كانت الأجواء حماسية ملهمة في ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائرية خلال فعاليات الجمعة الحادية عشر من التظاهرات المطالبة برحيل ما تبقى من نظام الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وعلى الرغم من مرور ما يقارب الثلاثة أشهر من الاحتجاجات، لكن طول المدة لم يزد المتظاهرين إلا إصرارًا على مواصلة الطريق الذي صنعوه لاسترداد وطنهم، والوصول به لبر الأمان.
المشهد الأول: مسنة تشعل حماس المتظاهرين
تقف السيدة المسنة وسط المتظاهرين، وهي ترفع علم الجزائر، وتغطي عنقها بآخر، لم يمنعها الرحلة الشاقة من شرشال إلى ساحة البريد المركزي عن الغناء بكل قوة في حب وطنها.
كانت تطلق الأناشيد الوطنية بنبرة حماسية وتغالبها الدموع، كأنها تبكي من شدة حبها لبلدها، فألهمت تلك السيدة حماس المتظاهرين خلال فعاليات الجمعة الحادية عشر.
المشهد الثاني: كفيف يلتف حوله الجميع
في مركز دائرة صنعها المتظاهرون الجزائريون بساحة البريد المركزي، وقف شاب كفيف يبدو من هيئته انتمائه لأسرة فقيرة، يردد أناشيد وطنية، بينما يلبي الجميع نداءه.
ذلك الشاب لم تمنعه الظروف من الانضمام للمتظاهرين في احتجاجهم ضد النظام الحالي، فكان مندمجًا لأقصى درجة لإيمانه بالفكرة التي نزل من أجلها إلى ساحة الاحتجاج.
المشهد الثالث: رسالة من قلب الميدان
في محاولة منه للتأكيد على مواصلة المتظاهرين احتجاجاتهم، وجه أحدهم خطابا للسلطة الحالية مفاده أن هناك تناقضا شديدا في تعاملها مع المحتجين، فمرة تؤكد على احترام مطالب الشعب ومشروعيتها، وأحيانا تظهر تمسكها بالسلطة.
كان ذلك الرجل يحمل خطاب في يده، ويلتزم بنص الرسالة التي كتبها خصيصا لتوجيهها إلى النظام من موقع التظاهر.
وتوافد المتظاهرون، اليوم الجمعة، على وسط العاصمة الجزائر وذلك للجمعة الحادية عشر على التوالي.
ويطالب المتظاهرون برحيل جميع رموز نظام بوتفليقة وعلى رأسهم الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي . كما يطالب المتظاهرون بمحاسبة الفاسدين.