فتحي خطاب يكتب: حين سقطت دولة «الإسلامجية»

قبل ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013 إنفجرت التساؤلات الحائرة حول ما يجرى ويحدث، بعد أن هبت على مصر موجات من رياح الخماسين، بعواصفها، ورمالها، وترابها، وعتمة الليل عند الظهر أثناءها، وفي لحظة شديدة الخطورة وشديدة التأثير في المستقبل، وكان أسوأ ما في مصر، يحاول بشراسة أن يقتل أنبل ما فیھا.. وكأنھم يريدون للوطن أن يلعق أحلامه، ويلعن الأيام !! كانت مصر مدفوعة دفعا إلى قاع البركان بالمواجهة بين طرف يتصرف على عجل لتأسيس دولة مصر الإسلامية..وطرف قلق جدا ويخشى أن يعود به الحاضر إلى «فقه البداوة»، والجهل بطبائع الأحوال في العمران..والنتيجة أن الجماهير أصابها نوع من ضيق الصدر، ونفاذ الصبر، وبان قلقها على مستقبل وهوية وطن ، من جماعات «الإسلامجية»، تدفع بالدين إلى الساحة وفي ظروف عاصفة!!

 

 

وتأزمت الأوضاع داخل مصر، سياسيا، وإقتصاديا، وإجتماعيا، وحتى ثقافيا، وبدأ السطو العلنى على هويتها، وإرتفعت الأصوات الغليظة، والفتاوى الجارحة لحرمة مصر، وتحركت قوافل «الأخونة» داخل مؤسسات الدولة وأجهزتها التنفيذية، وتم توزيع الغنائم والأسلاب على الحلفاء من قوى التيار السياسي الإسلامي من «المتأسلمين» أو «الإسلامجية»، لافرق في التسمية، وتصدعت أركان وجدران المجتمع المصري، وحدث إنقسام وشروخ ضربت بنيان وكيان الدولة التي فقدت هيبتها ودورها، وجعلنا من أنفسنا نموذجا للرثاء أمام العالم!!حين سقطت دولة «الإسلامجية».

 

 

قبل ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013 إنفجرت التساؤلات الحائرة حول ما يجرى ويحدث، بعد أن هبت على مصر موجات من رياح الخماسين، بعواصفها، ورمالها، وترابها، وعتمة الليل عند الظهر أثناءها، وفي لحظة شديدة الخطورة وشديدة التأثير في المستقبل، وكان أسوأ ما في مصر، يحاول بشراسة أن يقتل أنبل ما فیھا.. وكأنھم يريدون للوطن أن يلعق أحلامه، ويلعن الأيام !! كانت مصر مدفوعة دفعا إلى قاع البركان بالمواجهة بين طرف يتصرف على عجل لتأسيس دولة مصر الإسلامية..وطرف قلق جدا ويخشى أن يعود به الحاضر إلى «فقه البداوة»، والجهل بطبائع الأحوال في العمران..والنتيجة أن الجماهير أصابها نوع من ضيق الصدر، ونفاذ الصبر، وبان قلقها على مستقبل وهوية وطن ، من جماعات «الإسلامجية»، تدفع بالدين إلى الساحة وفي ظروف عاصفة!!

 

 

وتأزمت الأوضاع داخل مصر، سياسيا، وإقتصاديا، وإجتماعيا، وحتى ثقافيا، وبدأ السطو العلنى على هويتها، وإرتفعت الأصوات الغليظة، والفتاوى الجارحة لحرمة مصر، وتحركت قوافل «الأخونة» داخل مؤسسات الدولة وأجهزتها التنفيذية، وتم توزيع الغنائم والأسلاب على الحلفاء من قوى التيار السياسي الإسلامي من «المتأسلمين» أو «الإسلامجية»، لافرق في التسمية، وتصدعت أركان وجدران المجتمع المصري، وفقدت الدولة هيبتها ودورها، وجعلنا من أنفسنا نموذجا للرثاء أمام العالم!!

 

 

في هذا المناخ الملبد بالسحب الداكنة، انفجرت الثورة الشعبية المصرية الثانية.. وبقدر ما كان يوم الثورة 30 يونيو/ حزيران لحظة مصيرية في تاريخ مصر المعاصر، شهدت الخروج الباهر غير المسبوق في التاريخ الإنساني كله، وأن يمد الشباب يده ليستعيد وطنه.. بقدر ما كان هذا اليوم، كاشفا وخطيرا في تاريخ هذا البلد، بعد أن تكشفت وتعرت وجوه وأهداف ومقاصد «جماعة» انزلقت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 في حضنها، بدعم أمريكي، ومساع تركية، ومساندة مكشوفة من « قطر»، رغم أن الثورة، لم تكن مرجعيتها إسلامية ، ولم تتحرك تحت إعلام الإسلاميين، ولا حتى استجابة لشعاراتهم ؟!

