«فتنة كردستان».. أهداف ومطامع إسرائيلية

 

ليس من المستغرب أن تكون إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم التى أعلنت وانحازت ودعمت الاستفتاء الذى أصرت رئاسة إقليم كردستان العراق على إجرائه  الاثنين الماضي، لفصل هذا الإقليم عن العراق. يجيء هذا الموقف متناغماً ومنسجماً مع سياسة إسرائيلية تاريخية مع أكراد العراق منذ عقد الستينيات من القرن الماضي. لذلك لم يكن غريباً أن تكشف صحيفة «معاريف» (9 مايو/ آيار 2015) النقاب عن أن حكومة إقليم كردستان العراق أرسلت مستشاراً سياسياً للتباحث مع كبار المسئولين الإسرائيليين حول سبل الدعم السياسى الذى يمكن أن تقدمه إسرائيل للتحرك الكردى نحو الاستقلال.

 

 المسألة ليست في استقلال كردستان. إن أخطر ما في هذا الاستقلال، في هذا التوقيت وفي هذه الظروف، هو تحوّل المنطقة إلى قاعدة عسكرية واستخباراتية متقدّمة لإسرائيل تراقب من خلالها وتهدّد الدول التي تعتبرها «عدوّة» لها. ليس بريئاً شراء إسرائيل أراضي واسعة ومتصلة بين أربيل والموصل قبل سنوات، وبعضها تم شراؤه من تنظيم «داعش» الإرهابي الذي عمد إلى تهجير الكثير من الأقليات من بيوتها وشراء الأراضي بأبخس الأثمان. وليس بريئاً الاتفاق أخيراً بين تل أبيب ومسعود بارزاني على عودة نحو مئتي ألف يهودي كردي من إسرائيل إلى كردستان بعد الاستفتاء، بحسب تعبير الكاتبة الفلسطينية فاتنة الدجاني، فاستقلال كردستان حقٌ يراد به باطل.

 

 

 

 

ويؤكد الخبير في الشئون السياسية والإستراتيجية، د. محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية و الاقليمية بمركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية بالأهرام ، أن البُعد الزمنى لهذا التوجه الإسرائيلى الداعم لقرار انفصال إقليم كردستان العراق عن العراق، شديد الأهمية وبالذات مجمل التطورات الإقليمية المتزامنة مع هذا التوجه الإسرائيلى الداعم هذا الاستفتاء، وعلى الأخص ما تموج به الساحة السورية من صراعات ترى إسرائيل أنها لم تعد تعمل فى صالحها بل تعمل لصالح أعدائها، ناهيك عن تهيؤ العراق لمرحلة سياسية جديدة ظهرت بعض ملامحها تقول أن العراق بات فى مقدوره أن يبدأ عهداً جديداً من استعادة عافيته بعد اكتمال الانتصارات على تنظيم «داعش»، إذا أخذنا هذا كله فى الاعتبار يمكننا أن نحدد ثلاثة أهداف  عليا من هذا الانحياز الإسرائيلى المكشوف لانفصال إقليم كردستان عن العراق.

 

 

 

أهداف ومطامع إسرائيل

  • أول هذه الأهداف يخص العراق ويرمى إلى منع العراق من العودة مجدداً قوياً وقادراً على التأثير ومنعه أيضاً من التفرغ لإعادة التعمير والبناء المادى والمعنوى للدولة العراقية بعد كل التدمير الممنهج الذى تعرضت له أولاً على أيدى الاحتلال الأمريكى منذ عام 2003، وعلى أيدى المنظمات الإرهابية ابتداءً من تنظيم «القاعدة» وامتداداً إلى تنظيم «داعش». إسرائيل تتابع انتهاء «عصر داعش» فى العراق وسوريا، وترى أن الدور الوظيفى لهذا التنظيم الإرهابى فى أفول، ما يعنى أن العراق، يمكن أن يعود مجدداً لامتلاك عناصر قوته، وهناك ملامح كثيرة، وهذا كله معناه أن يستعيد العراق عافيته ووحدته الوطنية وهو ما ترفضه إسرائيل، وتتحسب له فى «مرحلة ما بعد داعش» وتحرص على إيجاد سبب قوى يبقى العراق مجدداً «رهناً لخيار الدم المستباح» أى لسياسة الاقتتال الدائم.

ومن هنا تجئ أهمية تبنى إسرائيل لدعم خيار «الدولة الكردية»

  • ثانى هذه الأهداف هو إطلاق مخطط إعادة تقسيم دول المنطقة الكفيل بإنهاء خطر الدول الكبيرة على إسرائيل، والتأسيس لواقع إقليمى بديل يرتكز على دويلات صغيرة طائفية وعرقية ودينية من شأنه أن يعطى لإسرائيل القدرة على السيطرة والهيمنة والتفوق المطلق وتأمين الوجود، وهو الهدف ذاته الذى كان عنواناً للغزو والاحتلال الأمريكى للعراق الذى حمل شعار «إعادة ترسيم الخرائط السياسية» وظل يدعو إليه السيناتور جون ماكين بأن «التقسيم هو الحل» لمواجهة مخاطر الصراعات الداخلية فى العراق.

 

 

الأهداف والمطامع الإسرائيلية، سبق أن كشف عنها «آلون بن ديفيد» معلق الشئون العسكرية فى صحيفة معاريف، في شهر يونيو/ حزيران 2015، بقوله إن «دولة كردية تضم أجزاء من العراق وإيران وسوريا وتركيا ستمثل (حليف أحلام) بالنسبة لإسرائيل»، أما صحيفة هآرتس فقد أكدت أن هناك عدداً من المزايا لإسرائيل فى استقلال كردستان من أهمها الموقع الإستراتيجى للإقليم، كما أنها ستكون بمنزلة (صداع) بالنسبة للمنافسين المحتملين ومن ضمنهم العراق وتركيا وسوريا.

 

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]