غضب في الشارع الأردني .. وإحالة “ناهض حتر” للتحقيق اليوم

 

في تحرك غير مسبوق، أجمع الشارع الأردني، بمختلف طوائفه ، من المثقفين والسياسيين والإعلاميين، على إدانة الكاتب الصحفي الأردني، ناهض حتر، والذي يمثل اليوم أمام مدعي عام عمّان، للاستماع لأقواله حول ما نشره على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، واعتبر من قبل الحكومة ومواطنين وفاعليات  مدنية وسياسية “إساءة للذات الإلهية”.

942255fd-070b-4fe8-aa49-fd2b5712aff5
كان “حتر” قد نشر على صفحته رسما كاريكاتوريا، مزودا بعبارات اعتبر أنها “تحمل إساءات للذات الإلهية”، فيما أوعز رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي أول من أمس، بالقبض على حتر وتحويله للحاكم الإداري، قبل أن يقوم حتر بشطب صفحته التي تداولها العديد من المواطنين.. وفي مواجهة عاصفة ردود الفعل الغاضبة،  قام “حتر” بإغلاق هاتفه النقال، والفرار من منزله، متواريا عن الأنظار، وعاد أمس لتسليم نفسه لمحافظ العاصمة.. ومن المرجح ، بحسب مصادر قضائية، أن توجه إليه تهمة  “إثارة النعرات الطائفية والمذهبية”.

57adeaca1149f
ومن جهته، نفى الكاتب الأردني،  الإساءة للذات الإلهية، قائلا إن الكاريكاتير “يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهية عما يروّجه الإرهابيون”.. بينما طالب صحفيون وإعلاميون أردنيون، بتشكيل “محكمة كنسية” لمحاكمة ومحاسبة ناهض حتر، على تطاوله المنكر على الذات الإلهية، وذلك أسوة بزملاء كتاب وصحفيين سبق إحالتهم إلى “محاكم شرعية” حين اتصلت التهم الموجهة إليهم بالدين ومقدساته، ولابد من المعاملة بالمثل.
وأكد سياسيون ومثقفون أردنيون، في تصريحات خاصة لـ “الغد”، أن هناك ثوابت ومقدسات  يحرص عليها ويحميها المجتمع الأردني، أما ما يقال عن  حرية التعبير ، فهي مصانة للجميع، لكن ضمن المحددات الدستورية والقانونية، وأن غضبة الشارع الأردني ، تمثل رادعا لكل من تسول له نفسه التطاول على المقدسات وحرمة الدين والعقيدة.. ومن جانبه، أوضح  فيصل البطاينة، محامي “حتر”، أن الشكوى التي وردت ضد حتر هي الإساءة للذات الإلهية، وان دعوى الحق العام جرى تحريكها من قبل رئيس الوزراء، الذي أوعز إلى وزير الداخلية سلامة حماد، مساء الجمعة، بالتحقق بما نسب إلى الكاتب ناهض حتر حول ما نشره.

171821_27_1471032194

وتصاعدت حدة ردود الفعل داخل الشارع الأردني، وأعرب رئيس مجلس النقباء، نقيب الأطباء علي العبوس، عن استيائه والمجلس من “تصوير الذات الالهية بصورة استهزائية من أحد الكتاب”..وقال في بيان باسم مجلس النقباء : إن التطرف ليس فقط في الرصاصة التي تقتل أو السكين الذي يذبح، وإنما أيضا في الحرف والرسم الأحمق الذي يثير النعرة ويعتدي على مقدسات ومعتقدات المواطنين، ولم يكن لأي أردني حاجة إلى رسم يصور الذات الإلهية بهذا الشكل السيئ والمستفز، فهذا فعلٌ يصنع أزمة من لا شيء، ويهدد السلم المجتمعي.
ووجهت النقابات المهنية في الأردن،  رسائل إلى كبار المسؤولين، من بينهم رئيس الوزراء، ومفتي المملكة، وقاضي القضاة ، “استنكرت فيها حادثة تصوير الذات الالهية بصورة استهزائية .. وأكدت أن الكاتب استغل الظروف الراهنة لتنفيذ أجندة تؤذي السلم الاجتماعي ووحدة الأمة، حيث جاء نشر الرسم الكاريكاتوري بذريعة (كيف يرى الدواعش ربهم)!

hatar
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الأردني، محمد كعوش، لـ “الغد”، ان “حتر” تجاوز كثيرا الخطوط الحمراء، ولا يقبل أي أردني الإعتداء على  مقدسات ومعتقدات المواطنين بهذا الشكل السيئ المستفز .. وقال : لم يجرؤ أحد،  ولن يجرؤ ، على التلويح بمصطلح حرية التعبير، حيث لا يعقل أن نتطاول على مقدساتنا وعقيدتنا باسم حرية التعبير، والتي  يجب أن تحرص أولا على أن يبقي هذا الوطن بكل مكوناته واحدا موحدا لا يختلف او ينقلب جزء منه على آخر.. وأضاف : هذه فتنة يجب وأدها بالقانون.

 

وأكدت صحيفة الرأي الأردنية، شبه الرسمية، أن تلك الواقعة  تعبر عن  نتائج التطرف والغلو وخصوصاً في ادعاء الحكمة واحتكار الحقيقة التي يذهب اليها نفر من المثقفين او أدعياء الثقافة والذين تستهويهم لعبة الاستعراض عبر التعرض للأديان والمسّ بمشاعر المؤمنين بأي دين سماوي، مستندين إلى  أن «الموضة» الآن هي تأجيج الكراهية والعداء للإسلام بما هو دين سمح ودين محبة وإخاء وتعايش، لم يَرَ في الأديان السماوية الاخرى عدواً أو مجالاً للمواجهة والاستقطاب، فالدين لله جلت قدرته وتعالى اسمه. لهذا كله انتهز كارهو الاسلام وأعداؤه الفرصة التي أتاحها نفر ضال وتكفيري وارهابي من ادعياء الاسلام، كي يُحملوا الاسلام مسؤولية أعمال خوارج العصر وبالتالي قام هؤلاء ويقومون بتصفية حساباتهم الشخصية أو المشبوهة مع الاسلام عبر الزعم الكاذب بأن هؤلاء هم الوجه الآخر للإسلام، وهم في ذلك مخطئون ومُضللِون.

85840005368432106798

وقالت الصحيفة، الأكثر انتشارا في الأردن :  يجدر بالذين يراهنون على وضع انفسهم في موضع العلمانية والاستخفاف بالأديان ومشاعر المؤمنين مسلمين ومسيحيين على حد سواء، أن يقفوا ويفكروا جيداً وطويلاً في المخاطر والشرور التي يدفعون المجتمعات المتجانسة اليها، وما يمكن أن يترتب على ترهاتهم ومزاعمهم وخزعبلاتهم من آثار ونتائج مدمرة وكارثية اذا ما سُمح لأفكارهم المسمومة هذه أن تجد لها أرضاً خصبة، أو فرصة لتمرير خطاب ينهض على أفق مشبوه، يأخذ تلك المجتمعات الى الحروب الأهلية والطائفية والمذهبية والدينية .

 

وطالبت الصحيفة، بالضرب على أيدي هؤلاء العابثين بيد من حديد في اطار القانون الذي يعلو ويسمو على أفكار هؤلاء السوداوية والظلامية حتى لو تقنّعت بشعارات براقة أو استخدمت اساليب حداثية يظن كثيرون انها تستهوي فئات وشرائح من الشباب المتحمس لكنها في الواقع سموم يجب القضاء عليها قبل ان تفتك بمجتمعنا وتحيل امنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي والوطني الى اشلاء وخرائب.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]