فرحة عربية منقوصة.. عيد الأضحى بين الحصار والعنف

الأعياد.. مواسم فرحة وعطلات ينتظرها الناس، حيث فسحة قليلة من العمل، وبعض الترفيه، وها هي ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، كان فريق العمل في «الغد» يلقي نظرة سريعة حول مشاعر المصريين قبيل أن يحل عليهم عيد الأضحى، فوجدنا أن الفقراء يعانون من ارتفاع الأسعار، فقد تخلو موائد المصريين من اللحوم هذا العام، حيث لم تشهد مصر إقبالا على شراء الأضاحي بسبب ارتفاع أسعارها، لكنهم مازالو قادرين على التنزه في الحدائق والميادين والمشي على ضفاف النيل، لم يأت بعد من يمنع مصريا من ارتداء الجينز، وبمقدور العشاق هنا أن يلتقوا ويبوحوا بما في قلوبهم، وتزهو الفتيات بالكعوب العالية بكل حرية.

المشكلة التي تحيق بمصر اقتصادية طالت كل شيء، وأصبح المصريون يشتركون في شراء أضحية واحدة، البعض أبدى تذمرا، وأعرب عن سخطه، وآخرون قرروا أن يواصلوا فرحتهم تحت أي ظروف، لذا قررنا أن لا نكتفي برصد فرحة المصريين المبتورة، فليسوا وحدهم، الأزمات تلاحق المواطنين في الدول العربية المجاورة، خصوصا تلك التي تنام تحت الحصار والتهديد، فكيف بمقدور هؤلاء ممارسة فرحتهم تحت القصف والعنف والحروب اللامتناهية؟ هذا ما سنعرفه في التقرير التالي:

سوريا.. بعد التحرر من داعش أهلا بالحياة

من كوباني تلك المدينة السورية التي عانت من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي التقينا برواد لالو، وهو يعمل مراسلا لعدد من القنوات الإعلامية منذ 5 سنوات، حيث غطى جبهات القتال مع ميليشيات داعش من شمال سوريا، ومكننا من التواصل مع مواطنين هناك.

في عهد داعش كان كل شيء ممنوع، هكذا عبّر عامر حجازي 8 سنوات عن فرحة قدوم العيد، وتابع: اللباس كان حصرا على الطريقة الإسلامية، أي أن الجينز ممنوع، واللباس الملون ممنوع، ولم يكن هنالك أي مدينة ملاهٍ وألعاب، كنا في رعب دائم، حتى ونحن نلعب في الشارع كنا نخاف منهم، الآن بعد أن تحررت مدينتنا من داعش نحن في فرحة لا توصف، أبي اشترى لي اللباس التي أعجبتني، وأنا بانتظار العيد لكي ألتقي أصدقائي.

jkjkjkjkj

الملاحقة والعقاب، والقمع كانت هي أبرز سياسات داعش، إذ أرادوا خنق الحياة، ليس بمقدور الإنسان أن يملك اختيار إلا ما تقرره داعش، وإلا سيكون الموت ذبحا بالسيف العقاب، هكذا الحال مثلما أجبر الإرهاب التجار على بيع سلع دون أخرى، فجمعة الباسم، وهو صاحب محل ألبسة في كوباني، يقول «الفرق كبير بين السنة الفائتة وهذه السنة»، موضحا: «كانت الأحذية النسائية التي تتميز بالكعب العالي ممنوعة بتاتا، والألبسة النسائيية الملونة أيضا، كانت لباس الفتيات تنحصر بالجلباب الأسود، الآن اختلف الوضع تماما، وكل ما تجده الآن كان ممنوعا في العام الماضي».

عانى الأطفال كثيرا في سوريا، خاصة في التخوم وجبهات القتال التي تسلل إليها التنظيم المتوحش، لم يكن يغمض لهم جفن، شعروا بالخوف وهم في المهد، كانت النفوس متهلهلة ومتزعزعة.

