فرار دبلوماسيين أتراك من التحقيقات بعد محاولة الانقلاب
قال وزير الخارجية التركي اليوم الخميس، إن ملحقين عسكريين تركيين في اليونان هربا إلى إيطاليا، كما اعتقل آخرون في الخارج، بينما فر عدد من الدبلوماسيين بعد استدعائهم في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة الانقلاب الشهر الماضي.
وسرحت تركيا، التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، أو اعتقلت آلاف العسكريين بينهم نحو نصف جنرالاتها منذ محاولة الانقلاب في 15 من يوليو/ تموز.
ويخشى حلفاء تركيا الغربيون أن يستغل الرئيس رجب طيب أردوغان، محاولة الإنقلاب وحملة التطهير، لتشديد قبضته على السلطة. لكن كثيرا من الأتراك يشعرون بالغضب إزاء ما يعتبرونه غيابا للتعاطف الغربي مع السلطات التركية بسبب الانقلاب العنيف الذي قتل فيه 240 شخصا.
وقال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، لمحطة «إن.تي.في» التلفزيونية الخاصة، إن ملحقين عسكريين في اليونان أحدهما ضابط بحري والثاني في الجيش، فرا في سيارة وعبّارة إلى إيطاليا، لكن المسؤولين الأتراك سيسعون لإعادتهما.
وأضاف تشاووش أوغلو، أن ملحقا عسكريا في الكويت حاول الهرب عبر السعودية، لكنه أعيد، فضلا عن جنرالين كانا متمركزين في أفغانستان ألقت القبض عليهما السلطات الإماراتية في دبي وأعادتهما إلى تركيا.
وقال مسؤول تركي كبير اليوم الخميس، إن السلطات احتجزت 35022 شخصا إجمالا فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة. وأضاف، أن 17740 من هؤلاء اعتقلوا رسميا، بينما أفرج عن 11597 شخصا، ولا يزال 5685 رهن الاحتجاز.
- نفدت المهلة ..
وقال تشاووش أوغلو، «هناك من هربوا. وهناك فارون بين دبلوماسيينا أيضا».
وأضاف، «نفدت أمس المهلة لمن تم استدعاؤهم في البداية. سنتخذ الإجراءات القانونية حيال من لم يعودوا».
ونقل عن وزير الداخلية إفكان آلا، قوله اليوم الخميس، إن نحو 76100 موظف حكومي أوقفوا عن عملهم حتى الآن.
وقالت وزارة الخارجية اليونانية، إن الملحقين العسكريين هربا قبل أن تطلب منهم أنقرة العودة، وقبل إلغاء جوازات سفرهما الدبلوماسية.
وقال مسؤولون أمريكيون، لـ«رويترز» هذا الأسبوع، إن مسؤولا عسكريا تركيا في مهمة بالولايات المتحدة لصالح حلف شمال الأطلسي طلب اللجوء في الولايات المتحدة بعد استدعاء الحكومة له.
وقال مسؤولون، إن 160 فردا من الجيش مطلوبين فيما يتصل بمحاولة الانقلاب لا يزالون هاربين.
وقال مسؤول، إن وزارة الخارجية أرسلت تعليمات إلى بعثات دبلوماسية تركية يعتقد أن أناسا على صلة بمن يشتبه في تورطهم في الانقلاب الفاشل يعملون بها، وأمرتهم بالعودة إلى تركيا في إطار التحقيقات.
وقال القائم بالأعمال التركي لصحيفة «ألجمين داجبلاد»، هذا الأسبوع، إنه تم استدعاء خمسة موظفين في السفارة التركية في هولندا للاشتباه بمشاركتهم في حركة جولن.
وقال قورتولوش أيكان، القائم بالأعمال في البعثة الدبلوماسية التركية إلى هولندا، «لم يكونوا الطباخ أو الخدم؟ كانوا موظفين على مستوى رفيع. أشخاص موهوبون كانت لدي معهم علاقة عمل ممتازة. لم أشك في أي شيء. هذا هو ذكاء هذه الحركة. إنهم يتسللون بصمت».
وقال تشاووش أوغلو في وقت سابق، إن نحو 300 موظف في وزارة الخارجية أوقفوا عن عملهم منذ محاولة الانقلاب بينهم سفيران.
وقال اليوم الخميس، إن مسؤولين في بنجلادش فرا إلى نيويورك، في حين فر ثالث إلى اليابان عبر موسكو.
وقال تشاووش أوغلو، «سنعيد هؤلاء الخونة إلى تركيا».
- دولة موازية ..
ويتهم أردوغان، الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن، بتدبير المحاولة الانقلابية مستغلا شبكة واسعة من المدارس والجمعيات الخيرية والشركات التي أسسها على مدار عقود داخل تركيا وخارجها لإنشاء «هيكل مواز».
وأثارت محاولة الانقلاب وحملة التطهير التي تلتها في الجيش المخاوف بشأن استقرار تركيا التي تخوض حربا على متمردين أكراد على أراضيها، كما أنها عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش».
وأثار رد فعل الغرب على محاولة الانقلاب غضب تركيا، إذ ترى أنقرة أن أوروبا مهتمة بحقوق المتآمرين أكثر من اهتمامها بالأحداث نفسها، كما اعتبرت أن الولايات المتحدة مترددة في تسليم جولن.
وقال أردوغان في تجمع لأنصاره في وقت متأخر من ليل الأربعاء، «ستختار الولايات المتحدة الأمريكية إن عاجلا أو آجلا.. إما تركيا أو منظمة جولن الإرهابية».
وما زالت عملية التطهير مستمرة في تركيا، إذ ألغت السلطات تصاريح عمل 27424 شخصا في قطاع التعليم، في إطار تحقيقاتها، وفق ما أعلنه وزير التعليم عصمت يلمظ.
وقالت صحيفة «حريت»، ومحطات تلفزيونية، إن ممثلي الادعاء في أنقرة أمروا اليوم أيضا باحتجاز 648 قاضيا ومدعيا، كانوا قد أوقفوا عن العمل أمس.
وذكرت وكالة «الأناضول» للأنباء الرسمية، أن هؤلاء من بين 3500 قاض ومدع عام، ربع العدد الإجمالي في البلاد، تم وقفهم في إطار التحقيقات.
