فؤاد أبو حجلة يكتب: على باب المرحلة

بكل المقاييس كان اجتماع “القيادة الفلسطينية” الأخير في رام الله يوم الإثنين مخيبا للآمال ودون مستوى التوقع وحراجة اللحظة السياسية، وكان كل ما قرأناه عن هذا الاجتماع خطاب للرئيس عباس تناول بعض خطوات الحد الأدنى ولم يستجب لموقف الشارع الفلسطيني الذي وفر له رافعة قوية لاتخاذ مواقف أكثر فاعلية وفي مقدمتها التحلل من اتفاق أوسلو المشؤوم ووقف التنسيق الأمني المعيب مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي.

 

 

بالطبع جاء الاجتماع متأخرا كثيرا، وكان ينبغي لاجتماعات القيادة الفلسطينية أن تكون في حالة انعقاد دائم منذ إعلان رئيس الولايات المتحدة اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان يفترض أيضا أن يسبق اجتماع القيادة الفلسطينية اجتماعات وزراء الخارجية والبرلمانيين العرب والقمة الإسلامية التي عقدت في تركيا. رغم ذلك، فقد كان التوقع أكبر كثيرا من الحقيقة الموجعة التي تجسدت بإصرار هذه القيادة على التمسك بالتسوية على الطريقة الأمريكية، وبذل الجهد السياسي لتحسين شروطها بدلا من استثمار اللحظة السياسية المواتية لإنهاء التفرد الأمريكي القبيح شكلا ومضمونا في إدارة الصراع والاشتباك التسووي وتعبيراته التفاوضية.

 

 

شكل إعلان ترامب، رغم قبحه، فرصة نادرة لتحرر الفلسطيني من كل استحقاقات المرحلة السابقة بكل ما فيها من ذل ومهانة سياسية وقمع وقهر ميداني وحصارات خانقة بخطاب سياسي تسووي بائس كان يحظى برضا واشنطن والنظام الرسمي العربي.

 

 

لكن القيادة الفلسطينية المنخرطة في المشروع التسووي لم تستطع التقاط اللحظة التاريخية واستثمار الهبة الفلسطينية والحراك الشعبي العربي الداعم للحق الفلسطيني في صياغة برنامج عمل جديد قادر على الحفاظ على هذا الزخم وتطويره، وإحياء الثوابت الوطنية التي شكلت في زمن القيادة التاريخية عقيدة قتالية لم يجرؤ أحد على المساس بها رغم توقيع اتفاق أوسلو، ورغم محاولة الحكم والحكومة تعميم توجيهات دايتون.

 

 

ولكي لا تظهر القيادة الفلسطينية الحالية وكأنها في الصف المعادي لشارعها، فإنها اعتمدت تكتيكات ومناورات صغيرة تحاول تقديمها للجماهير وكأنها إنجازات تاريخية كبيرة ومن ضمنها التوجه إلى الأمم المتحدة وطلب العضوية في الكيانات المنبثقة عن المنظمة الأممية، وهي خطوات كان ينبغي اتخاذها منذ زمن بعيد بفعل مشروعيتها، وليس ردا على قرار أمريكي أهوج.

 

 

وحتى الفصائل المنخرطة في الأطر القيادية الضعيفة والمنحرفة عن المسار الثوري لم تستطع اقتناص فرصة التحلل من التزاماتها تجاه سلطة التنسيق الأمني، وإن كان بعضها يحاول اجترار الخطاب الثوري دون تجسيد واقعي لهذا الشعار على الأرض.

 

 

هي مرحلة جديدة لن ينجح الخطاب والأداء السلطويين في تجاوزها أو القفز عنها أو حتى تأجيلها، وهي مرحلة تحمل مفاجآت كثيرة قد يكون أولها تشكيل قيادة شعبية وطنية للحراك الجماهيري دون الاحتكام إلى المرجعيات والأطر القائمة.

 

 

وهي مرحلة يمكن استثمارها في استنهاض وإحياء المشروع الوطني الفلسطيني الذي لا يمكن اختصاره في تعريف مدينة القدس المحتلة، بل يشمل تعريف الوطن الفلسطيني كله باعتباره وطنا محتلا، ويتمسك بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على ترابه الوطني بغض النظر عن حسابات العلاقة مع الولايات المتحدة وحلفائها.

 

 

لن يبقى الحال على سوئه، والخير في هذا الزمان الجديد.

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]