يقول أحمد الحسن، وهو رب منزل و لديه 4 أولاد، «القوانين التي فرضت علينا منعتنا من أن نشتري الفرحة لأطفالنا عبر اللباس وأخذهم إلى الأماكن المخصصة لألعاب الأطفال، لأن هذه الأماكن أصبحت ممنوعة ومدمرة بشكل كامل، والآن أنتم ترون البسمة على وجوههم».

kjkjkjkjkj

أما أمل وعائشة وعبير، وهن ثلاث شقيقات بعمر الزهور، قلن «في الأعوام الثلاثة الماضية لم نكن نعلم أن العيد أتى، كنا نحتجز في المنزل مثل باقي الأيام، أهلنا كانوا يمنعوننا من الخروج خوفا على حياتنا، وكانت عناصر داعش تقوم باختطاف الفتيات وبالأخص العناصر الأجانب من الشيشان وغيرهم».

وتقول سعاد، صاحبة محل إكسسوارات ومكياجات نسائية، «النساء كانت ممنوعة من الزينة، ومن الدخول إلى الكوافيرات النسائية كانت مغلقة وحتى المناكير كان ممنوعا وكل هذه الأمور كانت محصورة لنساء عناصر داعش فقط، الآن عادت الأمور طبيعيتها».

صنعاء.. العيد جاء بفقر مدقع

يبدو اليمن كمن قرر أن يفقد ذاكرة أحزانه ويطويها في العيد ولو لأيام، مستبشرا بأولى نتائج التغيير، لعل القادم يكون أفضل، فاستقبال اليمنيين لعيد الأضحى المبارك هذا العام يأتي بكثير من التفاؤل، وتنفس الصعداء في ظل الحصار على اليمن، فالسعادة يمكن أن يشعر بها الإنسان ويصنعها تحت أي ظروف.

أمل ستار، وهي مواطنة من صنعاء، قالت لنا: «اليمنيون لن يطلبوا في هذه الظروف سوى بلاد بخير وأمن واستقرار»، وأوضحت أن شبح غلاء الأسعار آخذ في التنامي نتيجة الحروب، والحصار على اليمن، التي قصمت ظهورهم، ورغم هذا يستمر المواطنون في اليمن بصنع ابتسامتهم بما ملكت أيديهم.

وتابعت: «الأوضاع السياسية تؤثر على أوضاع العيد وعلى الأطفال، فالعيد جاء بفقر مدقع جداً، وأكثر من 70% تحت خط الفقر، وهذا يؤثر على الصغار والكبار».

عيد الأضحى المبارك لدى اليمنيين يأتي هذا العام حاملا معه الكثير من الآلام والآمال، وتبقى الآمال هي الحاضرة في أن يجد اليمن مخرجا للمشاكل التي تثقل كاهلة وكاهل كل من فيه.

11065902_10200940155703059_5206320593203242691_n

قطاع غزة.. السعادة رغم الحصار

مازال قطاع غزة يعاني حصارا خانقا انعكس بالسلب على المواطن الغزاوي، الذي يعاني ويلات الحصار والانقسام، والذي هو أخطر من الحصار، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك يعانى المواطن من سوء الوضع الاقتصادي، وزيادة البطالة بنسبة كبيرة، الأمر الذي يجعل شراء الأضحية صعبة جدا، رغم تقديم الجمعيات والمؤسسات للأضحية بالتقسيط.

يقول محمد العقاد أبو حامد، وهو موظف بالسلطة الفلسطينية، «المواطن الغزاوي يعيش حالة من اليأس والتخوف من استمرار الوضع الحالي الصعب جدا نتيجة الحصار والانقسام بين حركتي فتح وحماس، والذي يؤثر سلبا على الحياة في قطاع غزة، الذي يعاني ويلات الحصار والحروب والبطالة وانقطاع للتيار الكهربائي، ورغم انعدام مقومات الحياة في القطاع يهرب المواطن الغزاوي للأماكن العامة للترفيه عن نفسه أمام البحر والمنتزهات العامة».

ويصف أبو حامد، المواطن الغزاوى بالجمل، حيث تحمل الكثير من ويلات القهر السياسي الموجود على أرض الواقع، ورغم حالة اليأس، إلا أن الفلسطيني في غزة يعيش حياته طبيعية بدون أدنى مقومات الحياة التي نتجت عن الوضع السياسي.

iuiuiui

العيد في غزة يجمّع الكل بعدما أنهكتهم الآلة السياسية ومساوئها

هشام أبو عسكر، وهو كاتب فلسطيني شاب يقول، إن «النظرة لهذا الطقس فيها نوع من رمي المشاعر السلبية جانبا، وذهاب باتجاه مشاركة الفرح مع الأصدقاء والجيران والأقارب، فيوم عرفة يتجمع المواطنون بالشوارع للاطمئنان على أضحياتهم ونقلها من المسالخ إلى الشوارع»، ويضيف «حتى المواطنين الذين ليس لديهم أضحية يخرجون للشوارع امشاهدة هذه الطقوس السعيدة».

