«فتيل الحكومة ينطفئ».. مخاوف أوروبية من انهيار لبنان
تحت عنوان «مخاوف من انهيار لبنان» أدرج الاتحاد الأوروبي مسألة الوضع البالغ الحساسية على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول الـ27 عبر الفيديوكونفرانس، اليوم الإثنين..ومن الواضح أن الاتحاد الأوروبي كشف عن المخاوف من انهيار لبنان، تأسيسا على استفحال الأزمات، واستيلاد أزمة تلو أزمة، ليس آخرها أزمة القضاة وتصدع «ميزان العدالة».
الوضع السياسي بلغ حدّ «الانسداد»
وتشير الدوائر السياسية في بيروت ، إلى التقارير الدبلوماسية اليومية لحكومات دول الاتحاد، فضلاً عن دول كبرى كالولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الروسي، ودول ذات نفوذ أو تأثير في الإقليم كمصر ودول الخليج وإيران، وحتى تركيا، بأن الوضع السياسي، بلغ حدّ «الإنسداد»، أو على شفا حرف من الإنهيار، الأمر الذي يعني أن البلد، لن يعود قائماً وفقاً لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وربما يزول عن الخارطة.
ملامح الإنهيارالوشيك للدولة
ويؤكد المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد، في تصريحاته للغد، أن هناك دلالات ومؤشرات واضحة للجميع «كرؤوس الشياطين» يمكن معها تلمس ملامح الإنهيار الوشيك للدولة، حبث بيروت تحتضر، وغياب تام للمؤسسات، وانتقلت المشاحنات الطائفية والسياسية إلى دار القضاء، وبالطبع كما يقولون فإن الاشتباك السياسي الداخلي، المغلف باشتباك دولي- إقليمي ليس بالأمر السهل على البلد، ولذلك من الصعب بمكان رؤية حكومة موحدة، في بلد مقسم.
والسؤال: هل حانت لحظة إعلان الانهيار، والتحول إلى «حرب مواقع» واسعة أو محدودة، لاستقدام تدخل يُعيد رسم تخوم المصالح للطوائف، في بلد تعمه اليوم الفوضى، وتتهاوى مؤسساته الواحدة تلو الأخرى، في صراع تجاوز «التسويات» إلى إعادة بناء وقائع الوحدة، أو بدائل الانهيار المنتظر، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية.
رياح التفكك العاتية تضرب لبنان
وبينما يرسم المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة اللواء، الكاتب صلاح سلام، مشهدا «مظلما» للواقع الراهن في لبنان.. قائلا: سقط القضاء وسقط معه حصن آخر من حصون الدولة اللبنانية التي تعاني من انهيارات متتالية، وتضربها رياح التفكك العاتية، بسبب حالة التسيّب الراهنة في السلطة، والناتجة عن عجز أهل الحكم وفشلهم في إدارة شؤون البلاد والعباد، في مواجهة أخطر الأزمات التي عرفها لبنان في تاريخه الاستقلالي.
تجاوزات قضائية وتحديات سياسية مشبوهة
ويرى «سلام»، أن ما جرى في الأيام الأخيرة من تجاوزات قضائية وتحديات سياسية مشبوهة، لم يكن مفاجئاً، بقدر ما كان متوقعاً الوصول إلى هذا الدرك من التردي، نتيجة أساليب العناد والإنكار والمكابرة التي تُسيطر على مواقع القرار، والمحاولات المستمرة لتسخير قدرات الدولة لخدمة مصالح فئوية وحزبية وشخصية، دون الأخذ بعين الاعتبار الحد الأدنى لمصالح الدولة، ودون بذل الجهود اللازمة لوقف الانحدار المدمر الذي يتخبط فيه البلد منذ أكثر من سنة.
تحرير القضاء والقضاة من قبضة السياسيين
الانتفاضة التي طالبت وزيرة العدل، ماري كلود نجم، القضاء القيام بها لإصلاح ذات البين، يجب أن تكون في صلب الورشة الإصلاحية المنتظرة من الحكومة الجديدة ـ في حال تشكيلها ـ لتأمين إستقلالية القضاء بموجب تشريعات حاسمة، وغير قابلة للمساومات وعقد الصفقات السياسية المشبوهة، بهدف تحرير القضاء والقضاة من قبضة السياسيين الذين سخّروا منابر العدالة لخدمة مصالحهم، وحماية زبائنيتهم من الملاحقة والعقاب.
«فتيل تشكيل الحكومة» ينطفىء
وتشير تقارير الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، إلى أن «فتيل تشكيل الحكومة» ينطفىء، أو ماض إلى الانطفاء..ولفتت أوساط مراقبة إلى أن الاتصالات التي سجلت في الأيام الماضية تركزت على العقد التي لا تزال عالقة، ولم تثمر عن أي تطور إيجابي، واعتبرت أن ما حصل مؤخرا على صعيد الملاحقات والقضاء صرف النظر عن هذا الملف ولو «مؤقتا»..وقالت مصادر مطلعة لـصحيفة اللواء، إنه يصعب ضرب موعد يتصل بعودة أي اتصالات مفيدة حول الملف الحكومي، والمقصود بذلك أي اتصالات داخلية، لأن التعنت لا يزال سيد الموقف.
ومن جهة اخرى..كشفت المصادر اللبنانية:
- أن أفكار رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في إطار مبادرة «مقترحات» لحل أزمة الانسداد السياسي في لبنان،ة لا تزال حية، ولكنها تصطدم ببعض المفاهيم والتمسك بعدد من المبادىء.
- وأن زيارة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، سعد الحريري، إلى الفاتيكان، لن تدخل في صلب تشكيل الحكومة «المتعثر»، بقدر ما ستكون مناسبة لمناقشة الوضع المتدهور في لبنان.. لكن ملف تشكيل الحكومة لن يغيب ـ بالطبع ـ عن التداول.
وهكذا ..استمر الجمود بالوضع الحكومي، وسط اصرار طرفي التشكيل على موقفهما ومطالبهما.. بينما تتهم مصادر قصر بعبدا الرئاسي، ادارة رئيس الحكومة المكلف، ظهره للرئيس عون والتنقل من بلد لبلد، بينما التشكيل مكانه الطبيعي في لبنان.
التوك توك
الطريف ..أن المراقبين في بيروت ربطوا بين الوضع الراهن في لبنان، وتفاقم الوضع الاجتماعي والمعيشي، في ظل الأزمات الاقتصادية والازدحام، وبين ظاهرة التمدد في انتشار «التوك توك» كوسيلة لحل جزء من هذه الأزمات، أقلّه على المستوى الفردي، وهو يستخدم في الدول الفقيرة حيث الاكتظاظ السكاني والأحياء الشعبية..وكان للأزمة الاقتصادية الراهنة دور كبير في انتشار التوك توك.
