«فاينانشيال تايمز»: بعد شهادة كومي.. هل يلقى ترامب مصير نيكسون؟
يشهد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” المقال جيمس كومي اليوم، الخميس، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغط عليه بخصوص التحقيقات حول مزاعم تدخُّل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أمريكا العام الماضي.
هكذا استهلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية تقريرًا سلطت فيه الضوء على التداعيات المحتملة للشهادة التي من المقرر أن يدلي بها كومي اليوم، الخميس، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن التحقيقات حول وجود صلات محتملة بين حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية في 2016 وموسكو.
وذكر التقرير أن الجلسة المخصصة رسميًا لمناقشة التحقيقات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية ستتطرق أيضًا إلى الحوارات التي دارت بين كومي وترامب، والتي أصبحت محل جدل ونقاش في أمريكا منذ إقالة الأول من منصبه.
وأضاف التقرير أن ترامب كان قد طلب من جيمس كومي أن يظهر له “ولاءه” وذلك قبل أربعة شهور من إقالته من منصب مدير “إف بي آي” على خلفية وصفه لـ روسيا بـ “الشيء.”
ووفقا لتصريحات مكتوبة قدمها إلى الكونجرس ونشرت أمس الأربعاء، طالب ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق بوقف التحقيقات المرتبطة بمستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين الذي كذب بخصوص مباحثاته مع السفير الروسي لدى الولايات المتحدة.
وأوضح كومي أن طلب ترامب كان “مثيرًا للقلق” بالنظر إلى الدور الذي تضطلع به “إف بي آي” كوكالة مستقلة. ومع ذلك فإن كومي سيشهد بأنه لا يعتقد إذا ما كان ترامب كان يحاول وقف تحقيقات أوسع في العلاقة بين مساعدي حملته الرئاسية والمسؤولين الروس.
وأشار التقرير إلى أن مثول جيمس كومي للإدلاء بشهادته اليوم الخميس منذ إقالته المفاجئة قبل شهر تمثل واحدة من أكثر جلسات الاستماع أهمية أمام الكونجرس في سنوات. ويتهم المنتقدون ترامب بمحاولة عرقلة العدالة، وشبهوا ذلك بفضيحة “ووتر جيت” التي أطاحت بالرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون.
وأحدثت فضيحة التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هزة في البيت الأبيض، ويعكف “إف بي آي” على التحقيق في الفضيحة منذ يوليو الماضي. وأقال دونالد ترامب، فلين بعد 24 ساعة فقط من قيامه بتضليل مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي بخصوص مباحثاته مع المبعوث الروسي.
ومما جاء في الشهادة أن ترامب خاطب كومي حول فلين: “أتمنى أن تكون قادرا على ترك فلين يذهب، إنه شخص طيب”.
وكان كومي يحقق في موضوع مايكل فلين، قبل أن يتلقى في الـ 10 من مايو الماضي رسالة موقعة أصدرها البيت الأبيض، يبلغه فيها الرئيس ترامب أنه “قرر إعفاءه من مهامه وإقالته من منصبه،” وأنه توصل إلى الاستنتاج بأن كومي “غير قادر على قيادة المكتب بشكل فعال”.
كما ينظر مكتب التحقيقات الفيدرالي أيضا في صلات مزعومة بين جاريد كوشنير، صهر دونالد ترامب، والكرملين.
وتناول كومي المحادثات المتعددة التي أجراها مع الرئيس دونالد ترامب حول تحقيق بشأن روسيا وما إذا كان يمكن التخفيف من تأثيره على رئاسته.
وقال في البيان الذي يسبق مثوله أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الخميس “لقد فهمت أن الرئيس يطلب مني وقف أي تحقيق حول فلين وعلاقته بالتصريحات الزائفة حول محادثاته مع السفير الروسي في ديسمبر الماضي”.
وتحدث كومي الذي أقيل من منصبه الشهر الماضي عما جرى خلال عشاء مع ترامب في البيت الأبيض في الـ 27 من يناير الماضي.
وتابع “قال لي الرئيس أنا أحتاج للولاء، أتوقع الولاء. وقتها لم أتحرك ولم أقل شيئا ولم أغير تعابير وجهي بأية طريقة خلال لحظات الصمت المحرجة التي أعقبت ذلك”.
