غضب البرلمان المصري من تصعيد نظيره «الإيطالي»

كشفت مصادر برلمانية مصرية، أن القاهرة قررت تخفيض مستوى مشاركتها في اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والذى يعقد في روما، احتجاجا على قرار البرلمان الايطالي الذى صدر مؤخرا، وأيد فيه قرار مجلس الشيوخ بتعليق تزويد مصر بقطع غيار طائرات حربية على خلفية مقتل باحث الدكتوراه الإيطالى جوليو ريجينى، فى القاهرة فبراير الماضي.

وكان الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب قد أعرب فب بيان له، عن استيائه الشديد من قرار مجلس النواب الايطالى بتأييد وقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات “إف 16” الحربية، بسبب حادث مقتل ريجيني، معتبرا أن هذه الخطوة تعكس توجها نحو التصعيد من البرلمان الإيطالى مما قد يكون له نتائج سلبية على العلاقات الثنائية بين البرلمانين، التي اتسمت دوما بالعمق والتميز والحرص على إعلاء المصالح المشتركة.

وقال إن إقدام مجلس النواب الإيطالي على هذه الخطوة في الوقت الذى تواجه فيه مصر حربا شرسة ضد الإرهاب إنما يمثل خلطا للأوراق على نحو لا داعى له يؤثر سلبا على قدرة مصر على موجهة التنظيمات الإرهابية، خاصة في ظل استمرار التواصل والتعاون بين الجهات القضائية في كلا البلدين للوقوف على ملابسات مقتل الشاب الإيطالي، وفى ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة الدقة، يتمدد فيها خطر التنظيمات الإرهابية على نحو غير مسبوق.

وأعرب السفير محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، عن استياءه من قرارات مجلس الشيوخ الإيطالي الأخيرة، والتي تطالب بوقف بعض التعاملات التجارية بين مصر وإيطاليا على  خلفية مقتل الطالب ريجنيي، مؤكدا أنه لم يتوقع أن تصل علاقة القاهرةمع روما إلى هذا الحد.. ومن جانبه أكد وكيل لجنة العلاقات الخارجية، طارق رضوان، أن مصر تملك أدوات الرد على مجلس الشيوخ الإيطالي، من وقف التعاون في قضية الهجرة غير الشرعية، ووقف التنسيق بين البلدين في الشأن الليبي، ووقف اتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والبترول والغاز ، ولكن مصر لا تريد التصعيد وتسعى لإحتواء الأزمة .

ودعا مجلس النواب وزير الخارجية سامح شكري لاجتماع طارئ مشترك مع لجان «العلاقات الخارجية والشئون الأفريقية والشئون العربية والأمن القومي» بشأن قرار البرلمان الإيطالى ضد مصر .. وأكد النائب محمد أنور السادات ،رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أن رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال وجه بعقد إجتماع عاجل، لهيئة مكاتب لجنة العلاقات الخارجية والدفاع والأمن القومي ولجنة حقوق الإنسان، لوضع تقرير وتقدير موقف ومقترحات للخروج من الأزمة بعد قرار البرلمان الإيطالى بتأييد قرار مجلس الشيوخ الايطالى بتعليق تزويد مصر بمهمات ومعدات عسكرية .. وأوضح السادات أن هذا الإجتماع يأتي أيضا بعد طلبات العديد من النواب بإعادة النظر في الإتفاقيات الإقتصادية والبترولية الموقعة بين مصر وإيطاليا وكذلك آثار وتداعيات قرار البرلمان الإيطالي على خطط مصر في مكافحة الإرهاب.

و أشار السادات إلى أن تصعيد المواقف ليس فى صالح الجانبين البلدين حيث أن هناك العديد من مجالات التعاون الثنائى والإقليمى والدولى بين مصر وإيطاليا وفى مقدمتها ملف الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر المتوسط وأيضا الأوضاع فى ليبيا وغيرها من الملفات والقضايا التى تحتاج إلى إعادة نظر.

ورغم ما تردد عن توجه وفد برلماني مصري ، برئاسة السفير محمد العرابي، إلى روما .. نفى النائب عماد جاد عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن تكون  زيارة السفير العرابى  للتفاوض مع الجانب الإيطالى على القرار الأخير بتعليق تزويد مصر بقطع غيار طائرات حربية. وهو  ما أكده العرابى نفسه بأنه  لم يأت إلى العاصمة الإيطالية من أجل بحث قضية ريجينى، وإنما لحضور فاعليات اجتماع مكتب الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، ممثلا عن رئيس مجلس النواب على عبدالعال.

ومن جهة أخرى كشف المستشار عدلى حسين، محافظ القليوبية الأسبق، ورئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية التى تضم 500 محافظ وعمدة من دول الأورومتوسطى، أنه أبلغ السلطات المصرية منذ شهور عقب عودة الوفد القضائى الذى ترأسه من زيارة للعاصمة روما بوجود اتجاه لدى البرلمان الإيطالى والبرلمان الأوروبى لإصدار توصيات وقرارات بحظر تزويد مصر بقطع غيار الطائرات الحربية وبعض المهمات الشرطية والمعدات. وقال “حسين”: هذه المعلومات وصلتنى من مصادرى الخاصة فى لجنة الشراكة الأورومتوسطية، وقد أبلغت السلطات المصرية بهذه المعلومات حتى تتنبه، وعلمت أن هذه المعلومات لديهم، ثم فوجئنا بالقرار الأخير، وهو ما يشير إلى أن الاتحاد الأوروبى يبطن عكس ما يظهر فى التعامل مع مصر وما زال لا يحمل أى ود للنظام الحالى فيها.