هي سيدة الموقف بالفترة الحالية.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم أبراش إن توقيت التصريحات له علاقة بموعد اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، إذ لا تجد الأحزاب الإسرائيلية إلا الدم الفلسطيني لرفع رصيدهم للفوز بالانتخابات.
وأضاف أبراش أن هذه التصريحات لعبة قديمة لدى الإسرائيليين للهروب من الضفة والتوجه إلى غزة التي بنظرهم هي المشكلة الأساسية التي تهدد الأمن القومي لهم، بسبب استمرار وجود حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المسلحة بالقطاع.
وتابع أن هذه التصريحات بمثابة تصدير للمشاكل الداخلية في إسرائيل وتحريض الرأي العام على غزة”.
بدورة، قال المحلل السياسي حسن عبده إن هذه الجنرالات لا تستطيع حسم معركة قطاع غزة كما تدعي وهم يكذبون على الرأي العام الإسرائيلي”.
وأضاف أن المعركة تشتد بين قوى الجيش بقيادة الجنرالات مع اليمين الإسرائيلي المهيمن على إسرائيل، وهذه هي المعركة الانتخابية الجارية والتهديدات هي جزء من هذا الصراع”.
وتابع أنه من غير المتوقع أن تكون هناك حرب واسعة على قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، ولا مؤشر على ذلك لكن ستبقى حالة التوتر هي سيدة الموقف طالما استمر الحصار على القطاع”.
وكان زعيم حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس قال إن “الحرب القادمة ضد قطاع غزة ستكون الاخيرة”، مؤكدا استعداد الجيش لشن عملية واسعة النطاق.
وأضاف غانتس: “لو لم يتحقق هدوء تام في الجولة التالية سنهزم حماس، وسنغتال قادتها، ولن يكون هناك خيار آخر وسنتوجه لعملية واسعة النطاق في غزة لفترة من الوقت كما نريد”.
ومن المقرر أن تجري انتخابات الكنيست الإسرائيلي في السابع عشر من سبتمبر المقبل، إذ يطلق المرشحون تصريحات دعائية ومتفجرة لجذب الأصوات في الانتخابات.
