تتواصل التظاهرات دون هوادة في فرنسا الأحد، للأسبوع الثالث على التوالي احتجاجا على مشروع قانون “الأمن الشامل”، وتخوفا من أنه قد يؤدي إلى تقييد الحريات في البلاد.
وتجمع آلاف المحتجين في باريس ومدن فرنسية أخرى بدفع من النقابات والجمعيات وحركات يسارية وسط انتشار أمني مكثف خصوصا في باريس، لتجنب تكرار أعمال العنف التي سجلت في التظاهرتين السابقتين.
وسجل اعتقال ما لا يقل عن 100 شخص في باريس ما أثار توترا في صفوف المشاركين بالمسيرة الباريسية لكن لم تسجل أي حادثة خطيرة، الامرؤ الذي يفتح باب التساؤل حول الحريات في فرنسا.
وأثار المشروع انتقادات منذ أسابيع، ويعتبر معارضو القانون أن المادة 24 الأكثر إثارة للجدل، إذ تنص على عقوبة بالحبس سنة وغرامة مالية كبيرة، لبث صور لعناصر من الشرطة بدافع سوء النية، وهو ما اعتبروه تقييدًا للحريات.
وحددت الحكومة الفرنسية للبرلمان الفرنسي مهمة إيجاد صياغة جديدة للمادة 24 على أن يعرض على مجلس الشيوخ في يناير/ كانون الثاني المقبل.
في هذا السياق، أكد كامل المرعاش، الكاتب الصحفي، أن “قانون الأمن الشامل” لن يضيف شيئا جديدا ولكنه موجه لفئة معينة تثير الشغب ولا يتم التعرف على هويتهم.
وأوضح المرعاش أن هناك ترسانة من القوانين الفرنسية في أدراج المحاكم، وهذا القانون الجديد لن يضيف شيئا خصوصا إذا فرغ من محتواه بشأن المادة 24 وهي مادة جوهرية أصر عليها وزير الداخلية الفرنسي.
وأكد المرعاش أن الفرنسيين تظاهروا ضد هذ القانون لأنهم شعروا بتقييد الحريات.
من جانبه قال نضال شقير، أستاذ التواصل والعلاقات الحكومية، إن هذا المشروع سلبي أكثر منه إيجابيا، موضحا أن هناك تحديات أمنية في فرنسا، مشيرا إلى أنه قانون جيد من منظور أمني.
كما أكد شقير أن القانون مهم جدا لحماية رجال الشرطة، وحرية التعبير في فرنسا مقدسة، ولكن رجال الشرطة تعرضوا للضرب والسحل خلال مسيرات “السترات الصفراء” مؤخرا.
جدير بالذكر أن الحركة الاحتجاجية انطلقت ضد مشروع القانون بدفع من النقابات والجمعيات وحركات يسارية، وجرت تظاهرة أمس السبت وسط انتشار أمني مكثّف خصوصا في باريس.
ومنذ أسابيع، يثير مشروع القانون الذي تبنّته الجمعية الوطنية انتقادات حادة من اليسار والصحفيين والمنظمات الحقوقية غير الحكومية.
ويعتبر معارضو مشروع القانون أن النص يحد من حرية الصحافة، ومن حرية التعبير والتظاهر ويؤسس لـ”مراقبة جماعية”.
وتعزّزت هذه المخاوف بعد نشر تسجيل يظهر تعرّض شرطيين لمؤلف موسيقي أسود بالضرب في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
