غضب عارم من تصريحات منصور عباس حول الأسرى الفلسطينيين
الفصائل الفلسطينية: مخزية ومشينة وتساوق مع الاحتلال
أثارت تصريحات القيادي بـ”الحركة الإسلامية” في فلسطين المحتلة 48 وعضو الكنيست الإسرائيلي منصور عباس، ردرود فعل غاضبة ومتصاعدة بين صفوف الفلسطينيين بعد وصفه الأسرى في سجون الاحتلال بـ”المخربين”.
وقرر عباس الذي يترأس “القائمة العربية الموحدة” التابعة للحركة الإسلامية- الفرع الجنوبي، الانشقاق عن القائمة المشتركة وخوض الانتخابات بقائمة منفردة، خاصة أنه تحدث مؤخرا عن رغبته بالتعاون مع رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو.
دعم رواية الاحتلال
وأدان رئيس نادي الأسير قدورة فارس، تصريحات القيادي بـ”الحركة الإسلامية” منصور عباس، “بوصف أبطال المقاومة والمقاتلين من أجل الحرية من أبنائنا وبناتنا الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، بالمخربين”.
وأضاف فارس في بيان، أن منصور عباس، ينخرط في الترويج لرواية الاحتلال، ويسخر نفسه ليكون بوقاً مأجوراً يردد روايته، في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال بكل أدواته إلى وصم نضال الشعب الفلسطيني بـ”الإرهاب”.
ودعا فارس، منصور عباس، “للاعتذار للشعب الفلسطيني، وللأسرى والأسيرات الأبطال في سجون الاحتلال، والتوقف عن دوره الذي حوّله إلى أداة طيعة في يد نتنياهو”.
وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم: “إن تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي منصور عباس التي وصف فيها الأسرى بأنهم “مخربون”، مشينة ومعيبة وتعكس انحدارا قيميا وأخلاقيا “.
وأوضح قاسم، “أن تصريحات عباس تمثل تبنيا لرواية الاحتلال وتساوقا مع خطاب نتنياهو ضد أسرانا الأبطال الذين ناضلوا من أجل حرية شعبهم”.
تصريحات خيانية
واستنكرت الجبهة الشعبية، بشدة تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي منصور عباس، مؤكدةً أنها تصريحات خيانية لا تمثل الشعب الفلسطيني من قريب أو من بعيد، وتكشف عن الدور المشبوه لهذه الشخصية المنبوذة كأداة طيَعّة في يد الاحتلال.
ودعت الجبهة الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل إلى مقاطعة هذه الشخصية “المسخ” التي نَصبّت نفسها صوتاً للاحتلال ولترويج روايته الخبيثة التي تستهدف الرواية والهوية الوطنية الفلسطينية، مؤكدة أن هذه الشخصيات طارئة وعابرة في المشهد الفلسطيني ولن تجد مكاناً لها إلا مزبلة التاريخ، في الوقت الذي تُسجل فيه الحركة الأسيرة نفسها بحروفٍ من ذهبٍ في تاريخ نضال شعبنا والرواية الوطنية الخالدة.
توصيف غير موفق
من جانبها، أصدرت الحركة الإسلامية بياناً، وصفت فيه تصريحات عباس حول الأسرى “بغير الموفّقة”، مشيرةً إلى أنه “لم يتطرّق للقائه مع حماس، وتلميحاته حول معرفة من كان عليه أن يعرف باللقاء أي مثلاً المخابرات الإسرائيلية”.
وأكدت “الحركة الإسلامية” أن التوصيف الذي استخدمه عباس في المقابلة في نشرة”الأخبار 12″ الإسرائيلية هو “توصيف غير موفق”، وكان من الأجدر به “استخدام التعريفات العربية الفلسطينية.
وكان عباس منصور تحدث عن لقاء جمعه مع الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، د. خالد مشعل، والذي وفق قوله جاء في إطار “مبادرة السلام الدينية” بالمشاركة مع نائب وزير التعليم الإسرائيلي السابق، الحاخام ميخائيل مالكيئور.
وأضاف عبّاس، أن “كل من كان يجب أن يعرف حول هذا الشأن عرفوا به”، مشدداً على أن “اللقاء جاء بهدف الدفع بقضايا تتعلق بالسلام، دون المس بأمن الدولة”.
وأضاف، أن “وضع منصور عباس في خانة الداعم للإرهاب، أو في خانة من يُعانق مخربين، كما يحاولون وسمي هذا لم يحصل على الإطلاق”، مضيفاً “من نشر أنباء حول زيارتي إلى السجن ولقائي بمخربين ومعانقتي لهم، هذا غير صحيح على الإطلاق”.
دور تخريبي لمنصور عباس:
ولعب القيادي في الحركة الإسلامية، منصور عباس دورا تخريبيا وتدميريا لصالح نتنياهو وحزب الليكود ، بعد الانشقاق الذي نفذه عن القائمة العربية المشتركة التي تمكنت من مواجهة نتنياهو ومنعه من تشكيل حكومة في الفترات السابقة.
وبالتوازي مع ذلك الانشقاق الذي وصف بـ”المشبوه”، أعلنت أحزاب القائمة العربية المشتركة، الخميس الماضي خوض الانتخابات العامة المقبلة في إسرائيل معا، وذلك بعد خروج “القائمة العربية الموحدة” التابعة للحركة الإسلامية وخوضها الانتخابات بشكل منفردة.
وبحسب الاتفاق الذي وقع في مقر القائمة المشتركة في شفاعمرو، فإن الجبهة ستحصل في المقاعد العشرة الأولى على 4 مقاعد، والتجمع على 3 مقاعد، والعربية للتغيير على 3 مقاعد.
وسيرأس القائمة النائب العربي أيمن عودة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة القائمة المشتركة يليه أحمد الطيبي من الحركة العربية للتغيير ومن ثم سامي أبو شحادة من التجمع الوطني الديمقراطي، وبعد ذلك عايدة توما سليمان وأسامة السعدي وعوفر كسيف وهبة يزبك ويوسف جبارين وجمعة الزبارقة وسندس صالح وجابر عساقلة.
ورأى محللون وفق ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية “مكان”، أن هناك إمكانية ألا تفلح القائمة الموحدة – الحركة الإسلامية في اجتياز نسبة الحسم، ما يؤدي إلى إضاعة أصوات عديدة ويخشى أيضا أن انشقاق القائمة المشتركة سيفضي إلى إقبال ضعيف على صناديق الاقتراع.
فيما يرى محللون آخرون، أن خوض الانتخابات بقائمتين قد يؤدي إلى زيادة عدد المقاعد العربية في “الكنيست”، إذ إن من شأن التنافس بين القائمتين أن يحث الناخبين على التصويت.