 

 

 

كان يوم 30 يونيو/ حزيران، على موعد مع خروج الشعب المصري كله، بجمعه، بأجياله، وبطبقاته، وبطوائفه، بل بالصبا فيه والطفولة، ملايين بعد ملايين ، وبحسب تقديرات الرصد وفقا لحسابات جغرافية المكان، وعدد الأفراد في المتر المربع الواحد، فإن هناك 32.3 مليون مصري خرجوا إلى الشوارع والميادين العامة، ليسحبوا الثقة من رئيس حكم مصر باسم جماعته وأهله وعشيرته .. وهذه هي القيمة العظمى لهذه اللحظة.

 

 

والخروج الكبير للشعب المصري ، وفي حالة غير مسبوقة عربيا وإقليميا ، كان إحدى صور مصر وهي تتحدث عن نفسها ، وقبل كل هذا وبعده ، وهي تنقذ صورة إسلامنا الحنيف من سماسرة الدين ، وتجهض لعبة «التوظيف الأمريكي للإسلاميين»، فقد كان الاعتراف الأمريكي المعلن والمفاجىء بالإخوان المسلمين، بعد ثورة 25 يناير، لم يكن قبولا بحق لهم، ولا تقديرا تجلت دواعيه فجأة أمام المعترفين، ولكنه جاء قبولا بالرهان على قوى التيار الإسلامي المتعطشة لوهم السلطة.. وكان الرهان قائما على دراسات وتقارير سبقت الربيع العربي بسنوات، ومن هنا اختلفت الأمور من الشيء إلى نقيض الشيء ، في علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بقوى التيار الإسلامي بمقدمته الإخوانية ، ورفعت حظرا سياسيا كانت تفرضه عليهم.. وتختلف الأمور بالطبع حين ترتبط باستراتيجيات عليا ، وبنظريات أمن ومصالح ومواقف ، وأهداف ومطامع !!

 

 

وبالطبع ..كان سقوط دولة «الإسلامجية»، صادما مؤلما للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الكبرى «النافذة»، فقد كان الرحيل الإخواني فشلا ذريعا لمخطط أكبر وأخطر وربما أشرس !! وهكذا.. وجدنا أنفسنا نصطدم بالحائط مرة أخرى، وأن تتحول القاهرة إلى ساحة مفتوحة للجولات والزيارات من المبعوثين الغربيين، وهي جولات أوشكت أن تتحول إلى لجان تقصى حقائق، بعقد لقاءات داخل السجون وخارجها، وفي أي وقت يريدون مع قيادات إخوانية، وكان البحث جاريا عن حل لعودة «الجماعة» إلى المشهد السياسي، وإنقاذ قياداتهم من الملاحقات الأمنية والقضائية !! وتدخلت أمريكا لوضع تصورا لفض الاعتصام الإخواني ( في رابعة والنهضة)، وطرح أفكارا لعقد الصفقات !! وما حدث وجرى وقتئذ، كان تطاولا على ثورة شعب ، قامت بعزّل الرئيس الإخواني، واسقاط حكم «الإسلامجية».

 

