دعت مؤسسات رسمية مقدسية ونشطاء، كافة أبناء الشعب الفلسطيني ومن يستطيع الوصول إلى مدينة القدس، للتوجه إلى المسجد الأقصى للرباط والاعتصام والمشاركة في أداء الصلوات في منطقة “باب الرحمة” داخل المسجد، بدءاً من صلاة ظهر اليوم الإثنين، في أعقاب إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق الباب بالأقفال والسلاسل الحديدية ليلة أمس الأحد، ضمن إجراءاتها الهادفة إلى تهويد الأقصى ومدينة القدس والسيطرة عليها.
وقال شهود عيان، إن قوات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت الليلة الماضية، وشرعوا بوضع أقفال جديدة على باب الرحمة، لمنع الأوقاف الإسلامية من فتحها أو استخدامها.
يُذكر أن الاحتلال كان قد أغلق مبنى “باب الرحمة” الواقع في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى منذ عام 2003، ومنذ ذلك الوقت تصدر شرطة الاحتلال قرارًا بإغلاقه لمدة عام يتم تجديده باستمرار.
ولجأت قوات الاحتلال في الآونة الأخيرة إلى منع المصلين من الاقتراب من المنطقة، بل منعت حراس وسدنة المسجد من الاقتراب من المستوطنين في المنطقة خلال فترة الاقتحامات، فضلاً عن تصريحات صدرت عن جماعات الهيكل المزعوم تؤكد نيتهم اقتطاع منطقة باب الرحمة لإقامة كنيس يهودي يكون بمثابة “حائط مبكى” جديد داخل المسجد الأقصى.
أوضح فراس الدبس مسؤول العلاقات العامة والإعلام، بدائرة الأوقاف الإسلامية، أن أفرادا من شرطة الاحتلال قاموا بوضع أقفال ومفاتيح وسلسلة على باب الرحمة، ردا على قيام أعضاء مجلس الأوقاف بأداء صلاة الظهر الخميس الماضي في المكان.
وأشار إلى أن هناك جهود و اتصالات مكثفة تجري بين أعلى المستويات في الحكومة الأردنية والسلطات الإسرائيلية، للمطالبة بإزالة القفل والسلاسل عن باب الرحمة، مؤكدا على خطورة هذه الخطوة.
ويقع باب الرحمة في الجهة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، ويعتبر أحد أبوابه التاريخية، ويطلق عليه اسم ”الذهبي“، ويقع على بعد 200 متر جنوبي باب الأسباط في الحائط الشرقي للسور الذي يحيط بالأقصى الذي تبلغ مساحته 144 دونما.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد اتخذت خلال الأعوام الماضية سلسلة اجراءات عنصرية في المسجد الأقصى من بينها منطقة باب الرحمة، بهدف تهويد الأقصى والسيطرة عليه من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة “جبل الهيكل” وغيرها من الجماعات المتطرفة، ومن بين تلك الإجراءات، الاعتداء على المقدسات والمقابر والمقامات الإسلامية، اقتلاع عدد من الأشجار، وتخريب الساحات التي تم ترميمها مؤخرا بهدف الصلاة فيها، وإقامة نقطة مراقبة في منطقة باب الرحمة، والقيام بعمليات اعتقال وملاحقة للحراس والعاملين، والسماح للمستوطين باقتحام المنطقة واداء طقوس تلمودية استفزازية.
