من المقرر أن يلقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال وجوده في الرياض (القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأمريكية) اليوم الأحد، كلمة للعالم الإسلامي .. وما تم الاعلان عنه بخصوص القضايا المطروحة في لقاءات الرياض ـ بحضور قيادات خليجية وعربية واسلامية ــ ما زالت رءوس موضوعات دون اعلان التفاصيل، إلا أن «جيرالد سايب» كبير المحررين السياسيين بصحيفة وول ستريت جورنال، نقل عن مسئول بالادارة الأمريكية قوله : «هناك فرصة جديدة متاحة لنا في المنطقة، وأن هذه الجولة سوف تبين لنا كيف يمكن أن تتحول هذه الفرصة الى واقع تريده وتسعى اليه واشنطن»
سابقة «أوباما» في خطابه للعالم الإسلامي
جولة الرئيس الأمريكي الجديد، ترامب، في أول زيارة خارجية له، والالتقاء بقادة الدول العربية والإسلامية بالعاصمة السعودية، الرياض، وتوجيه كلمة للعالم الإسلامي، من دولة الحرمين الشريفين.. تعيد للذاكرة العربية، واقعة توجيه الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، في بداية عهده أيضا، بعد 4 شهور تقريبا من توليه منصب رئيس الولايات المتحدة، كلمة للعالم الإسلامي، من بلد الآزهر، وعقب زيارته للمساجد التاريخية بالقاهرة ( مسجد السلطان حسن) ومن داخل أعرق جامعة عربية «جامعة القاهرة» في 4 يونيو / حزيران 2009 ..وربما يبدأ ترامب كلمته كما بدأها سلفه أوباما، باللغة العربية ، « السلام عليكم» .. ولم يتحقق شيىء مما وعد به أوباما !!
وكلمة ترامب للعالم الإسلامي بعد نحو 4 شهور تقريبا من دخوله البيت الأبيض .. هل هي مصادفة سياسية ؟
نفس القضايا .. مع فرق التوقيت
في خطاب أوباما للعالم الإسلامي .. تناول ـ حسب نص الخطاب ـ مجموعة قضايا .. . القضية الأولى: التصدي للإرهاب، ومساندة أمريكية للعالم في ردع الإرهابيين .. والثانية: الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي… والثالثة: حرية الأديان والديمقراطية.. والرابعة: فرص التطور الاقتصادي، ، وأمريكا على استعداد للانخراط مع العالم الإسلامي في مختلف المجالات.. وربما كانت نفس القضايا التي سيتناولها الرئيس ترامب اليوم في كلمته للأمة الإسلامية .
من السابق لآوانه بالطبع الحديث عن ما يمكن تحقيقه في هذه الجولة المرتقبة التي تتابعها قيادات المنطقة باهتمام بالغ وحذر واضح لمعرفة مدى استعداد الرئيس ترامب في تفعيل هذا الانخراط الأمريكي في المنطقة وأيضا اصراره على المضى قدما في عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين على وجه التحديد.
الهدف الأكبر من جولة «ترامب»
ولم يعد بالأمر الخفي مدى اختلاف ترامب عن الرئيس السابق أوباما، وما يبديه من حرصـ والتواصل مع شركاء المنطقة من أجل فهم أفضل وأشمل لقضايا المنطقة.. والهدف الأكبر منها ـ كما حرص أكثر من مسئول خليجي وعربي على تأكيده ـ محاربة الارهاب بشكل عام وتحديدا «تدمير داعش»(حسب وصف جنرالات الادارة الأمريكية) بالاضافة الى مواجهة ايران والحد من تدخلها ونشاطها المتفشي والساعى لنشر التوتر وعدم الاستقرار في دول المنطقة.
ملامح «استراتيجية ترامب»
ويرى المراقبون أن جولة الرئيس الأمريكي الخارجية من المنتظر أن تظهر بشكل أوضح وأشمل ملامح استراتيجية ادارة ترامب في مواجهة الارهاب وفي تناول قضايا المنطقة وأيضا مستقبل العلاقات مع الحلف الأطلسي ومنظومة الأمن الأوروبي ومن ثم التعامل مع روسيا من خلال كل هذه الملفات الشائكة المتشابكة.
وبما أن ادارة الرئيس «ترامب » ومنذ بدء ولايتها، حرصت غالبا على الكتمان وعدم كشف ما يخص تشاوراتها وقراراتها، فان هذه الجولة الخارجية الأولي ستكون أيضا كاشفة عن الطريقة التي تريد أن تتبعها الادارة في تعاملها مع العالم الخارجي.
