عاود الشيوخ المنتمون للتيار السلفي في مصر، إثارتهم للجدل من جديد، بعد صدور فتوى للداعية السلفي محمود عامر، تحرم الاحتفال برأس السنة الهجرية، معتبرأ أن ما يقوم به الصوفيون خلال الاحتفال بالمناسبة يعد من «الأباطيل».
وأثار تك الفتوى التي اعتاد صدورها من شيوخ السلفية مع كل مناسبة دينية، خاصة أنها تحرم الاحتفالات الدينية عامة، باستثناء عيد الفطر والأضحى فقط، غضب علماء دين وشيوخ الصوفية.
وأصدر عامر بيانا اليوم الأحد ، فيما تستعد فيها الطرق الصوفية لتنظيم احتفال برأس السنة الهجرية، أفتى فيه بحرمه هذه الاحتفالات، قائلا: «ما يقوم به الصوفية أفعال ما أنزل الله بها من سلطان، وتخالف صحيح الدين».
وأضاف، أن «الأعياد من شعائر الإسلام ولا شعيرة إلا بنص، وبالتالى لا عيد ولا احتفال باسم الإسلام إلا في عيدين اثنين لا ثالث لهما، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى»، مدعيا: «أي عيد تحت باسم الدين غير الفطر والأضحى من البدع المنكرة والجهالات التي وفدت إلينا من أهل الكتاب والأمم الكافرة».
مصدر «عكننة» على المصريين
وأبدت أستاذة الفقة الإسلامي آمنة نصير، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب المصري، استياءها من تعليق التيار السلفي على تحريم احتفالات ذكرى هجرة الرسول، قائلة: «لا بارك الله لهم».
وأضافت آمنة نصير في تصريح صحفي الأحد «السلفيون لا يكفون عن صوت الكآبة الذي يبثونه للمصريين سواء المسلمين إذا كانوا مسلمين يحتفلون بذكرى هجرة الرسول، أو كانوا مسيحيين يحتفلون بأعيادهم».
وأشارت عضو لجنة التعليم والبحث العلمى، إلى أن السلفيين هم «جملة سوداء» فى المجتمع المصرى، ويشكلوا مصدر لـ«عكننة» فى حياة المصريين، مخاطبة السلفيين: «ارحمونا يرحمكم الله، ربنا يشفي نفوسكم من الجهالة».
وانتقد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، الفتوى السلفية التي تحرم الاحتفالات بذكرى هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائلا: «كلمة حرام لابد أن تكون بنص قراني أو حديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم»، مستشهدا بقول الله تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم».
فتوى في غير محلها
وقال رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية عبد الهادى القصبي، وهو رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، إن فتوى السلفيين التي تحرم الاحتفال بذكرى هجرة رسول الله، لا تصح وفى غير محلها. ، مضيفاً: «نحن نحتفل بذكرى هجرة رسول الله وكلها دروس مستفادة من الرسول صلى عليه وسلم، وتعتبر هذه الاحتفالات سنة طيبة». 
وتساءل رئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، عن المانع الذي يحرم احتفال بذكرى هجرة الرسول من مكة للمدينة، مؤكدا أنه من المفترض أن يتبع المسلم رسوله في كل مناحي الحياة.
وتحتفل المشيخة العامة للطرق الصوفية، اليوم الأحد، برأس السنة الهجرية، بتنظيم موكب حاشد يضم الآلاف من أبناء الطرق الصوفية، ينطلق من مسجد سيدي صالح الجعفري بالدراسة بمنطقة الحسين، عقب صلاة العصر، متجهًا إلى مسجد الحسين، وذلك بمشاركة حضور الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية المصري، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ونخبة من علماء الدين.