ثم تداعت الأحداث بسرعة، وتلاحقت مشاهد تدفع مصر إلى «بدايات المعركة» في مواجهة الإرهاب المدعوم من أمريكا والغرب ( وقد يرى البعض مفارقة في الجمع بين الطرفين : الغرب وأمريكا من جانب ، والتنظيمات والجماعات الإسلامية من جانب آخر !! ولكنها تحالفات الضرورة ، وتفرضها المصالح وإستراتيجية التوظيف الغربي للإسلاميين ) .. وقد تكشفت تلك النوايا بعقد إجتماع سداسي في القاعدة العسكرية الأمريكية بمنطقة «دار مشتادت» بالمانيا في الفترة من 16 إلى 18 أغسطس /آب 2013 بحضور ممثلي أجهزة الإستخبارات الأمريكية ( وكالة الأمن القومي NSA ، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA )، وممثل عن الموساد الإسرائيلي، وممثل عن القوات البريطانية في قبرص، وممثل عن وزارة الدفاع الفرنسية، وممثل غرفة العمليات لحلف شمال الأطلسي «الناتو».. وصدر عن الإجتماع 29 تقريرا مسجلة تصنيف «سري جدا»، تم تسريب تفاصيلها بعد ثمانية أشهر، وجاء في محضر الإجتماع السداسي : أن (( المجتمعين قرروا مقاطعة مصر إقتصاديا بهدف تركيعها، وعرقلة الإستثمار بها، وتكليف مؤسسات بالمراهنة على الجنيه المصري لتقليل قيمته، وإطلاق حملة للتأثير على سمعة مصر الإدارية والمالية، وزعزعة الأمن، والحفاظ على حالة من التوتر في مصر مبنية على إحتجاجات ومظاهرات محدودة وسلمية)) !!

 

 

والشاهد .. أن مصر كانت على أبواب «بداية المعركة » بعد الصدمة التي تلقاها التنظيم الدولي للإخوان ، وصدمة فشل تقدير الحسابات لدى الولايات المتحدة والغرب ، والتي عبر عنها الحاضرون في محضر الاجتماع السداسي في القاعدة العسكرية الأمريكية بمنطقة «دار مشتارت» بألمانيا : بأن (( قرار إسقاط الإخوان كان مفاجأة سيئة لنا، إذ إن كل التقارير التي عرضت علينا أشارت إلى غياب قدرة اتخاذ القرار عند القيادة الانتقالية الحالية، وأن ضعف هذا التحليل أدى إلى مفاجأتنا بشكل أثر سلبا على مسار عملنا على مستوى استراتيجي، وقد ثبت أيضا، أن المناورات الدبلوماسية التي بذلناها لم تكن على المستوى المطلوب، إذ أنها لم تنجح في اكتساب دور الوسيط ، ولا استطاعت ربح الوقت ولا التأثير على القرار المصري، كما أن تبعثر مواقف المتحالفين معنا يقتضي العمل على إعادة توحيد وتنسيق مواقفهم بإشراف موحد، والتأكيد على القيادة التركية ألا تبالغ في إظهار مواقفها كما فعلت في سوريا، بحيث تتمكن من لعب الأدوار التي ستوكل إليها بشكل ذكي، وتعزيز التنسيق مع إسرائيل بحيث يتم اتخاذ القرارات الآلية، وتسهيل مرور الموارد المطلوبة required resources عبر النقب وسيناء إلى مصر)) !!

 

 

المهم .. وقبل الاجتماع السداسي في القاعدة العسكرية الأمريكية بمنطقة «دار مشتارت» بألمانيا، كان العالم يرى ويسمع صوت الحقيقة من مصر، فهو كان يرى حركتها البطيئة، ويسمع صوتها «المجروح» ولايستطيع أن يترجم ما تقوله، وضمن هذا المأزق لم يعد في مقدور أحد أن يتنبأ بما هو قادم، وفي ظل أجواء من نوازل الفوضى على مصر، فوضى غير محكومة وغير منضبطة ، وإن كانت فوضى القمة أكثر من فوضى قاع المجتمع، وفراغ سلطة مخيف، بإستثناء حركات «أكروبات» عشوائية، تدعو للأسى والحزن والأسف!! وقد تصور كثيرون ، أن روح التغيير قد خمدت، وأن طاقة البلد همدت وترهلت، وأن تقسيم الغنائم والأسلاب قد أوشك على الإنتهاء، وأن الكلمة العليا لازالت للدولة الأعظم «أمريكا»، وبأكثر مما كان متصورا، وبأكثر مما هو صحي، بل وإنزلقت أحوالنا إلى تلك الدرجة من التدخل والتأثير الخارجي !!

 

 

واتصالا بما سبق .. سوف يظل يوم 30 يونيو 2013 علامة بارزة تسجل تاريخ أوراق احترقت، وأقنعة سقطت، وملفات قديمة يتم تطهيرها، وملفات جديدة يتم التعامل معها .. ومواقف وتحركات دول تكشّفت تماما وتعّرت مقاصدها، وانكشف عنها المستور، ولم يترك لها رداء ، ولا حياء يتسترون به ، حتى ولا ورقة توت ، حين بدأت مشاهد الدم والنار، يديرها «إخوان العنف والدم»، من القاهرة إلى شمال سيناء !!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]