غزة.. 97% من آبار مياه الشرب لا تتوافق مع معايير الصحة العالمية
ذكرت سلطة المياه في قطاع غزة، أن 97% من الآبار الجوفية التي تزود الفلسطينيين بمياه الشرب في قطاع غزة لا تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية، وذلك بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي، ونتيجة البطء في تنفيذ مشاريع تؤدي إلى حل الأزمة.
وقال نائب رئيس سلطة المياه في غزة المهندس مازن البنا، “إن قلة مصادر المياه في القطاع الذي يقطنه 2 مليون نسمة ويعد الأكبر كثافة سكانية في العالم، تسببت بمشاكل كبيرة، خاصة أن المتاح فقط هو من الخزان الجوفي وهي مصادر متجددة تزيد على 50 مليون متر مكعب سنويا، في المقابل نحن نستخرج من هذا الخزان 200 مليون متر مكعب، ونحن نتحدث عن عجز كبير في مصادر المياه”.
ولفت البنا في حديث لقناة “الغد”، إلى أن هذا أدى إلى تداخل مياه البحر وارتفاع نسبة الأملاح، وخاصة مياه الشرب، ونجد أن أكثر من 97% من الآبار التي تزود المواطن الفلسطيني بالمياه لا تتوافق مع معايير الصحة العالمية.
وتابع: لدينا أيضا مشكلة في ارتفاع تركيز النترات خاصة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، إذ يصل تركيز مركب مياه النترات إلى 600 ملجرام في اللتر، وهو تقريبا 12 ضعف مما أوصت به منظمة الصحة العالمية بخصوص مياه الشرب، لأن التركيز يجب أن يكون 50 ملجرام للتر.
وأرجع البنا الأمر تاريخيًا إلةى الاحتلال الإسرائيلي وكذلك عدم وجود شبكة صرف صحي في هذه المنطقة، واعتمد المواطن الفلسطيني على آبار المجاري والحفر الامتصاصية، ما أدى إلى زيادة رداءة المياه الجوفية في هذه المنطقة، و على مدار العشرين عاما الماضية تم تطوير لهذه الشبكة ونتحدث عن 50 – 60 % من مدينة خانيونس تحتوي على شبكة صرف صحي.
وقال: “نواجه أيضا تحدي الحصار على قطاع غزة، والبطء في تنفيذ المشاريع الخاصة لحل أزمة المياه في القطاع، ونحن كسلطة المياه لدينا مشاريع استراتيجية لحل أزمة المياه في قطاع غزة وتم تنفيذ بعضها، لكن لا نزال نعاني من مصادر الطاقة المطلوبة لتشغيل هذه المرافق التي أنفق عليها الملايين من الدولارات، وفي بعض الأحيان هذه المشاريع موجودة وجاهزة للعمل لكن دون وجود الطاقة لا يستفاد منها بالشكل المطلوب منها”.
وعن الحلول المطلوبة قال البنا: “نحن بحاجة لإنشاء محطة مركزية لتحلية مياه البحر والتي يمكنها أن تنتج 65 مليون متر مكعب خلال العام الواحد، وهذا المشروع لم يبدأ تنفيذه، لذلك لا تزال أزمة المياه موجودة فيما يخص مياه الشرب وكذلك كمية تلك المياه التي تصل المواطن الفلسطيني”.
وأكمل: لأن معدل ما يصل المواطن الفلسطيني في بيته من 70 – 90 لترا للشخص في اليو ، وهو أقل من المعدل التي أوصت به منظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص وهو من 100 – 150 لترا في اليوم، و هذا يسبب نقصا وشحا للمواطن الفلسطيني ناهيك عن جودة المياه التي تصله.
ودعا البنا إلى الإسراع في تنفيذ هذه المشاريع، لأن عملية البطء في تنفيذها يؤدي إلى تباطؤ في حل الأزمة وبالتالي تبقى المعاناة مستمرة للمواطن الفلسطيني، وأيضا استمرار استنزاف الخزان الجوفي، وهذا يؤدي إلى المزيد من التدهور في نوعيته نتيجة تداخل مياه البحر وعملية الضغط من خلال استخراج كميات كبيرة من هذا الخزان مقارنة بالتغذية الطبيعية المتجددة لهذا الخزان.