وعن طقوس العيد، قال «لا تتوقف التكبيرات في المساجد» وتابع ضاحكا «الكعك شيء ضروري بالأعياد، بعيد الأضحى ما فيه فلوس، العيديّة بتكون كيس صغير من اللحم، يمكن نص كيلو أو كيلو أو أحيانا 2 كيلو نوع من التوزيع العادل حتى على الأقارب والجيران بحيث المجتع كله ينال حصّته من اللحم».

وختم أبو عسكر حديثه مؤكدا أن العيد في غزة يجمّع الكل بعدما أنهكتهم الآلة السياسية ومساوئها.

بغداد
ليبيا.. قادرون على الفرح وموائد عامرة

يصر الليبيون على الصمت تجاه الاضطرابات السياسية في بلادهم، أغلبهم يرى بأن المجتمع مازال متماسكا رغم الثورة، ويقولون إن الإعلام شوه صورتهم، فهم قادرون على الفرح، لم تتغير حياتهم إلى الأسوأ، يعتقون دائما بالأفضل، كما قالت وردة محمد من طرابلس.

وردة تقول، إن الحياة في ليبيا طبيعية، والناس تخرج إلى المتنزهات والحدائق دون خوف، فالليبيون مستعدون لعيد الأضحى والزيارات العائلية.

وسردت وردة عن بعض العادات الطريفة، حيث يشترون أدوات الدبح والأوني الخاصة بالشواء، موضحة أن العادات تختلف في ليبيا من منطقه الى أخرى، ففي بعض المناطق مثلا يتم تكحيل عين الخروف وتبخيره بالبخور وفي بعض المناطق لا يتم تقطيع لحم الخروف أول يوم العيد، والبعض يفضل طبخ «البازين»، وهي أكلة ليبية شعبية مهمة في مناسبات الليبين، خاصه في الغرب الليبي، فضلا عن «القديد»، وهي وجبة من شرائح اللحم المتبلة، ويتم نشرها في الشمس عدة أيام ثم تقلي في الزيت وتحتفظ في أواني فخار لعدة سنوات دون أن تفسد.

«الدولمة» سلوى النازحين في العراق

في كل عيد تقريبا يتم استهداف أحد الأسواق بسيارة مفخخة، في أثناء تبضع الناس، حيث شراء ملابس الأطفال، هذا ما أكدته زينب الموسوي، مواطنة من محافظة الناصرية جنوب العراق، لافتة إلى انفجار الكرادة في عيد الفطر الماضي.

الموسوي قالت، إن الشعب العراقي يحتفل بالعيد هذا العام على عكس المرات السابقة، حيث لم تكن هناك مظاهر احتفالات بالعيد سابقا وسط ظروف سياسية مضطربة.

وعن ما يفعله العراقيون صبيحة العيد، قالت «يذهب العراقيون إلى المقابر أول يوم يزورون موتاهم، فالأغلبية تتوجه إلى النجف حتى تزور أمواتها، وهي عادة قديمة، ويعد أول يوم العيد بالنسبة للعائلات التي فقدت عزيزا فرصة للبكاء واستقبال التعازي».

الحزن لا ينتهي في العراق، كما قالت زينب، حيث تتألم من النزوح المستمر للعراقيين الهاربين من داعش، وسقوط شهداء من جيش العراق، لكن مع ذلك لا يزال الأمل ما بقيت الحياة، العراقيون كمثل باقي العرب سيقومون بتنظيف منازلهم، وشراء الملابس الجديدة للأطفال، فالعراقيون بحسب ما تصفهم زينب «بشر نادرون» يطبخون «الدولمة» (ورق العنب) في أثناء النزوح.

وتحمل زينب على عاتقها مسؤولية جمع الملابس وتوزيعها على الأطفال من فقراء منطقتها، في محاولة لإدخال البهجة ورسم ابتسامة على الوجوه.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]